السيمر / فيينا / الاحد 12 . 05 . 2019
اياد السماوي
كشفت وكالة رويترز للأنباء يوم أمس الجمعة عن عدم تسجيل الصين لأي طلبات شراء نفط إيرانية جديدة كما هو مقرر ضمن جدول أعمالها , فيما أكدّت أنّ بكين قد تراجعت عن تصريحاتها السابقة التي أعلنت فيها عدم نيتها الانصياع للعقوبات الأمريكية على إيران , وذكرت رويترز أنّ من أسباب عدول الصين عن تحدّيها للعقوبات هو قلق كبار شركات وأفراد المالكين للمصافي في الصين من أن تطالهم العقوبات المالية , لكون رؤوس أموالهم مودعة في أصول بنكية تحت سيطرة أو بمتناول البنوك الأمريكية , وقد تلتحق كل من الهند وتركيا للانصياع للعقوبات الأمريكية , وهذا يعني أنّ صادرات إيران من النفط قد تصل إلى الصفر بعد التحاق اليابان وكوريا الجنوبية بسبب إعلان أمريكا انتهاء مدة الاستثناء التي منحت لهما من استيراد النفط الإيراني , ومن المؤكد أنّ إيران لن تسمح بعبور برميل واحد من النفط عبر مضيق هرمز فيمل لو منعت تماما من تصدير نفطها , وليس هنالك قوّة في العالم تمنع إيران من الدفاع عن نفسها والقيام بغلق المضيق وحرمان العالم من حوالي 18 مليون برميل من النفط تعبر يوميا من مضيق هرمز , وهذا السيناريو أصبح متوّقعا أكثر من أي وقت مضى . وبالرغم من أنّ إيران لا تريد أن تصل الأمور لهذا المستوى من التوّتر وترفض الحرب انطلاقا من مسؤولياتها أمام شعبها وشعوب المنطقة بشكل عام , لكنّها بالمقابل لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي وهي ترى شعبها يجوّع ويباد على يد أمريكا وبمساعدة السعودية والأمارات , وفي هذه الحالة لن ترهبها كلّ أساطيل أمريكا وطائرتها الستراتيجية العملاقة في الدفاع عن نفسها وحقها في تصدير نفطها وبضائعها إلى العالم , والشعب الإيراني المسلم الصابر المجاهد الذي قاوم الحصار الأمريكي الظالم منذ أكثر من أربعين عاما وانتصر عليه لا يمكن أن يخضع للترهيب أو التهديد بإرسال حاملات الطائرات والطائرات القاذفة العملاقة , فإرادة الشعب الإيراني المسلم لا تقهرها أساطيل الشر والعدوان , ومن يعتقد أنّ إيران ستنحني للبلطجة والغطرسة والتهديد باستخدام القوة العسكرية , واهم وعليه مرتجعة حساباته , وفي حالة نشوب أي حرب لا سامح الله بين إيران وأمريكا فإنّ الخاسر الأكبر في هذه الحرب ستكون أولا السعودية والأمارات والمحميات الخليجية الأخرى ومن ثمّ أمريكا وإسرائيل , حيث ستدفع أمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارات فاتورة قتل وإبادة الشعب الإيراني .. وتوّقف النفط الإيراني عن التصدير هو الشرارة التي ستحرق المنطقة بأسرها .. ولتستعد قواعد أمريكا وأساطيلها في الخليج لاستقبال الكاميكازي الإيراني ..