الرئيسية / مقالات / الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي/17

الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي/17

السيمر / فيينا / الاثنين 11 . 10 . 2020

محمد الحنفي/ المغرب

(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الايمان في قلوبكم).

قرءان كريم

(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

قرءان كريم

دواعي اعتبار دولة صهاينة التيه حليفا رئيسيا لدول الأعراب:….2

5) أن صهاينة التيه عندما يؤدلجون ديانة موسى، فلأنهم يعملون على تضليل المؤمنين بهذه الديانة، من أجل جمع كلمتهم حول اغتصاب فلسطين، التي تصير، كمغتصبة، وطنا لليهود المضللين، اللقطاء، من جميع أنحاء العالم.

والمهجرون إلى أرض فلسطين، وبتمويل من من الاستعمار، بمفهومه القديم، وصولا إلى إعلان قيام دولة صهاينة التيهن باعتبارها دولة لليهود، الذين لا (وطن) لهم، فكأن دينا معينا، يشترط في وجوده، أن يكون للمومنين به وطن معين. وبالتالي، فإن الدين الإسلامي، لا يقبل بوجوده إلا إذا اجتمع المؤمنون به في وطن معين، وأن المؤمنين بديانة عيسى، لا يقبل إيمانهم إلا إذا كانوا في وطن معين، مع العلم، أن الوطن الواحد، يمكن أن يضم المؤمنين بجميع المعتقدات السماوية، غير أن الفساد المستشري، في إدارة كل دولة أعرابية، وفي سياستها، التي لا تعرف أي شيء عن إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، لأن كل شيء بالنسبة لدول الأعراب، يقرره الحكام، نجد أن الرؤيا الواضحة للوطن، وللشعب، غير قائمة أصلا، مما يجعلهم يعتمدون القومية القائمة على أساس ديني، وينفون، وبصفة نهائية، حق الأفراد باختيار المعتقد الذي يريدون.

وهذا الاختلاف القائم بين صهاينة التيه، وبين دول الأعراب، يترتب عنه:

ا ـ أفضلية صهاينة التيه على الأعراب، في عرف، وفي ممارسة النظام الرأسمالي العالمي، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى لصهاينة التيه، أن يصيروا أكثر خدمة للنظام الرأسمالي العالمي، ومن خلال تجربة صهاينة التيه، مع النظام الرأسمالي نفسه.

ب ـ قبول الأعراب، ودولهم بالخصوص، بتلك الأفضلية، التي صارت مسلمة من مسلمات الأعراب، الذين أصبحت قبلتهم هي البيت الأبيض، ونظامهم هو الخضوع المطلق لدولة صهاينة التيه، باعتبارها ممثلة للرأسمالية العالمية، في البلاد العربية.

ج ـ توظيف الثروات الهائلة، الموجودة في حسابات دول الأعراب، في خدمة صهاينة التيه، المعادية لكل نظام عربي، يسعى إلى التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي لا تعني إلا توزيع الثروات بين جميع أفراد الشعب، وتقديم جميع الخدمات إلى هؤلاء الأفراد، من أجل أن تستمر تلك الثروات، في حسابات الأعراب، ولتذهب الشعوب إلى الجحيم؛ لأن الشعوب التي تتكون أغلبيتها من الكادحين، لا تساوي شيئا، في عرف، وفي ممارسة الأعراب، مادامت تسعى إلى التحرر، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة، وتقديم جميع الخدمات المجانية للأفراد، والجماعات، ما دام الشعب، بجميع فئاته، يؤدي كل أنواع الضرائب إلى الدولة التي تتلقى المزيد من الضرائب المباشرة، وغير المباشرة، من أجل توزيع الثروات، وتقديم الخدمات، إلى جميع المواطنين، الذين يسعون إلى الحصول على ما يحتاجون إليه، من تلك الخدمات، في مجالات التعليم، والصحة، والسكن، والترفيه، وغير ذلك، مما له علاقة بالخدمات الاجتماعية.

