الرئيسية / ثقافة وادب / تحت ظلال كورونا

تحت ظلال كورونا

السيمر / فيينا / الاثنين 18 . 05 . 2020

جليلة كريم

و قال كورونا اهجروهن في المضاجع !!!
و اضربوهن ان رايتم منهن نشوزا !!!
هذا هو الوضع الذي تعيشه الان اغلب الاسر تحت وطأة الحجر الصحي الذي فرضه علينا هذا الوباء …
العالم اليوم امام اكبر اختبار نفسي على الإطلاق !!!
ارغمنا الوباء على البقاء حبيسي جدران بيوتنا و كان لهذا وقعا سيئا على نفسية العديد من البشر اذ قيد حريتهم
الفردية و هو امر غير اعتيادي بالنسبة لعامة الناس الا في ظروف استثنائية …
2,6 مليار شخص تحت الحجر الصحي تفاديا لازدياد الاصابات و لتفشي العدوى بين المصابين …
لكن لهذا الحجر اثر سلبي على نفسية الاشخاص اذ ظهرت عدة امراض و اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب و الارق
بالإضافة للاحباط و الغضب و الخوف من الاصابة بالوباء و الارتياب من تطورات المرض و غيرها من العوامل التي تدمر نفسية الانسان …
و كلما ازدادت مدة الحجر تزداد الضغوطات النفسية اذ اصبح الكثير من الاشخاص يتعاطون المهدئات و المسكنات
و الاقراص المنومة و الادمان على الكحول و تعاطي المخدرات و هذا له تباعيات خطيرة على الصحة النفسية و
الجسدية للأفراد …
و قد ظهرت خلال الحجر الصحي عدة ظواهر غير صحية حيث كثرت حالات الانتحار و تفشت الجرائم القتل بشكل
ملفت للنظر و هذا ناتج عن الضغوطات النفسية التي يعاني منها البشر ، فخلال مدة الحجر الصحي تضاعفت ارقام
الجرائم على ما كانت علبه في الايام العادية !!!
كما كثرت حالات العنف الجسدي و اللفظي داخل الاسر و خاصة بين الازواج و بين الآباء و الأبناء و الكثير من المشاكل
الاسرية التي اسفر عنها الحجر المنزلي حيث اصبحت البيوت عبارة عن زنازن قابلة للانفجار في اي لحظة …
و من المتوقع بعد انتهاء هذه الازمة ان تظهر امراض نفسية لا عهد لنا تعصف بالبشرية ان لم تتدارك الحكومات الوضع و تبحث عن حلول ناجعة لهذه الظاهرة …
السبب في ظهور هذه المشاكل النفسية ان الحكومات لم تهيئ المواطن نفسيا لتقبل تباعيات هذه الازمة كما لم تهتم
بالضغوطات النفسية التي تمارس على المواطن و كان كل تركيزها على الصحة الجسدية و على محاولة القضاء على الفيروس وعدم تفشيه بين المواطنين …
تناست الجهات المختصة ان الوضع الكارثي الذي تعرض له العالم بسبب ظهور هذا الوباء و الاخبار التي تنقلها وكالات
الاخبار العالمية عن التفشي السريع للفيروس و ارقام القتلى و المصابين المهولة التي تزداد يوميا دمرت نفسية المواطن وساهمت في ظهور اضطرابات نفسية ستسفر عن عواقب وخيمة على الأفراد و الجماعات على حد سواء …
و للتخفيف من التوتر النفسي خلال الحجر الصحي يجب ممارسة الرياضة و خلق انشطة يدوية يمكن ان تبدد الملل و
تجعلنا نستغل هذا الحجر لصالحنا ، اذ نكتسب مهارات و هوايات جديدة يمكن ان تنمي قدراتنا الذهنية و الفكرية …
الحل الذي يترتب على الحكومات اتخاذه بعد هذه الجائحة لتفادي كارثة انسانية هو الاهتمام بالصحة النفسية للمواطنين وانشاء دور للعناية و المعالجة النفسية يسهر عليها متخصصين اكفاء …
توعية المواطن بالاثر النفسي الذي ستخلفه هذه الجائحة و ردود الفعل اتجاه الصدمة …
تجنيد متخصصين نفسيين لعقد جلسات علاجية للمواطنين الذين اثر على نفسيتهم الحجر المنزلي !!!

اترك تعليقاً