السيمر / فيينا / السبت 04 . 07 . 2020
سليم الحسني
تصلني الكثير من الآراء والرسائل حول ما أكتب، وتصلني رسائل أخرى من مجموعات الواتساب المختلفة، وكذلك كلام يجري هنا وهناك. أحترم جداً الذين يختلفون معي ويقدمون لي الرأي والملاحظة، لأني حين أقارن بينها وبين موقفهم أجده متطابقاً.
لكن الاحترام يتضاءل مع نمط آخر، مجموعة من المعترضين على ما أكتب ضمن حسابات مصلحية، فمعي لهم موقف، ومع الطرف الآخر عكسه.
لقد مررتُ خلال هذه السنوات الطويلة من الكتابات النقدية على حالات غريبة، وتكشّفتْ أمامي صور بواجهتين متعاكستين للشخص الواحد. كانت الازدوجية تمرّ أمامي في وجوه قسم من الأصحاب والأصدقاء، فأصبّر النفس بالحسرة على حال الناس والدنيا.
فكرتُ مرات عديدة أن أكتب عن هذه الظاهرة الرديئة، عن هذا السلوك المشوّه الذي يحيط بنا ويسير بيننا ويجالسنا. وأشعر أني تأخرتُ كثيراً، وكان المفروض أن أقوم بذلك من قبل، حين يخرج الكلام من الألسن أمامي، ثم ينعكس وراء ظهري.
أصحاب وأصدقاء عديدون مارسوا الكتابة وامتهنوها، آخرون لهم قابليات ممتازة على الكتابة، وآخرون يستطيعون طرح وجهات نظرهم بسهولة ووضوح، لكنهم بدل أن يكتبوا آراءهم بصراحة وشجاعة، فانهم يلجأون الى الطرق الخلفية يطرقون الأبواب المخفية بعيداً عن الأنظار، فإذا فُتحت لهم شهروا الخصومة وراء الظهر، وإذا أُغلقت عادوا يريدوني صوتاً ينتقمون به لمصلحتهم الضائعة.
قبل أيام كان أحدهم يُعلن بأني أجاملُ مصطفى الكاظمي، ويظهر استغرابه من ذلك. ولا يعرف هذا الشخص بأني أعرف تمام العلم بأنه توسط الى الكاظمي يطلب منه تعيينه مستشاراً عنده.
وهناك آخر، وهناك ثالث، وهناك آخرون.
إذا ذكرتُ الأسماء سيزول احترام الكثيرين لهم. إذا كتمتها فأكون وحدي قد نزعتُ احترامهم، وحملتُ حزني معي.
لا أدري لِمَ يريدني بعضهم أن أكون رمحاً أطعن به عدوه الخفي وصديقه العلني؟ لماذا لا يملك هو شجاعة الكلمة الموقف؟
للكاظمي وغيره، أكون ناصحاً وناقداً ومهاجماً ومدافعاً، بحسب الموقف الذي أقتنع به. فعلتُ ذلك مع الجعفري والمالكي والعبادي وعادل عبد المهدي، ومقتدى الصدر وغيرهم وأعتمده مع الكاظمي وغيره.
لهؤلاء أقول: بعض الصراحة أمر جيد.. بعض الشجاعة مطلوب.. وقليل من النفاق ممقوت جداً.
بقايا احترامي لكم.
٤ تموز ٢٠٢٠