السيمر / فيينا / الثلاثاء 04 . 02 . 2020
د. عبد الحي زلوم / فلسطين
لابدء من الاخر. اذا كان الحل لمشاكلنا هو حكم
يعملُ لمصلحة الشعب بكافة فئاته وإذا ظن بعضنا أن الحل هو في النموذج
الرأسمالي الغربي عموماً والامريكي خصوصاً فقد اخطأ العنوان !
فالرأسمالية
والديمقراطية لا يلتقيان . دعني أسارع هنا بإقتباس ما كتبه شيخ المضاربين
الرأسمالين العالمين جورج سورس كما جاء في كتابه (أزمة الرأسمالية
العالمية): “إن الرأسمالية والديمقراطية تتبعان مبادىء مختلفة ومتنافرة
تمامًا. إن أهداف هذين المبدأين مختلفة: ففي الرأسمالية الغاية هي الثروة،
أما في الديمقراطية فالغاية هي السلطة السياسية. كما أن معايير هذين
المبدأين مختلفة: ففي الرأسمالية يعتبر المال هو وحدة القياس، أما في
الديمقراطية فهي صوت المواطن. إن مصالح هذين المبدأين مختلفة أيضـًا: ففي
الرأسمالية تعتبر المصالح الشخصية الخاصة هي الأهم، أما في الديمقراطية فلا
شيء فوق صوت المصلحة العامة. وفي الولايات المتحدة، يتمثل هذا التوتر بين
الرأسمالية والديمقراطية في الصراع الأزلي بين شارع وول ستريت وشارع الشعب
العام.”
1- ديمقراطية بالاسم فارغة المضمون:
ويليام غرايدر
William Greider هو مؤلف لعدة كتب وصلت أكثرها الى مرتبة الكتب الاكثر
مبيعاً في الولايات المتحدة قرأت جميعها. كما كان جزءاً من ادارة تحرير
صحيفة الواشنطن بوست وبذلك فهو يعرف النظام الرأسمالي الامريكي من داخل
أعتى مؤسساته. في كتابه “من الذي سيبلغ الناس” Who Will Tell The People
كتب: “ان الرسالة الصريحة التي يعلنها هذا الكتاب هي ان الديمقراطية
الاميركية تعاني من المشاكل العميقة اكثر مما يود معظم الناس الاعتراف به .
وخلف الوجه الزائف الذي يدعو الى الاطمئنان تم افـراغ حملات الانتخابات
الاعتيادية والمعاني الجوهرية لضبط النفس من مضامينها . وما يقبع خلف
الاطار او القشرة الرسمية هو تحطيم منظم للقيم المدنية والفضائل التي
نسميها الديمقراطية” . واضاف “انه في اعلى المستويات من الحكم ، فان سلطة
اتخاذ القرار قد سحبت من ايدي الكثرة الى القلة” .
ان طبقة نسبتها واحد
بالمائة تمسك بمقاليد السيطرة على الاموال والاعلام وتسويق السياسيين
والتشريعات . . ومن خلال السيطرة على هذه العناصر الثلاثة فإن هذه الطبقة
تسيطر على الولايات المتحدة وبالتالي على العالم. ربما هذا يشرح كيف يكون
للصهاينة الامريكان وعدد اليهود كلهم هناك لا يتجاوزون 2% كيف يكون لهم هذا
النفوذ الخرافي داخل الولايات المتحدة وبناء عليه خارجها.
2- سلطةٌ رابعة مغيبة عن الانظار تحكم الولايات المتحدة :
سمها الدولة العميقة أو دولة الامن القومي أو السلطة الرابعة لكنها هي الحقيقة .
ففي
تحقيق صحفي عبر ثلاث مقالات استغرق تحضيرها سنتان وعمل خلالها (20) من
كبار صحافيي جريدة الواشنطن بوست كانت خلاصته : أن “سلطة رابعة قد نشأت وهي
مُغيّبة تماماً عن أعين الشعب الرقابية بستار من السرية الفائقة … لقد
أصبحت كبيرة جداً ، وحدود مسؤولياتها ضبابية. بحيث أن قادة الولايات
المتحدة لا يمسكون بزمامها .. وهي موجودة في كل مكان في أرجاء الولايات
المتحدة”.
صحيفة الاحداث السياسية