الرئيسية / مقالاتي / الوطن لا يقاد من خلف الحدود ولا بمخربين يقودهم الجوكر الأمريكي

الوطن لا يقاد من خلف الحدود ولا بمخربين يقودهم الجوكر الأمريكي

السيمر / فيينا / الخميس 05 . 12 . 2019

وداد عبد الزهرة فاخر*

 يعرف جميع الثوار الحقيقيين بان شاعرنا قال ” الثورة يصنعها الثوار ” ، وليس عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ، ومن داخل وخارج الحدود العراقية . كون الثورة نتيجة حتمية لنضال الطبقة العاملة وحليفتها الفلاحية ، وبمساندة حقيقية من قوى الشعب الوطنية الحقيقية ، وليست وفق ما خطط له ستيفن نبيل ، وانتفاض قنبر ، من عاصمة الإمبريالية العالمية واشنطن ، ليطلقوا الجوكر الأمريكي بقناعه المكشوف يجوب شوارع بغداد حارقا لتراثها وقاتلا لأبنائها ، مدعوما بإعلام للعربان الجربان كل في مجال اختصاصه بالفبركة والدجل والشعوذة الإعلامية .

ودروس سابقة لانقلابات مفتعلة يعيها للان جيلنا ويتذكرها جيدا ، يوم كان الأخوان دالاس ” جون وألن فوستر دالاس ” ، يقودانها ويقلبون أي نظام وطني لا يتوافق مع الخط الأمريكي ، ويتواءم معه .

وسيناريو انقلاب 8 شباط الأسود لا زال حاضرا في الذاكرة لمن يحاول نسيانه من ” ثوار المجتمع المدني ” الجدد ، الذين عاشوا التجربة المرة ، وقاسوا من جرائم البعث ، وعادوا ليهرولوا من جديد ، وفي كل مرة مع بقايا البعث ولكن بأشكال ” ثورية ” جديدة يعرفها الشارع العراقي ، وجيلنا الذي اكتوى من نار البعث ودكتاتوريته الفاشية دون أي خجل أو حياء ، أو اعتزاز بتاريخهم السابق المشرف .

ويبدو إن من آمن بـ ” الحزب القائد ” ، وهلل وصفق له بكلتا يديه ورجليه ، لا زال حيا للآن ليعيد مآسي قديمة ، ويمزق ما تبقى من قيم وأخلاق رجال صنعهم قائد لا يدانى ، ولم يطأطئ رأسه إلا للشعب وذهب شهيدا يملأ ذكره الأفاق ، ولحق به صنوه الذي مزقت جسده سهام القتلة الأشرار من ” ثوار ” ، عروس الثروات التي جاءت نتيجة علاقة غير شرعية بين حزب العفالقة ، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ، وأنتجت وليدة هجينة كانت ولا زالت سبة العصر ورداء ملطخ بالدم .

ما نريد أن نقوله إن هناك لصوص ، أصبحوا محترفين ، وتحولوا لحيتان كبار في وطن جريح خرج بعد عقود من ظلمات الدكتاتورية ، لكن هل نقوم عند إحساسنا بوجود لصوص بأحد البيوت بهدم البيت برمته على اللصوص ، وأصحاب الدار للقضاء عليهم اجمع ، أم نفكر بعمق في كيفية إلقاء القبض على اللصوص وتقديمهم للعدالة؟

ما يجري الآن وفق الخطة الصهيوامريكية هو خلط جميع الأوراق ، لكي يكون المجال واسعا أمام الجوكر الأمريكي لزيادة حدة التوتر ، بين أبناء وسط وجنوب العراق ، وبموجب خطط إعلامية ودعائية تقلب الكثير من الحقائق ، وتثير حمية البعض ، وتحرض أبناء الشعب العراقي بعضهم على بعض ، مع خطط القتل والحرق والتخريب . وبالأخير يذهب وطن اسمه عراق للمجهول وفق نظرية الفوضى الخلاقة ليقفز بعدها مغامرون اعدوا بكل جدارة لتسلم السلطة والعودة للدكتاتورية المقيتة .

وللتذكير فقد عمل شذاذ الآفاق قبل اشهر قليلة من ” عروس ثوراتهم ” التي اكتشف الشعب عدم عذريتها يوم 8 شباط الأسود 1963 ، بان تحرك شقاواتهم المعروفين ببغداد بالضغط على سواق التاكسي من خلال عناصره الشوارعية أمثال المقبور صدام ، وجبار الكردي وأخيه ، ونائب الضابط طه الجزراوي، للقيام بإضراب مكشوف الهدف لسبب بسيط جدا ، وهو زيادة بسعر البنزين لخمسة فلوس فقط . ثم حركوا اتحادهم اللاوطني ، لإضراب إجباري لبعض المدارس من خلال الضغط والتهديد على بعض الطلبة ، وهكذا مهدوا لانقلابهم الأسود يوم 8 شباط .

