السيمر / فيينا / السبت 15 . 08 . 2020
اسعد عبدالله عبدعلي
بعد تفجير بيروت انقسم العراقيون الى فئات في توزيع السبب بتفجير بيروت, بعضهم مباشرة سارع الى اتهام “حزب الله” وعلق برقبته كل ما يجري من مصائب في الساحة اللبنانية, مع انه بعيد بألاف الاميال عن قصة الانفجار, فمسبباته سعودية واسرائيلية مع ذيولهم في الداخل اللبناني, والبعض الاخر اتهم مافيات الفساد اللبنانية التي تتاجر بكل شيء متاح, حتى بمصير الشعب اللبناني, فالاهم عندها كمية الدولارات التي تدخل لحسابها.
والغريب ان “البعض” سارع لاتهام ايران بتفجير بيروت, سيرا مع عادته بتعليق كل مصيبة تحدث في الشرق الاوسط برقبة طهران, حتى ان بعضهم علق خسارة المنتخب السعودي في كاس الخليج الاخيرة برقبة طهران!
ومن الغرائب التي تحصل في العراق ان اللصوص الكبار معروفون لكل العراقيين, لكن اياك والتصريح بأحد الاسماء فتصيبك لعنة الرعاع والجهلة, فهنالك الالاف من العبيد الذي يتقربون لله بطاعة اللصوص! نعم لا تتعجب كل شيء ممكن الحدوث في العراق, فالبلد مصاب بفايروس منذ الف عام ولم يصله اللقاح لحد الان.
قبل ايام نشرت منشور في صفحتي على الفيسبوك عن كتاب (البيان في تفسير القران) للمرجع الكبير الخوئي (رحمه الله), وهو من اهم التفاسير في القرن الاخير بشهادة المختصين, لكن في العراق الامور تختلف, فاذا بالعشرات يقومون بحظري! والبعض الاخر اتهمني بالعمالة لإيران, واخرين قالوا لي انك رجعي! اما الرعاع فلا يجيدون الا اطلاق الشتائم واللعنات بحق من يخالفهم.
ولا تتوقف الغرابة في العراق, فمع ان صدام كان ظالماً وجلادا للشعب, قتل الالاف, ودمر البلاد بحروب عبثية لم تخدم الا دول الاستكبار العالمي, والتي كان يدعي انه يحاربها, لكن كل افعاله كانت في خدمة اسياده في واشنطن وتل ابيب, لكن الغريب ان نجد الالاف من العراقيون يترحمون على الطاغية المقبور! ويصفوه بالحاكم القوي, كأن فيهم حنين لزمن الذل, بل يطلقون على زمنه بالزمن الجميل, مع انه كان زمناً للقبح الشديد.
واخرى من الغرائب العراقية وهي قيام مجموعة من “السفلة” بالتهجم على ضابط ومحاصرته ومحاولة دفعه لاستخدام سلاحه, كي يتم تصويره بهدف تسقيط المنظومة الامنية في العراق, ساحات التظاهر الحالية يتجمع فيها مجاميع كبيرة من سفلة الامة والمنحطين, ممن يتحركون حسب ارادات خبيثة, تحافظ على تجمعهم, لانهم يقدمون لها خدمات كبيرة.
اما اكثر الغرائب العراقية التي استوقفتني هو ادعاء اللاعب ضرغام اسماعيل انه الافضل عراقيا, مع ان عام 2019/2020 كان عام سلبي على المستوى الشخصي له, والكل اشار الى تراجع مستواه, لكن امر طبيعي ان نسمع هكذا تصريح في بلد الجنون والتناقضات.