السيمر / فيينا / السبت 03 . 10 . 2020
سليم الحسني
لا يمكن الركون بأن برقية التعزية التي بعثها مكتب السيد السيستاني الى أمير الكويت نواف الأحمد، بوفاة الأمير صباح الأحمد، صادرة من المرجع الأعلى أو بعلمه.
ما يدعونا الى التشكيك بذلك، أن البرقية تصف الشيخ المتوفى، بصفات لا يقولها إلا من لا يعرف السياسة والوقائع وأجواء المنطقة. فالشيخ صباح الأحمد الصباح كان مهندس الدعم المالي المفتوح لنظام صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية، وهو الذي كان يتحرك بنشاط فعّال عندما كان وزيراً للخارجية في تحشيد الدول العربية لدعم نظام صدام. وهو الذي كان يمارس الوساطة مع الدول الغربية لدفعها الى مزيد من الدعم لنظام صدام.
لا يمكن أن تصدر هذه البرقية بعلم المرجع الأعلى السيد السيستاني المعروف باحاطته بالأجواء والظروف العامة للمنطقة كما يقول الكثيرون، إنما هي من صناعة السيد محمد رضا السيستاني صاحب الحسابات الخاصة والعلاقات المريبة والأذرع الممتدة في بيروت وغيرها عبر ممثليه باتجاه العواصم الكبرى.
لقد كان صباح الأحمد صاحب مشروع تمزيق الشيعة داخلياً، وقد حقق مشروعه بأن وفّر الدعم الكامل للفرقة الشيرازية، وكلف ابن أخيه أحمد الفهد بهذه المهمة فكان يوفر لهم الحماية والدعم المالي والتسهيلات القانونية، لتكون الكويت قلعة التوسع الشيرازي ضد الخط الشيعي الأصيل. وحين آلت المرجعية الى السيد السيستاني، بادر السيد محمد رضا الى عقد اتفاق مصالحة مع أقطاب الشيرازيين، خلافاً لمنهج أستاذ والده المرجع الكبير السيد الخوئي.
ليس من الممكن تصديق أن برقية التعزية بمضامين الثناء والاعجاب صادرة من السيد السيستاني أو بعلمه، فليس هذا منهج مراجع الشيعة المعروفين بدقتهم وحذرهم الشديد من تزكية الحكّام الذين لا يحكمون بما أنزل الله.
مواقف السيد محمد رضا صارت مكشوفة ومتحدية، لقد طعن خط المرجعية طعنات متتالية، فهو يريدها من النوع (المدني) وهو شكل تم تصميمه في الخارج وتم إدخاله الى النجف الأشرف.
سيكون محمد رضا السيستاني أول من حرف مسار المرجعية الشيعية عن أصالتها وخطها العظيم في العطاء والثبات على منهج أهل البيت عليهم السلام. مستغلاً طيبة بسطاء الشيعة وعدم إحاطتهم بما يدور في بيت المرجع الأعلى ومن وراء ظهره.
شيخ الكويت المتوفى هو الذي وضع فكرة إبقاء البصرة ملتهبة مأزومة قلقة بالمعارك الاهلية من أجل حماية الكويت، وأن لا أمان ولا أمن للكويت إلا بعراق مضطرب وبصرة منهارة.
وهو الذي وضع حجر الأساس لخنق العراق بحرياً بميناء مبارك الكبير، وغير ذلك من المشاريع والسياسات العميقة التي أطلقها ورعاها وفرضها على الواقع الشيعي تحديداً فكان من الأسباب الرئيسية لما تعانيه محافظات الشيعة. وهو الذي كان يدفع الرشى للسياسيين الفاسدين لشراء ذممهم وتعطيل كل مشروع يخدم العراق.
صار محمد رضا السيستاني خطراً كبيراً على الشيعة وخط أهل البيت عليهم السلام. يحتاج الأمر الى فتح ملفات كانت الظروف تستدعي إبقائها مغلقة.
٣ تشرين الأول ٢٠٢٠
الجريدة غير معنية او مسؤولة بكل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية