السيمر / فيينا / الخميس 16 . 05 . 2019
اياد السماوي
أحداث وتطورات متسارعة في المنطقة تؤكد أنّ ساعة المواجهة بين أمريكا وإيران قد اقتربت بشكل مقلق , ففي تطوّر لاحق هذا اليوم أمرت الخارجية الأمريكية الموظفين غير الضروريين التابعين للحكومة الأمريكية في العراق بمغادرة العراق بأسرع وقت ممكن , وذلك مع تصاعد حالة التوّتر بين واشنطن وطهران , وفي بيان تحذيري عبر موقع السفارة الأمريكية في العراق , طالبت واشنطن مواطنيها بتجّنب الأماكن المعروفة بارتياد الأمريكيين لها , كما وتشير التقارير الإعلامية أنّ القوّات الأمريكية في العراق قد وضعت في حالة الإنذار القصوى تحسّبا لهجمات تقوم بها فصائل المقاومة الإسلامية في العراق , وتشير تقارير صحفية وإعلامية أنّ الولايات المتحدّة تتجه لتوجيه اتهام إلى إيران بخصوص تفجيرات الفجيرة , وبسبب تصاعد حالة التوّتر بين أمريكا وإيران وضع العراق قوّاته الأمنية في حالة تأهب وحذر لمواجهة الأحداث في المنطقة . ويرى مراقبون سياسيون أنّ هذه التطورات المتسارعة تشير إلى أنّ المواجهة العسكرية الشاملة قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى , وكنّا في مقال سابق تحت عنوان ( أجراس الحرب تقرع بقوة ) قلنا فيه ( أنّ الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته يسيرون نحو الحرب , والمنطقة بأسرها تقف على حافة بركان , وأجراس الحرب أصبحت تقرع بقوّة أكثر من أي وقت مضى ) , ويمكن القول أنّ هذا البركان إذا ما انفجر فلا أحد يستطيع أخماده , فبعد تفجيرات الفجيرة وضرب المنشآت النفطية السعودية , لم يعد هنالك من لا يسمع قرع طبول الحرب , وبالنسبة لإيران التي تدافع عن نفسها وشعبها , فهي بكامل جهوزيتها لخوض غمار هذه الحرب المفروضة عليها من قبل قوى الاستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل وحلفائهم في المنطقة , وتصريحات جميع القادة الإيرانيون ابتداء من المرشد الأعلى الأمام الخامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني والقادة العسكريين تؤكد أنّ إيران لم ولن تبدأ الحرب إذا لم تهاجم من قبل أمريكا وحلفائها , وفي حالة قيام أمريكا بمهاجمتها وتوجيه ضربات لها , فإنّها ستوّجه ضربة قاصمة لأمريكا وحلفائها , ضربة موجعة قد لا تتخيّلها إدارة ترامب وأجهزة مخابراته . وإذا كانت أمريكا قد نجحت في سيناريو ضرب العراق عام 1991 و 2003 , فالوضع مختلف تماما بالنسبة لإيران التي تشرف على أهمّ ممر دولي في العالم لإمدادات الطاقة , فإيران لم تغز أحدا ليقف العالم والمجتمع الدولي ضدّها كما وقف ضد نظام صدّام بعد احتلاله للكويت , والنظام في إيران ليس كنظام صدّام المجرم الدموي حتى يتّمنى شعب إيران زواله , واستطيع القول أنّ هذه الحرب إذا ما اندلعت فستكون آخر الحروب في المنطقة , وستهزم أمريكا وإسرائيل شر هزيمة , وستتغيّر خارطة المنطقة برّمتها وسيدفع الخليجيون ثمنا باهضا لوقوفهم مع أمريكا , وسينهار حلم إسرائيل في إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .. وستنتصر إيران والمقاومة الإسلامية نصرا مؤزرا بإذن الله تعالى .. ألا إنّ نصر الله قريب