الرئيسية / ثقافة وادب / قصيدة / البصره سلة الخبز العراقيه

قصيدة / البصره سلة الخبز العراقيه

البصرة أيام عزها في خمسينات وستينات القرن الماضي ونفس نهر العشار الذي تحول الان لمنظر مقزز 

السيمر/ فيينا / السبت 20 . 06 . 2020 

أخينا الكريم الاعلامي اللامع وابن البصره الفيحاء و صاحب موقع السيمر المتألق الاستاذ وداد فاخر حفظكم الباري
تحيه عطره:
شكرا لنشركم حكايتي زير الوالي و القاضي العادل.
استاذنا وداد:
الجميع يعشق البصره وانا احدهم حيث عملت مديرا لاعمارها عام ١٩٨٩.
ولكن الصحافي الشاعر الاستاذ همام عبدالغني مفتون بها حيث ايام شبابه هناك.
وله القصيده المؤثره ادناه راجين تفضلكم بنشرها ودمتم سالما غانما.

م. سلام الدليمي/ فيلادلفيا

*******

البصرة سلة الخبز العراقية
همام عبد الغني المراني
في الأول من ايلول عام 2018 , خرجت تظاهرات عاصفة في البصرة , بسبب تلوث مياه شط العرب , تطالب بتوفير مياه صالحة للشرب , وقد أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين , بأمر من مدير الشرطة آنذاك , فسقط عددٌ من الشهداء , فكتبت لها هذه التحية .
ما خابَ ضني , ولا اهتزتْ قناعاتي
ولا نسيتُكِ يا رمزَ البطولاتِ
يا منبعَ الفكرِ والألهامِ , يا علماً
يعلو على كلِ راياتِ الجماعاتِ
يا سلةَ الخبزِ , تعطي دونما ثمنٍ
وتستزيدُ الورى من خيرِها الآتي
أطعمتِ كلَ العراقيينَ راضيةً
وذُدتِ بالدمِ عن مهدِ الحضاراتِ
واليومَ تبكينَ جوعاً !! يا لخيبتنا
أيشتكي البحرُ من بعضِ النفاياتِ
أيشتكي الماردُ الجبارُ ضفدعةً
تنقُّ مرعوبةً بينَ النتوءاتِ
جاءوا معَ المَدِّ أوساخاً تقاذفَها
التيارُ , وامتهنوا صُنعَ الخرافاتِ
أتشتكي  البصرةُ الفيحاءُ من عطشٍ
وتستغيثُ , فيأتي الموتُ زخاتِ 
****
حييتُ صبرَكِ , و ” العشارُ ” تذبحُهُ
أيدي اللصوصِ وصناعُ القراراتِ
من بعدِ ما كانَ رمزاً ساطعاً ألِقاً
للحبِ , يزرعُهُ من دونِ ميقاتِ
يزهو بـ”سيابهِ” العملاقِ منتشياً
ويملأُ ” الخورةَ ” الجذلى مسراتِ
يا مهدَ حُبي وإيماني ومنطلقي
نحو الحياةِ , ويا بحري ومرساتي
كيفَ الوصولُ اليكِ اليومَ مفتدياً
رمزَ العطاءِ , بأيامي وساعاتي
عشتُ الثمانينَ تأريخاً يشرفُني
ما مسَّهُ السوءُ يوماً في الملماتِ
وها هوَ اليومَ إرثٌ صادقٌ ألقٌ
للأوفياءِ وصنَّاعِ البطولاتِ 
****
يا سلةَ الخبزِ جاعَ الشعبُ فامتلئي
خبزاً , وقولي لأهلِ السوءِ هيهاتِ
قولي لهمْ , إنَّ هذا الخبزَ حصتُنا
نحن الجياعُ , وليستْ للعصاباتِ
قولي لهمْ , أظهرَ التاريخُ زيفَكمو
فبانَ تاريخُكم خُزياً وعوراتِ
قولي لهم , غادرونا , لا أباً لكمو
فقد شبعنا وعوداً وادعاءاتِ
قولي لهمْ لن يموتَ الشعبُ من جزعٍ
لكنَّ للصبرِ حداً في الغدِ الآتي
إنَّ الدماءَ التي سالتْ تناشدُنا
أنْ نحفظَ العهدَ , رغمَ الظالمِ العاتي

اترك تعليقاً