السيمر / فيينا / الاثنين 17 . 06 . 2019 — أعلن التلفزيون المصري الرسمي نبأ وفاة الرئيس السابق محمد مرسي خلال جلسة محاكمته في قضية التخابر مع حركة حماس الفلسطينية.
وأوضح التلفزيون الرسمي في خبر عاجل أن مرسي، الذي كان يبلغ من العمر 68 عاما، طلب الكلمة من رئيس المحكمة وسمح له بها، وعقب إنهاء مرسي كلمته أصيب بنوبة قلبية توفي بعدها بشكل فوري، ونقل الجثمان إلى المستشفى.
وقد توفي مرسي داخل معهد أمناء الشرطة في طرة، حيث كانت تنعقد المحكمة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي. ويقع معهد أمناء الشرطة، الملاصق لسجن طرة، بضاحية المعادي جنوبي القاهرة.
وقد نقل جثمان مرسي إلى مستشفى السجن، بعدما حاول طبيب إسعافه في قاعة المحاكمة، لكن دون جدوى.
“حالة استنفار”
وقد أعلنت وزارة الداخلية في مصر حالة الاستنفار الأمني القصوى، بعد إعلان خبر وفاة مرسي.
كما أعلنت الداخلية عن نشر قواتها لحماية المنشآت الحيوية، والكنائس، والفنادق، وغيرها من المؤسسات المهمة في البلاد.
وأصدر النائب العام بيانا حول الوفاة جاء فيه أنه خلال المحاكمة، طلب مرسي الحديث، وسمحت له المحكمة بذلك، وبعد أن تحدث لمدة خمس دقائق، رفعت الجلسة للمداولة.
وأضاف البيان: “وأثناء وجود المتهم محمد مرسي العياط وباقي المتهمين داخل القفص، سقط أرضا مغشيا عليه، حيث تم نقله فورا للمستشفى، وتبين وفاته إلى رحمة الله تعالى”.
وأمرت النيابة العامة بالتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بقاعة المحكمة، ومناظرة جثمان المتوفى، وسماع أقوال المتهمين الموجودين معه في قفص الاتهام.
وكتب أحمد مرسي، نجل محمد مرسي، على حسابه على موقع فيسبوك ناعيا أباه: “أبي عند الله نلتقي”.
ونشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تغريدة حول وفاة محمد مرسي، قال فيها: “أدعو الله أن يرحم شهيدنا”.
كما نقل المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، للصحفيين قوله: “خالص تعازينا لعائلة ومحبي الرئيس محمد مرسي”.
◾نبذة عن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي
وقال محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة سابقا، في تغريدة على موقع تويتر إن وفاة محمد مرسي “جريمة قتل متعمدة”.
وكانت أسرة مرسي قد أصدرت عدة بيانات في السابق تشتكي عدم السماح لها بزيارة مرسي في محبسه، ومن عدم السماح له بتلقي العلاج اللازم.
وكان عبد الله، نجل مرسي، قد ذكر في مقابلة أجراها مع وكالة أسوشيتد برس للأنباء في شهر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، أن والده يُمنع من تلقي الرعاية الصحية في محبسه الانفرادي، رغم إصابته بأمراض خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
وفي شهر رمضان الماضي، أصدرت أسرة بيانا قالت فيه إن مرسي تحت “اعتقال انفرادي تعسفي بمحسبه وحصار تام وعزلة كاملة” بعد سنوات من اعتقاله.
وكان الجيش المصري قد أطاح بمرسي من الحكم بعد مظاهرات شعبية ضد حكمه في الثلاثين من يونيو/حزيران عام 2013.
وكان مرسي أحد أبرز القادة السياسين داخل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي تحظرها السلطات المصرية حاليا، قبل أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وشارك مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية عام 2012 مرشحا عن حزب الحرية والعدالة، وكان الحزب قد أعلن في السابع من أبريل/نيسان 2012 عن ترشيحه لمرسي بشكل احتياطي، بينما كان المرشح الفعلي للحزب خيرت الشاطر، الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية لاحقاً لأسباب قانونية، وبالتالي أصبح مرسي المرشح الرسمي للحزب والجماعة.
وفاز مرسي في الانتخابات الرئاسية 2012، بعد فوزه بفارق بسيط على منافسه الفريق أحمد شفيق.
وبعدها، أصبح مرسي الرئيس الأول بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، والرئيس الخامس الذي يتولى سدة الحكم في مصر.
ولم يستمر مرسي في الحكم إلا عاما واحدا، إذ أعلن عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، عزله من منصبه في الثالث من يونيو/حزيران، في أعقاب احتجاجات شعبية ضد حكمه.
ولم يظهر مرسي بعد ذلك إلا بعد أشهر قليلة من عزله، إذ ظهر على شاشات التلفاز وهو خلف القضبان بعد توجيه عدة اتهامات له، منها الهروب من السجن، والتخابر مع جهات أجنبية من بينها حركة حماس.
بي بي سي