السيمر / فيينا / الاثنين 15 . 06 . 2020 — وصل بغداد واليها العثماني الجديد وباليوم الاول لمباشرته سأل مساعده عن القضاء فاجابه بانه على احسن ما يرام يا مولاي حيث ان الجميع راض عن أحكامه فابتهج الوالي سائلا وكيف ذلك فقال مساعده بان الشاكي والمشتكى عليه يعرضان ما لديهم بكل وضوح ومستندات وينهي قاضينا المبجل الجلسة بان يقوم بعض إذن كليهما ويغادران مهرولان دون اعتراض .
إستغرب الوالي وأمر مساعده بان يحضر مع مترجمه متنكرا صباح اليوم التالي لهذه المحكمة العجيبة.
بدأت الجلسة بحضور بعض الجمهور بينهم الوالي الجديد فنادى الحاجب ليدخل المشتكي حسون بن فليح والمشتكى عليه خلف بن أمين فدخلا وأديا التحية ثم القسم.
إبتدأ القاضي بسؤال المشتكي حسون ما هي شكواك فقال مولاي القاضي العادل إن خلف رجل طيب وحقاني ومن ساكني محلتي حيث إستدان مني ليرات ذهبية لغرض التجارة ولم يعدها لي.
قال القاضي هل صحيح ذلك يا خلف فقال نعم فسأله القاضي فلماذا تماطل باعادتها فقال مولاي ان حسون من أخيار المحله حيث اشتريت بليراته تجارة دواجن وطيور وقد ترزقت منها لأنفاسه الطيبه عند إقراضي وقد أعدت له ما يزيد عن ليراته طيورا ودجاجا وديكة واستلمها فرحا شاكرا.
إستدار القاضي نحو المشتكي حسون وسأله هل صحيح ذلك ولماذا تشتكي فاجاب نعم ثم نعم مولاي لقد سلمني الدواجن والطيور وانا فرح بثمنها الا انه إستدانها مني باليوم التالي ولم يعد المبلغ لي.
صاح القاضي إبني حسون هل تؤيد ما قال فأجاب نعم سيدي إنه جار كريم لقد أقرضني دواجنه فبعتها بثمن مرتفع وإشتريت بالمبلغ كمية من الاغنام السمينة حيث أعدت له قسما منها وبما يزيد عن ليراته.
وهنا إحتد القاضي قائلا ولك حسون لماذا النكران والتجني على جارك خلف فأجاب نعم عمي وسيدي القاضي إنه ونعم الجار لقد سلمني الاغنام الا انه استدانها بعد يومين ولم يعد لي الاغنام ثانية او الليرات.
إستمر القاضي بالجلسة وصاح والآن ماذا تقول يا خلف بن أمين فأجاب بأدب جم وبرود نعم نعم يا مولاي لقد إقترضت الاغنام منه لكي أتاجر واربح وفعلا بعتها بأعلى الاسعار واشتريت بالمبلغ أبقارا ذات انتاج غزير من الحليب ولكني رجل أمين مؤتمن ذهبت لجاري المشتكي وسلمته فرحا شاكرا عددا من الابقار.
ونطق القاضي بنصف سؤال للمشتكي دون ان يكمله حيث قاطعه أحد الجمهور صائحا هائجا وبالتركية والعربية الركيكة ومن بين الحضور أن توقف ايها القاضي الجليل أنا الوالي الجديد دعني أنفذ الحكم بهما فقفز بحركة بهلوانية وبملابسه التنكرية وعض إذني حسون وخلف أمام دهشة وتصفيق الجميع ….
* اختيار الاستاذ المهندس سلام ناصر الدليمي
من تمثيليه عرضت قبل نصف قرن.