السيمر / فيينا / الخميس 28 . 05 . 2020 — كشف مكافحة الإرهاب العراقي، معلومات خطيرة عن مسؤول “ولاية العراق” في تنظيم داعش الإرهابي، المدعو معتز الجبوري الذي قتل بضربة جوية للتحالف الدولي داخل الأراضي السورية.
مهندس القتل
ووفقاً لتقرير أعدته “العربية” فقد كان الجبوري، مهندس القتل لدى داعش ومنفذ أفكار التنظيم، بما يخترعه من أساليب وحشية لتنفيذ عمليات القتل، والتي كانت سمته الأبرز منذ ظهوره قبل سنوات.
ووفق معلومات استخبارية دقيقة للعراق، أوضح جهاز مكافحة الإرهاب، أن القتيل كان يشغل منصب معاون زعيم تنظيم داعش الإرهابي لشؤون الولايات، ومسؤول عن التخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية الخارجية، ويعد الرجل الثالث في داعش، فهو مقرب جدا من زعيم التنظيم الجديد “عبدالله قرداش”.
من هو الجبوري؟
قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة فاضل أبو رغيف، إن الجبوري كان طالبا جامعيا ذا شخصية منفتحة، إلا أن جماعات مسلحة غررت به فانقلب فجأة إلى حال آخر تماما. وأضاف أن “حجي تيسير” هو من عائلة عبد نايف الجبوري، وهذه العائلة بكل أفرادها تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي وتؤمن بأفكاره.
وذكر أن الجبوري من مواليد عام 1984 في محافظة صلاح الدين، والدته تدعى فانوس محمد ضيف، أما زوجته فهي سحاب عبد تركي، مشيرا إلى أن الجبوري بدأ حياته في محافظة صلاح الدين قضاء الشرقاط الساحل الأيسر لقرية هيجل الصغير( الشيخ حمد). وقبل مقتله، تنقّل الجبوري بين العراق وسوريا.
حياته في سوريا
وفي سوريا، استقر في الحسكة، وبعدها انتقل إلى ريف إدلب، فاستقر في بلدة سلقين مع عائلته وإخوته، وهم شفيق نومان عبد نايف، وهو اليد اليمنى لمعتز الجبوري، والثاني صلاح نومان عبد نايف الذي كان يتنقل معه في جميع رحلاته، ويقال إنه حارسه الشخصي.
والتحق الجبوري بالتنظيمات الإرهابية عام 2006، فانتمى لما يعرف بـ “تنظيم التوحيد والجهاد”، ثم انتقل إلى تنظيم داعش عام 2008، لأنه وبحسب المعلومات وجد فيه مبتغاه من عمليات القتل والتفخيخ، فقد عرف بأنه مهندس القتل الداعشي في هذه المناطق، فبدأ بصنع عبوات التفجير بأنواعها وهو ما قرّبه من قادة التنظيم.
تأثره الكبير بعمه
انتقل الجبوري بحسب الخبير، في عام 2011 إلى العمل مع عمه القيادي نعمة عبد نايف، والملقب بـ “أبي فاطمة”، والذي قتل إثر قصف جوي من قبل قوات التحالف عام 2015 حين كان يشغل منصب والي كركوك العسكري، بحسب مسميات الدواعش.
ووفقا لأبجديات التنظيم، ناصر الجبوري الولايات الأخرى، فأرسل مقاتلين وعبوات ناسفة ومفخخات من كركوك إلى صلاح الدين وذلك قبل تحرير الموصل. كما حظي معتز الجبوري باعتلاء مناصب هامة في التنظيم بسبب قدراته، فقد استلم منصب وزير التصنيع منذ عام 2014.
منصب جديد
وفي 2018، انتقل معتز لمنصب جديد، فكان العسكري العام للخلافة لكل الولايات، وقبل مقتله بفترة قصيرة استلم منصب والي العراق. إلى ذلك أشار أبو رغيف إلى أن مقتل الجبوري لن يكون ذا تأثير كبير على تنظيم داعش، لأن الأخير يعتمد على الجماعة لا الأفراد، فمقتل الجبوري يعد خسارة كبيرة لا انتكاسة.
إعادة تموضع
وفي السياق كشف الخبير، أن خليفة البغدادي الزعيم الجديد لداعش عبدالله قرداش، كان أرسل قبل 3 أشهر الجبوري ليجتمع مع بقايا التنظيم في قواطع أعالي الفرات ودجلة وصلاح الدين، وقد أثمرت هذه الاجتماعات عن أعمال إرهابية في تلك المناطق، بينها عمليات اغتيال وقنص.
45000 عراقي تسبب بقتلهم
وقدر أبو رغيف أن مجموع من قتلوا على يد نعمة عبد نايف وابن أخيه معتز الجبوري بحوالي 45000 عراقي، حيث كانا مسؤولين عن كل المفخخات والعبوات والعمليات الانتحارية التي كانت تضرب مدن بغداد وصلاح الدين والأنبار ونينوى وكركوك وديالى، مضيفا أن معتز الجبوري كان مسؤولا عن كل عمليات التنظيم التي كانت تنطلق من أماكن تواجد عناصر داعش قبل استلامه منصب والي العراق.
السيمر / وكالات