د ـ فما يسعى إليه الأعراب، هو تأبيد تخلف المجتمع، الذي يحكمه الأعراب، حتى يستمر الأعراب في حكمهم القائم، في الأصل، على تضليل الكادحين من المسلمين، ومن العرب، الذين يؤمنون بالدين الإسلامي، والذي يجعلهم الأعراب يقتنعون بأن أدلجة الدين الإسلامي، هي الدين الإسلامي الحقيقي، أو هي تجديد الدين الإسلامي، الذي يبعث الله الأعراب لتجديده، على رأس كل مائة سنة. والتجديد هنا وفي عرف وممارسة مؤدلجي الدين الإسلامي لا يعني إلا تحريف النصوص بما يخدم مصالح المؤدلجين، ويساهم، في نفس الوقت، في تعميق التضليل، في صوف الكادحين، المؤمنين بالدين الإسلامي، أو المؤمنين بالمعتقات الأخرى، أو لا يؤمنون بأي معتقد.

وعندما يتعلق الأمر بمؤدلجي ديانة موسى، فإننا نجد أنهم صاروا يسمون باليهود، ويسعون إلى تجميع أشتات اليهود عبر العالم، في فلسطين المغتصبة، أما مؤدلجو الدين الإسلامي، فإنهم لا يسعون إلى إيجاد حس وطني، في مجتمع تسود فيه أدلجة الدين الإسلامي، مما يجعل المؤدلجين يتواجدون بكثافة ،حيثما تواجد المسلمون، بل إن أدلجتهم للدين الإسلامي، وسعيهم إلى السيطرة على دول المسلمين، بقوة الحديد، والنار، وبتمويل من دول الأعراب، ومن صهاينة التيه، ومن الدول الرأسمالية الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أدى بالضرورة إلى تخريب العراق، وسورية، وليبيا، ومحاولة تخريب مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب، فتمت إبادة غالبيتهم، وصاروا منبوذين من جميع أنحاء العالم، وصار الكل يكرههم، ويكره ممارستهم. وهو ما يعني: أن أدلجة الدين الإسلامي، لم تقم بنفس الدور، الذي قامت به أدلجة ديانة موسى. وهو ما يقتضي إعادة النظر في ممارسة أدلجة الدين الإسلامي، والعمل على أن يبقى الدين الإسلامي بعيدا عن السياسة، حتى يعرف المؤمنون بالدين الإسلامي استقرارا معينا؛ لأن اليهود، أنفسهم، أصبحوا يطمئنون إلى ممارسة دولة صهاينة التيه، التي لا تتجاوز أن تصير رأس حربة النظام الرأسمالي، في عمق البلاد العربية، التي تضم خيرات البترول، والغاز في باطن الأرض.

6) أن أدلجة الدين بصفة عامة، وأن أدلجة ديانة موسى، وأدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة، لا يمكن أن تجمع إلا المنحرفين، الذين يعملون على توظيف أدلجة الدين، أي دين، من أجل الوصول إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو إلى فرض استبداد بديل؛ لذلك، لا نستغرب قيام تواصل، وتقارب، واجتماع، واعتراف متبادل بين دول الأعراب، المؤدلجين للدين الإسلامي، وبين دولة صهاينة التيه، المؤدلجة لديانة موسى.

فالأدلجة التي تعرضت لها مختلف الأديان، عبر التاريخ، ومنذ القدم، لا تعني في العمق، إلا ممارسة تحريف تلك الأديان، مهما كانت، وكيفما كانت، بغاية جعل الدين المؤدلج، لتحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليصير صهاينة التيه، وحلفاؤهم الأعراب، من أصحاب الحل، والعقد، في صفوف المؤمنين بديانة موسى، وبالدين الإسلامي، الذين صاروا مؤدلجين، أو صاروا في خدمة مصالح المؤدلجين، لا في خدمة العلاقة بين الله، وبين المؤمنين بديانة موسى، وبالدين الإسلامي؛ لأن تلك الخدمة، في حالة قيامها، فإن الله يعرف: أن ديانة موسى، والدين الإسلامي، لم يتعرضا إلى أي تحريف، لتصير العلاقة بين الله، وبين المومنين بالدين الإسلامي، علاقة معبود بعباده، المتحررين من التجارة بالدين، ومن التجييش وراء المؤدلجين، ومن خدمة مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير المؤمنون بديانة موسى، أحرارا، والمؤمنون بالدين الإسلامي أحرارا. والحرية تكتسب، أو تنتزع، ولا تمنح.

