الرئيسية / الأخبار / حملة واسعة على مجاميع شبابية في ساحة التحرير وسط بغداد

حملة واسعة على مجاميع شبابية في ساحة التحرير وسط بغداد

السيمر / فيينا / السبت 02 . 11 . 2019 — على ايقاعات موسيقى مختلفة، ينظم مجموعة من الشباب والشابات حفلات رقص قصيرة، في الشوارع قرب ساحة التحرير وسط بغداد، في حالة استغرب لها المجتمع العراقي، والقائمون على التظاهرات.

ليس هناك اي ترابط بين من ينام في الشارع ويلتحف السماء طلباً للتغيير، وبين من يتغنوج ويتموع وسط الجموع.

ورغم ان المتظاهرين يرفضون اي انتقاد لتصرفاتهم، لكن السيل قد بلغ الزبا حينما زادت حفلات الرقص في ساحة التحرير، لذا اخذوا يرفعون اصواتهم عبر المكبرات لمنع هذه الحالات التي تخاطب الغرائز لدى شريحة الشباب التي تشكل اغلبية المتظاهرين.

وفي قراءته لمشاهد الرقص، يقول استاذ التاريخ في الجامعة المستنصرية محمد كامل، إن “الرقص خلال التظاهرات حالة جديدة وشاذة دخيلة على المجتمع العراقي، فالبعض يحاول اضفاء شرعية عليها، لكن في ظل الاوضاع الحالية من تمرد جماهيري كبير فانها لا تعد سوى طمس للهوية العراقية المحافظة لدى الجماهير”.

وأضاف كامل في حديثه لـ “الاتجاه برس”، أن “الرقابة على حركة المتظاهرين في ساحة التحرير واماكن التظاهر الاخرى امر في غاية الاهمية، كي لا تخرج التظاهرات عن مسارها”، لافتاً الى ان “التشبه بما يجري في لبنان امرا غير صحيح، فشعب العراق ديني عشائري، اما في لبنان فالاغلبية ليبراليين، بمعنى ان ثقافة الشعبين مختلفة جذرياً”.

وتابع: “الاناشيد التي يجب ان تبث بين المتظاهرين هي الوطنية فقط لتزيد حماستهم الى حين تحقيق مطاليبهم، وهي طقوس تشبه طقوس الاستعداد للحرب من خلال بث الحماس في ابناء القبيلة من جهة والخوف في نفوس العدو من جهة أخرى، وطقوس الاحتفال بالنصر”.

وفي جولة لمراسل “الاتجاه برس” في شوارع ابي نؤاس وساحة التحرير والنصر، فان مجاميع من الشابات والشباب يشكلون حلقة دائرية ويبدأون بالرقص على ايقاع موسيقى صاخبة تجمع المتواجدين حولهم.

لكن بعض البارزين في التظاهرة ممن يتواجدون منذ يوم 25 تشرين الاول الماضي، والكلام لمراسلنا، نفذوا حملة عبر مكبرات الصوت دعوا فيها الجميع الى ايقاف الرقص احتراما لدماء زملاء لهم سقطوا.

وفي ساحة التحرير التي تعتبر رمزية ومركزا أساسيا لانطلاق المظاهرات في العاصمة بغداد، شوهدت فتيات صغيرات يرتدين الزي المدرسي ويحملن حقائب الظهر يتجولن في الشوارع التي تطلق فيها عبوات الغاز المدمع.

وإزاء هذا التطور حذر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من استغلال المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا تظهر شباب وشابات يرقصون على انغام موسيقى صاخبة في الشوارع القريبة من ساحة التحرير.

ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.

ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عبد المهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين.

المصدر / الاتجاه برس

اترك تعليقاً