السيمر / فيينا / الخميس 21 . 11 . 2019
زاهر الشاهين
قد يستغرب القراء من هذا الموضوع في الوقت الذي تتسارع فيه الاوضاع الدراماتيكية في العراق وكما يقول العراقيون (عرب وين طنبورة وين).
بعد نفوق الدولة العثمانية وخيبة العرب من وعود البريطانيين بمنحهم كيانات عربية ,ارتات بريطانيا والمعروفة بمكرها وخباثتها بالرغم من وجود شخصيات في التاريخ العربي الغابر والمؤلم جدا كانوا لا يقلون خبثا وسفالة.
انا متابع لما يجري في العراق وكنت والاصدقاء نتحدث ونقول سياتي ذلك اليوم الذي تنفجر فيه الناس بوجه الحكومة الفاسدة التي اوصلت العراق الى كيان فاشل وليس دولة عصرية.الحكومة التي جاءت بعد نفوق الصنم ونظامه المتخلف التلمودي , هي حبلى بالاورام الشخصانية والجهل والجوع المزمن والشراهة للمال.اتخذوا من الدين وسيلة لخداع البسطاء والمتعلمين من العراقيين على حد سواء,اسسوا للرشوة ومنحوها عناوين تعفيهم من الالم الداخلي بكونهم (مؤمنين),تقاسموا العراق دون ان ينتسبوا اليه .
ان ادارة الدولة هي علم وادراك ودراية بما لدى البلد من خيرات بشرية اولا وثروات طبيعية ثانيا.ساهم المشاركون في العملية السياسية (العراقيون بكل اطيافهم ودياناتهم ومذاهبهم)بخلق مواطن لا منتم الى وطن وهذا كل ما هو مطلوب من اي شعب يراد به العودة الى القبلية والعصبية والانحطاط الثقافي والمعرفي.
نعود الى عنوان الموضوع .بعد هلاك الشقاوة في نيسان 2003 وعودة (المعارضين) لنظام القتلة الى العراق وبعد توزيع الحصص والمغانم لم يجرؤ احد من الوافدين الجدد على تغير العلم العراقي البريطاني التصميم ،نعم لقد وزع(ابو ناجي)لكل دولة علم ليصبح احد الاصنام المقدسة بعد الطغاة، وليبدأ التقاتل ما بين الانظمة العربية وكل تحت رايته (خرقة القماش).
انا من المشاهدين لما يظهر على شاشات التلفزيون حيث نرى كثيرا من المتظاهرين وحتى قبل الحراك الذي يجري وهم يقبلون الخرق(الاعلام) دون ان يعلموا ان هذه الخرقة هي ليست من واقع ووجدان الانسان العراقي وكذلك في البلدان الاخرى.ناتي على حالة العلم العراقي بعد اغتيال شهيد الامة العراقية الزعيم عبد الكريم قاسم. تم تغير علم الجمهورية ليظهر لنا العلم الذي اختبىء في ظله نظام القتلة بعد ان اضافوا النجوم في وسطه وفي فترة اخرى كتب اسم لفظ الجلالة وبيد راس العار النافق في 9 نيسان 2003.
لم تنته قصة الخرقة(العلم) بعد سقوط نظام العصابة الكريهة في بغداد اتجهت الانظار الى العلم من اجل تغيره لكن لم تكن الشجاعة عند احد من الذين جاوؤا الى السلطة في العام 2003 وليمحوا اثار البعث من هذه الخرقة ويعيدون علم الجمهورية بعد سقوط النظام الملكي القادم من شبه الجزيرة العربية .اقترح احد المتنفذين في العملية السياسية الا وهو مقتدى الصدر الى كتابة كلمة الله اكبر بالخط الكوفي .
يتساقطون الشهداء كل يوم تحت العلم الصدامي في ساحات الاعتصام ضد طغمة الفاسدين والمفسدين والفساد الذي استباح البلد وبرعاية امريكية ،اقترحت الفنانة التشكيلة عفيفة لعيبي مشكورة وكانت موفقة وطرحها سليما بان يتخذ جزءا من نصب الحرية الذي ابدعه الفنان القدير الراحل جواد سليم ليكون علما لكل العراقيين.
ان الكثير من العراقيين يتمنون ان يكون علمهم غير العلم الرسمي الحالي كي نطوي صفحة من تاريخ الانحطاط وينتهي العراق كليا من العصبيات القبليات التي انهكت الانسان العراقي.
21/11/2019