ولان الزمن يعود الآن ولكن بواسطة أحفاد أولئك فقد استغلوا غفلة وجشع وطمع من تسلم السلطة بعد سقوط نظامهم الفاشي ، وأخطاءه التي لا حدود لها ، وعدم إخلاصه من اجل إعادة بناء وطن خرج من ثلاث عقود ونصف من حكمهم الفاشي ، بل زادوا من جراحه ،وسببوا له مشاكل اقتصادية ، واجتماعية عادت به كثيرا للوراء وأسست لحقد كامن ضد الجماعات المهيمنة على السلطة من سنة وشيعة وأكراد وبقية المتحاصصين .

لكن وكما شاهدنا بان المحرك الأمريكي لـ ” الثوار الجدد ” ، ألقى باللائمة فقط على مكون واحد مشارك بالسلطة ، وتناسى متعمدا بقية المتحاصصين !! ، فتلك أذن قسمة ضيزى كما يقال ، ومن لديه قليل من فهم أو عقل أو ضمير لا يقبل بذلك ، لان الجميع من المتحاصصين مشاركين بكل ما حصل منذ أول يوم بمجلس الحكم ومن شارك فيه ليومنا هذا . وبالتالي فالجميع مذنب ولص ومقصر لا فرق بينهم اجمع .

أي إن كل من شارك بالوزارات ودورات مجلس النواب الأربعة ، ومن تسلم أية مسؤولية قيادية في الدولة مدان ، لان المسؤولية تضامنية داخل كل المؤسسات ، ومن شاهد خروجا على القانون ، أو تبديدا للمال العام عليه وقتها أن يظهر للرأي العام ما يشاهده أو يعتقده حقا !!! .

أليس كذلك ، وهذه هي أولى دروس الوطنية والتوجه الديمقراطي؟

فلماذا سكت البعض رغم علمه بما يحدث ، أو تواطئ؟

كون الأخطاء موجودة ومتراكمة ، فلماذا خرج مع من خرج الآن وفق خطة اليانكي الأمريكي ، وهرول رغم كبر سنه ، وغزارة تجربته مع شباب غاضب محروم من فرص العمل والعيش الكريم ، دون أن يفكر بحلول وخطط لا تدينه ، وتحافظ على سلامة وطنه وتمنع مجتمعه من التمزق ، ويقف حجرا صلدا بوجه من يحاول القتل والتخريب والتدمير؟؟!.

وهل اختلطت الأوراق بحيث إن سياسيين كبارا كما نتوهمهم ، ونعتقدهم ، لا يفرقون الآن وبعد سنين  عمرهم وخبرتهم لا يفرقون بين عملاء ستيفن نبيل ، وانتفاض قنبر ، وضابط مخابرات سابق يدعي بأنه أية الله حسن الشمري ؟

يقينا بان الشعب هو من سيكتب له النصر ، ويندحر كل الأعداء أي كانوا ، لصوص للمال العام ، أو متآمرين ، أو بقايا البعث وحلفائهم من رجال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ، أو بقايا عملاء العربان الجربان الذين لا يملئون رغم ضجيجهم وصراخهم ” حباً ! ” بالشعب العراقي ، كيا واحدة ببغداد .

نكرر المنتصر سيكون هو الشعب فقط ، والشباب المتظاهر السلمي الحقيقي المتضرر من المتحاصصين طوال فترات حكمهم لا غير ، وسيذهب ستيفن نبيل وانتفاض قنبر ، والمدعي بالمرجعية حسن الشمري أو كما عرف نزار مطشر رشك ، وبقية الأذناب لمزبلة التاريخ ، وستكتب صفحات جديدة ناصعة لشعب ثار على مستغليه ، ولكن ليس وفق النمط والخط الأمريكي ، وسوف تشاهدون في قابل الأيام قصص وأفلام ، لفضائح تثير خجل عمن ركب الموجه ، وقتل وحرق وخرب ، بعد أن يتم ووفق العقل الجمعي اختيار رئيس وزراء كفء ونزيه وصاحب تخصص وبعيد كل البعد عن جميع المتحاصصين أي كانوا ، وبعد أن يتم تركه يشكل وزارته بكل حرية ، وبعيدا عن أي تدخل …

ملاحظات خارج النمط الأمريكي:

1- تلازم وتشابه شعار مرفوع بلبنان والعراق ، ففي لبنان وحسب اللهجة الدارجة اللبنانية ” بدنا وطن ” ، أما اللهجة العراقية ” نريد وطن ” .. يبدو إن من رفع الشعار وطلب نشره يعيش على المريخ ..

2 – رغم إن جميع من تتبع قنوات التلفزيون شاهد وبأم عينه فتيات ونسوة يوزعن دولارا أمريكيا اخضرا ، بطريقة تفوق ” الخواردلوغية ” ، وسيارات من نوع لوري نصف حمل توزع مواد ومياه وأنواع الأكل ، مما لذ وطاب ، لكن  يصر البعض على أنهم يدعمون التظاهرات ذاتيا !!!!!! .

3 – يصر البعض رغم إننا نشاهد علنا جماعة الجوكر الأمريكي بأقنعتهم المتميزة يصولون ويجولون وسط بغداد ، ويحرقون ويقتلون ويرمون قنابل المولوتوف علانية ، وتحولوا الآن لرمي القنابل اليدوية ـ يصر هذا البعض بان ” التظاهرات سلمية ” .

