السيمر / فيينا / الجمعة 09 . 10 . 2020
كاظم اللايذ
يمر في هذا اليوم 8\ 10\2020 أربعون يوما على رحيل صديقي الأثير الشاعر احمد جاسم محمد تغمده الله برحمته …. هذه مقاطع من قصيدة القيتها في حفل اربعينيته أقامه ملتقى جيكور الثقافي ومحفل نوارس البصرة يوم الأحد الماضي .
كائنٌ من بلّور
وكنتَ مسجّى
وعيناكَ مغمضتانِ
وصدركَ
ذاك المعبّأُ بالحزنِ والدمعِ
يعلو ويهبط
يعلو ويهبطُ مثلَ وجيب اليمام الجريحْ !
….
وكنتُ أناديكَ باسمكَ
أمسكُ كفّكَ
كي تستفيق وتصحو
ولكن روحكَ صارتْ تروح بعيداً , بعيداً
وتفلت من دورة الأرض
تصعدُ نحو الفراغ الفسيح .
*****
تطلّ عليّ صباحاً
بوجهٍ مضيئ كما الصبح ….
ننزلُ نحو البساتين
كنتَ عليماً وأنتَ تحدثني
عن طباعِ الفراشاتِ
عن لغة النحل
عن هجرة البطّ نحو الجنوبْ .
وتفهم في منطق الطير
تشرحُ لي ما تقولُ الفواختُ حين تنوحُ
وماذا تسرّ لأفراخِها القبراتْ
*****
وعند الهزيع الأخير من الليل
غافلتَ جندَ الحدود
عبرت إلى الشامِ
كنتَ من الخوف تجري …
تلفّتَ صار العراقُ بعيداً
وما عدتَ تسمع صوتَ الذئاب ….
وكانت نجوم السماء دليلاً
وانت تخوض بحاراً من الرمل
بعد بحارٍ من الرمل
حتى بلغتَ بلاد ( الطوارق )….
…..
يقول لك الطارقيّ الملثّم :
هذي بلادُ الطوارق
رملٌ وشمسٌ وصمتٌ
وفي الليلِ لا شيءَ غيرُ النجوم .
فماذا جنيتَ هناك لتأتيَ هذي البلادَ
وتصبحَ أصغرَ من حبة الرمل ؟
********
و من كوةٍ يتسللُ منها الغروب
تراقب نوق الطوارق تمضي
وتمضي الرياح السوافي
وتمضي الفصول .
وحين تروح الى النوم
تُغمض جفنيك
يأتي العراق :
نبياً عل نخلةٍ علّقوه
ودجلة ُ ثانيةً
صبغتْ ثوبَها بالنجيع الثمين .
******
أيا طاهر القلبِ
يا توأمي !
كأنَّ الذي ضمّنا رَحِمٌ واحدٌ
ومنه هبطنا الى الأرض
رِجلُكَ كانت برجلي مقيدةً
كيف أفلتَّها ؟
وركضتَ سريعاً
وكنتُ وراءك اجري
واصرخُ : يا قرة العينِ , حاذرْ خطاكَ
فهذا السراط الذي دسته
لا يقود لأرض الشآمِ
وليس يقود لأرض الطوارق .
إنّ السراط الذي وطأتْهُ خطاكَ
سراط التلاشي ببحر الفناءِ
ودرب الذي لا يعود .