السيمر / فيينا / الجمعة 03 . 04 . 2020 — قال مسؤول عراقي، اليوم الجمعة، إن لجنة تحقيق أمنية من وزارتي الداخلية واستخبارات الجيش باشرت البحث والمتابعة بشأن التهديد الذي أطلقته جماعة مسلحة في بغداد ليل أمس الخميس، وأرفق بتصوير من داخل المنطقة الخضراء يظهر السفارة الأميركية وملحقات تابعة لها، متوعدة باستهدافها صاروخياً، مؤكداً أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المجموعة نجحت بدخول المنطقة الخضراء واستخدام طائرة “درون” حلّقت فوق السفارة الأميركية، وأخذت تفاصيل وصورا من المفترض أنها ممنوعة في القانون العراقي.
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس الخميس، بثت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “عصبة الثائرين”، بياناً مرفقاً بتسجيل مصور للسفارة الأميركية في بغداد، بواسطة طائرة مسيّرة تظهر تفاصيل حركة موظفي السفارة، وأنشطة مختلفة فيها، ولمدة تزيد عن 3 دقائق، مع مقاطع لأناشيد تهدد بالثأر لزعيم “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي بمليشيا “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس مثل (يا روح الحق سليماني… والأحمر سيد ألواني قل للثأر أبو مهدي يا أقدس بطولات القائد)، قبل أن يختم بتهديد باستهداف السفارة الأميركية.
التسجيل الذي نشرته وسائل إعلام محلية عراقية مقرّبة من فصائل مسلحة على صلة بإيران، يأتي بالتزامن مع مرور ثلاثة أشهر على اغتيال الولايات المتحدة لسليماني والمهندس، في الثالث من كانون الثاني/ يناير الماضي، بغارة جوية، قرب مطار بغداد الدولي.
ويعتبر بيان الجماعة المسلحة الجديدة الثاني من نوعه، بعد أول بيان لها أعلنت فيه تبنيها قصف معسكر التاجي شمالي العاصمة بغداد، في الحادي عشر من الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل أميركيين اثنين وبريطاني واحد، فضلاً عن جرح 10 آخرين جميعهم من ضمن وحدة مهام تابعة لقوات التحالف الدولي.
وبحسب مسؤول عراقي في بغداد، فإن لجنة تحقيق عالية المستوى أطلقت التحقيق بشأن هذا الخرق الأمني الكبير، مبيناً في اتصال مع “العربي الجديد”، أن المعلومات الأولية تشير الى أن الطائرة أطلقت من داخل المنطقة الخضراء لعدة أسباب، أولها أن هذه المنطقة محاطة بإجراءات أمنية ترصد أي تحليق لطائرات “الدرون”، وهو نظام معمول به منذ عام 2015، لذا فقد بدأ التحقيق مع ضباط وعناصر أمن من القوة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء. واعتبر أن هذه الحادثة رسالة سلبية للبعثات الدبلوماسية كافة وليس الأميركية فقط، وقد تدفع الأميركيين إلى تصعيد جديد”. وحول الجماعة الجديدة، قال المسؤول: “ليست جديدة لكن الاسم فقط تغير”.
وأسند رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي حماية المنطقة الخضراء المحصنة، والتي تضم البعثات الأجنبية والمقرات الحكومية الرئيسة بالبلاد، منذ أكثر من 6 أشهر، للقيادي بمليشيات “الحشد” تحسين العبودي الملقب أبو منتظر الحسيني، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على النفوذ المتصاعد للمليشيات المرتبطة بإيران في العراق، إذ اعتبر متورطاً في تسجيل اقتحام المنطقة الخضراء في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، من قبل أنصار مليشيات “الحشد” ومحاصرة السفارة الأميركية واقتحام مبانٍ تابعة لها.
والتسجيل المصور الذي أرفق بعبارة “هذه سفارة الشر تحت أنظارنا، وفي رحمة صواريخنا، ولو شئنا لجعلناها هباءً منثوراً وقد خبرتم بأسنا ودقة ضرباتنا”، قال عنه الخبير بالشؤون العراقية أحمد الحمداني إنه يؤكد وجود خلافات كبيرة بين الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، فهناك من يرغب بعدم التصعيد وآخرون يواصلون التصعيد بالتزامن مع زيارة زعيم “فيلق القدس” الجديد إسماعيل قاآني للعراق.
وأضاف الحمداني لـ”العربي الجديد”، أن أسلوب التهديد تغير، من البيانات المكتوبة إلى تصوير وإظهار منشآت أميركية حساسة تشير فعلاً إلى قدرة عسكرية واسعة لتلك الفصائل باستهداف المواقع الأميركية”. واعتبر أن مثل تلك التهديدات تمثل دلائل جديدة على ضعف الحكومة العراقية وأجهزة الأمن المختلفة أمام مواجهة سطوة تلك المليشيات.
المصدر / العربي الجديد