الرئيسية / مقالات / للمرّة الألف .. الفساد لا يحارب بالفاسدين

للمرّة الألف .. الفساد لا يحارب بالفاسدين

السيمر / فيينا / الجمعة 04 . 09 . 2020 

أياد السماوي

قرار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة دائمة للتحقيق في قضايا الفساد والجرائم الهامة وتعيين الفريق الحقوقي أحمد طه هاشم أبو رغيف رئيسا لهذه اللجنة , قد أثار سخرية الشارع العراقي والمتابعين للشأن السياسي .. فبالرغم من عدم معرفتي بالفريق أحمد أبو رغيف , لكنّ حجم الاعتراضات التي وصلتني عنه , تؤكد جميعا أنّ السيد أبو رغيف ليس الشخص المناسب في المكان المناسب , بل أنّ المعلومات التي وصلتني عنه قد اتفقت جميعا على شعار ( ودّع البزون شحمة ) .. المشكلة ليست بسيادة الفريق أبو رغيف وما يثار عنه من شبهات , بل المشكلة بدولة الرئيس نفسه الذي يريد أن يلتحق بالركب ويمسك بخيوط اللعبة .. اعتراضنا الأول عليك أنت يا دولة الرئيس , أقولها بكل صراحة , فجنابك لست مؤهلا لمحاربة أي فساد , وأنك لا تختلف قيد أنملة عن كلّ الذين سبقوك في هذا المنصب بل واسوأ منهم .. لماذا أنت اسوأ منهم جميعا ؟ لأن الذين سبقوك لهذا الكرسي اللعين لم يأتوا بدماء آلاف الجرحى ومئات الشهداء الذين انتفضوا على الفساد والفقر والجوع والانحطاط الأخلاقي والقيمي وانعدام الخدمات وتّفشي البطالة .. وجنابك تعلم جيدا أنّ السماوي لا تنقصه الجرأة والشجاعة لقول كلمة حق في حضرة سلطان فاسد ..

دولة الرئيس .. ها أنا اتحداك واتحدى لجنة السيد أبو أبو رغيف إذا فتحت تحقيقا واحدا مع أي من رؤساء الوزراء أو رؤساء الجمهورية أو رؤساء مجلس النواب السابقين المتّهمين جميعا بضياع أموال الشعب العراقي , أو فتح تحقيق في أي من ملّفات الفساد الكبرى الأربعين التي تحدّث عنها سلفك عادل عبد المهدي , فهل يستطيع السيد أبو رغيف أن يفتح تحقيقا مع جنابك كونك المتّهم الرئيس بصفقة تجديد عقود شركات الهاتف النّقال ؟ أوهل يستطيع أن يفتح تحقيقا معك حول ملّف توزيع مناصب الدولة العليا الذي يجري الآن في عموم وزارات الدولة والهيئات المستقلّة بالتقاسم مع الكتل السياسية الفاسدة ؟ هل تتصوّر يا دولة الرئيس أنّ الشعب غافلا عن عشرات الأوامر الديوانية والأوامر الوزارية الخاصة بتوزيع مناصب الدولة التي تجري الآن بالخفاء ؟ وهل يستطيع السيد أبو رغيف أن يفتح تحقيقا حول الأموال التي أرسلت إلى حكومة الإقليم خارج القانون ؟ قل لنا ما هي إنجازات المجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي شكلّه سلفك للتصدي للملّفات الأربعين التي تحدّث عنها في مجلس النواب ؟ على من تضحكون يا دولة الرئيس ؟ .. دولة الرئيس .. اقولها للمرّة الألف الفساد لا يحارب بالفاسدين .. وجنابك الكريم لست مؤهلا لمحاربة أي فساد , ولو كنت أنا رئيسا لهذه اللجنة التحقيقية , لكنت أنت أول من سيفتح معه التحقيق حول ملّف تجديد عقود الهاتف النقال .. دولة الرئيس .. الكرسي الذي تجلس عليه أكبر كثيرا من حجمك .. تّقبل تحيات السماوي ..

في 04 / 09 / 2020

الجريدة لا علاقة لها بكل ما طرح من آراء بهذه المقالة 

اترك تعليقاً