وهكذا نجد أن كلا من الأعراب، ومن صهاينة التيه، يؤدلجون الدين، لتضليل المؤمنين بالدين الإسلامي، أو بديانة موسى، الذين يتجيشون وراء المؤدلجين، لخدمة مصالح تجار الدين الإسلامي، وتجار ديانة موسى، الذين يدعون علمهم بما يجري في القبور، وبمآلات البشر بعد الموت.

هل هم من أهل الجنة؟

أم من أهل النار؟

كما يكون كل من الأعراب، وصهاينة التيه، مرتبطا ارتباطا تبعيا، بالنظام الرأسمالي العالمي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مع فارق واضح، يتمثل في أن تبعية صهاينة التيه للغرب الرأسمالي، الذي يتلقى منه صهاينة التيه، عشرات الملايير من الدولارات، كل سنة، والتي تصرف في مجموعها، في تقوية دولة صهاينة التيه، بينما نجد أن الأعراب، يدفعون أموالا طائلة، تقدر بالملايير كل سنة، من أجل أن تحافظ على تبعيتها للغرب الرأسمالي، إن شاء هذا الغرب الرأسمالي، أن يحافظ على تبعية الأعراب له.

ونظرا لتبعية الأعراب، وصهاينة التيه للغربالرأسمالي، فإنه، كنتيجة لذلك، يصير الأعراب تابعين لصهاينة التيه، بالضرورة، باعتبارها دولة رأسمالية، يبين، أن دولة صهاينة التيه، تمد الأعراب، بما هم في حاجة إليه، وكون الأعراب يسعون، باستمرار، إلى إعطاء فهم جديد للنص الديني، الذي وصلنا، إما عن طريق الوحي المنزل، خلال المرحلة المكية، أو خلال المرحلة ما بعد الهجرة بالمدينة، ليصير فهم الأعراب المؤدلج للدين الإسلامي، في الوقت الذي يحرص فيه صهاينة التيه، على وحدة التأويل، حتى يتمكن الصهاينة من تحقيق الوحدة الأيديولوجية، القائمة على أساس أدلجة ديانة موسى.

وسواء تعلق الأمر بأدلجة الأعراب، ودولهم للدين الإسلامي، أو تعلق بأدلجة صهاينة التيه، ودولتهم لديانة موسى، فإن الغاية من أدلجة كل منهما للدين، الذي يؤمن به اليهود، أو المسلمون، هو تضليل المؤمنين بديانة موسى، أو بالدين الإسلامي، حتى يصير المضللون منحشرين وراء المؤدلجين، الذين يستغلون المؤمنين به، من أجل تحقيق التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، على حساب المجيشين، الذين صاروا أتباعا لمجيشيهم، عل حساب الشعوب المقهورة، التي تعاني اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

وإذا كان الأعراب لا يسعون إلا إلى المحافظة على تخلفهم، عن طريق أدلجتهم للدين الإسلامي، ليصير الإخلاص في الإيمان به، مرتبطا بالتخلف، في جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإن أدلجة صهاينة التيه لديانة موسى، لتحقيق وحدة اليهود، على المستوى العالمي، حتى تصير تلك الوحدة، وسيلة لبناء دولة قوية، بمساهمة جميع صهاينة التيه عبر العالم، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وانطلاقا مما سبق، فإن أدلجة الدين، سواء تعلق الأمر بأدلجة الدين الإسلامي، أو تعلق بأدلجة ديانة موسى، فإن جميع المؤدلجين، الذين يعرفون الديانات السماوية، بتأويلاتهم المغرضة، لا يمكن أن يكونوا إلا منحرفين اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لأنه، لولا انحرافهم، ما لجأوا إلى تحريف الأديان السماوية، التي لا يمكن أن تؤدي دورها، في الواقع، إلا بسلامتها من التحريف.

