الغيارى على المرجعية لا يسكتون

كان موقف الرئاسات الثلاث وبعض القيادات والسياسيين من السنة والشيعة مشكوراً في دفاعهم عن المرجع الأعلى السيد السيستاني، ضد كاتب إيراني لفت نظر مكتب المرجع الأعلى ـ وليس المرجع ـ الى عدم دقتهم في نقل رأي السيد السيستاني. وقد اعتذر الكاتب الإيراني عن مقاله نتيجة الصرخة الشديدة التي سمعها.
مع هذه الأجواء الغاضبة والحريصة على مقام المرجعية الدينية، انتشر مقطع فيديو لفيلم قصير من اخراج وإنتاج وتمثيل فنانين كرد. وقد تم إعداده للنيل من الشيعة وأئمتهم الأطهار عليهم السلام. فقد كان الممثل الكردي يذكر الإمام علي والامام الحسين بطريقة ساخرة تجرح المشاعر لما فيها من استهانة بالأئمة عليهم السلام.
الفيديو أيضاً استخدم الرموز المقدسة عند الشيعة لكي يجعلها مادة مضحكة في مشاهده، وذلك باستخدام شعارات (يا حسين، يا علي) في موضع الاستصغار والإستهانة.
الفيديو لفنانين كرد معروفين بانتمائهم الى حزب مسعود البرزاني، وقد جرى نشر الفيديو بشكل واسع، في استهانة تتحدى مشاعر الشيعة ورموزهم الدينية المقدسة. كما أنه أهان الحشد الشعبي بأسلوب هابط مقصود، وصوّرهم كمجموعة من الجبناء المهزومين أمام شجاعة بيشمركة البرزاني.
الفيديو القصير كان محشواً بدقائق متقنة الإعداد والصياغة والتصوير، للنيل من الشيعة ومقدساتهم وتضحيات أبطالهم، ولعلها أول إهانة بهذا الشكل حملت هذه الكمية من التركيز والتكثيف المسيء لأئمة أهل البيت عليهم السلام وللشيعة وللحشد الشعبي وبطولاته وتضحياته، فقد كانت عملاً مُعداً بخبرة احترافية تريد أن توجه الطعنة بسهم متعدد الشعب.
الحرص والغيرة والحماس الذي أبداه السادة في الرئاسات الثلاث وأصدروا بيانهم دفاعاً عن المرجعية الدينية، من المفروض أن يكرروا ولو بعضه في التعامل مع الفيديو الشديد الأذى والإساءة لأبرز المقدسات الشيعية.
كما أن التحرك السريع الغاضب الذي قام به المسؤولون في مكتب المرجع الأعلى ضد الكاتب الايراني، يجعل الأنظار تتجه إليهم لإصدار عبارة تدين الفيديو الساخر من أئمة أهل البيت عليهم السلام. عبارة قصيرة معدودة الكلمات تكفي، ولا حاجة لأن يتجشموا عناء الاتصالات وإعلان مشاعر الغضب عبر قنوات خاصة، كما فعلوا مع الكاتب الذي نصحهم مخلصاً بإصدار توضيح بسيط حرصاً على مقام المرجعية والمنزلة الرفيعة للمرجع الأعلى.
يكفي الشيعة كلمة بسيطة تدين هذا الفيديو المسيء للإمام علي والامام الحسين عليهما السلام من الغيارى على المرجعية، والأمل معقود عليهم بأنهم لا يسكتون.

٢٩ أيلول ٢٠٢٠