4 انتشرت فيديوهات مفبركة لشخوص لا نريد أن نقول عنهم غير ما شاهدناه بفيديوهات أخرى عن حقيقتهم ، من رجال ونسوة ” الله يستر عليهم بس”  !!!.

5 – سؤال فقط موجه للجميع من وجه أو قاد من يسمون بمتظاهرين نحو المراكز الاقتصادية والتجارية ، والموانئ والمنشآت النفطية ، ودور العلم وخاصة صغار الطلبة لتعطيل الدراسة ، وغلق دور العلم والاعتداء على المدرسين والمعلمين ، وحرق ممتلكات الناس بدون وجه حق ، وشوه المعنى الحقيقي للتظاهر السلمي ، وحق الشباب المنتفض على مستغليه ؟؟؟!!! .

6 – ولم الإصرار على الاعتداء على الممثليات الدولية ، والسفارات والقنصليات ، خاصة ما حصل من عناد كما يظهر مدفوع الثمن لعبور جسر الجمهورية نحو المنطقة الخضراء التي تعج بالمؤسسات الرسمية للدولة ، وممثليات الدولية التابعة للأمم المتحدة ، والمنظمات الدولية ، وسفارات لدول متعددة ؟؟!! .

7 – لا نريد أن نشير بأي شكل لحرق القنصلية الإيرانية بالنجف الاشرف والاعتداء على قدسية مدينة علي المرتضى الذي قال بكل حرقة الم للعراقيين قبل 1400 عام ” لقد ملئتم قلبي قيحا ” !!!!!!. لأننا لو تحدثنا سنكون فرسا مجوسا حتما !!!

8 – وأخيرا لم تم تسمية المطعم التركي تسمية تسئ للإسلام كدين ونبيه الكريم بإطلاق اسم ” جبل احد ” ، علما إن معركة احد كانت خسارة للمسلمين ، والتف خالد بن الوليد يوم كان ضمن كفار قريش حول جبل احد ، وجرح فيها نبي الأمة الكريم ، وقتل فيها عمه حمزة وعاد المسلمون حزينين متألمين يبكون قتلاهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!.

 

*عراقي من الجنوب العراقي المظلوم والمتضرر من كافة العهود العراقية التي عاش زمنها

*رئيس تحرير جريدة السيمر الإخبارية

www.saymar.org/wp/

othman_omran44@yahoo.com

فيينا  04 . 12 . 2019

 

2 تعليقات

  1. الف الف رائع اخي العزيز أستاذ وداد ، والف الف تحية لك من القلب على هذه المقالة التي تضع النقاط على الحروف في زمن فقدت النقاط حروفها ، والأقلام أهلها ، والساحات أصحابها ولكن مع ذلك كما يقال ( لو خليت قلبت ) ، فالشباب والشيوخ الذين وقفوا بكل ايمان وعزيمة وارادة صلبة ، صلابة الجبال وأصلب منها ، فتكسرت عليها رؤوس الدواعش ( الصهيو- بعث-أمريكية) وبهائم آل سعود (الإنجلو-وهابية ) ، فكانت ملاحم الحشد الشعبي البطولية التي نزلت إلى ساحات الوغى ، تصد الموت بصدورها ، وتدحر قوى الشر والعدوان المصنعة في مصانع الحقد والبغض والشر على شعبنا وعلى الإنسانية جمعاء ، وأقول لك اخي وصديقي العزيز والله والله ، عند بداية الشر الداعشي على العراق وسوريا الشقيقة ، دار حوار قصير من جملة واحدة مع احد الأخوة السوريين في موسكو ، قلت له:( ستكون مقبرة داعش في العراق) وحقق الله ذلك بفضل ثلة من الشرفاء والمؤمنين من ابناء شعبنا الغيارى ، والحديث طويل عزيزي أستاذ وداد ولك قبلة من نبضات قلبي

  2. اخي الحبيب الاستاذ وداد فاخر
    الف تحية وألف شكر من مواطن عراقي عرفك منذ شبابك رجلا محباً لوطنه ومدافعاً
    ببسالة عن شعبه ومثله العالية ، قرأت مقالكم المؤرخ في الرابع من هذا الشهر وقد
    اسعدني موقفكم الرائع والتفاتتكم الكريمة وتنبيهكم شعبنا العظيم عما يجريه
    التحالف الصهيو أمريكي خليجي لتدمير الوطن ، خابت أيديهم وخابوا !
    أتقدم اليك كمواطن عراقي بالشكر وعرفان الفضل في فضح الكلاب السائبة التي
    لبست ثياب الملائكة وتقوم بأدوار الأبالسة ضد شعبنا ! ولا ننزه قطيع الكلاب
    الذين سرقوا الشعب وأذاقوه الويل منذ استلام السلطة من أربابهم الأمريكان المتصهينين ، أعيد شكري وامتناني لك
    المواطن العراقي المغترب
    صباح احمد جمال الدين
    لندن

اترك تعليقاً