وهذه الدواعي التي وقفنا عليها، هي التي مهدت، وتمهد الطريق أمام قيام تحالف بين مؤدلجي الدين الإسلامي، وبين صهاينة التيه، والذين يدعون، أن مؤدلجي الدين الإسلامي، يقاومون وجود صهاينة التيه، على أرض فلسطين، التقوا جملة، وتفصيلا مع صهاينة التيه، في دعم الإرهاب، وفي تمويله في سورية، والعراق، وليبيا، وغيرها، من الأماكن التي تنشط فيها.

فأمراء الأعراب، الذين كانوا يعيشون في الخيام، أو كان أسلافهم كذلك، يستغلون ريع الأرض، لاقتناء أفخم القصور.

والمصيبة الكبرى، التي يعاني منها الأعراب، في هذه الحياة، أنهم مرضى باستهلاك متاع الحياة الدنيا. فكأنهم لا يؤمنون بيوم القيامة، ولا يسعون إلى الحساب يوم القيامة، وكأن الصراط المستقيم لا يهمهم، وما أخذوه من القرءان، وما حرصوا على تطبيقه في حياتهم الدنيا، هو ما ورد في سورة الواقعة: (وأصحاب اليمين، ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا، عربا، أترابا لأصاب اليمين). وفهم الأعراب الوحيد لهذا النص القرآني، من سورة الواقعة، هو التمتع بملذات الحياة الدنيا، في الطعام، والشراب، واللباس، والنساء، بعد امتلاك القصور التي يجري فيها كل ذلك، وأمام أعين العبيد، ومن أخرج كلمة واحدة مما يجري أمام عينيه، يقطع رأسه، فكأن أركان الدين الإسلامي عنده، تختلف عن أركان الإسلام الحقيقية: (الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج لمن استطاع إليه سبيلا)، ليصير دين الإسلام عندهم، بأركان أخرى، هي: القصور، والسيارات، والجميلات من النساء، والمطابخ الراقية، والحسابات البنكية، وإلا، فلا إسلام. ولهذا خرج هؤلاء يحاربون ضد المؤمنين بدين الإسلام، في سورية، وفي العراق، وفي ليبيا؛ لأن الإسلام الحقيقي، لا يهمهم، بقدر ما يهمهم الحصول على الثروات، لشراء القصور، والسيارات الفارهة، والتمتع بالجميلات من النساء، واكل فاخر الطعام، ومراقبة الزائد، والناقص من الحسابات البنكية.

والحصول على الثروات بطريقة، أو بأخرى، يعتبر مسألة أساسية، بالنسبة للمومنين بدين الإسلام، بأركان جديدة، لا علاقة لها بالأركان القديمة، وبإيمان جديد، لا علاقة له بالإيمان القديم.

فإذا كان الإيمان بدين الإسلام القديم، يقتضي النطق بالشهادتين، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، فإن الإيمان في الإسلام الجديد، يقتضي وجود دخل، وبأي وسيلة كانت، يمكن من الحصول عى القصور، والسيارات الفارهة، والجميلات من النساء: مثنى، وثلاث، ورباع، أو ما ملكت أيمان المؤمنين بالإسلام الجديد، واستهلاك أفخر ما في الوجود من طعام، وفتح الحسابات في الأبناك الداخلية، والخارجية، حتى يصير الإيمان بالإسلام الجديد، صحيحا.

وهذا النوع من الإسلام، هو إسلام الأعراب، الذين لا يعرفون إلا المزيد من تحريف الدين الإسلامي، والمزيد من توظيف الدين، لتحقيق أهداف خسيسة، ومنحطة، باسم الدين الإسلامي، الذي ينسب إليه الأعراب ما ليس منه، مما يجعله يتعرض لكافة الأخطار على يدهم، الأمر الذي يترتب عنه: كراهية الأعراب الممولين للإرهاب، والمتحالفين الذيليين للرأسمال، ولربيبته دولة صهاينة التيه، التي لا يعرف أحد من أين لهم، بأحقية اغتصاب فلسطين، وبناء المئات من المغتصبات، التي تضمن الاستقرار لصهاينة التيه، المهجرين من كل فج عميق، إلى أرض فلسطين المغتصبة.

* مفكر ماركسي مغربي

اترك تعليقاً