السيمر / فيينا / الاثنين 12 . 10 . 2020 —-الجريمة النكراء التي ارتكبتها عصابات السفارة الامريكية من جوكرية وبعثية وداعشية ورعاع في اربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء المقدسة، لم تكن جريمة كباقي الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابات على مدى اكثر من عام في بغداد وفي مدن وسط وجنوب العراق، فجريمة كربلاء كشفت عن جرأة منفلتة وإصرار وقح على تنفيذ المخطط الامريكي دون ادنى اكتراث بمشاعر ومقدسات الشعب العراقي، ولا لتداعيات ممارساتهم وسلوكياتهم الشاذة.
الحديث عن “المخطط الامريكي” اليوم في العراق لم يعد حديثا عن محاولات امريكا نهب ثروات وخيرات العراق، او زرع الفتن الطائفية والعرقية بين ابنائه، او تقسيمه وشرذمة شعبه، وتحويله الى دويلات متحاربة والى بؤر للفوضى والفساد، فهذه الاهداف الامريكية لا يمكن ان تتحقق بوجود “الشخصية العراقية” الحالية والمستمدة من “الهوية العراقية” القائمة على موروث ديني ووطني وثقافي عريق ومتجذر.
هذه الشخصية العراقية، هي التي احبطت كل المحاولات الامريكية منذ 2003 وحتى اليوم، لتقسيم العراق ونهب ثرواته وشرذمة شعبه، لذلك وضعت امريكا جميع اهدافها جانبا، حتى تتخلص من اهم عقبة كأداء تحول دون تحقيقيها وهي “الشخصية العراقية”، واستخدمت كل امكانياتها “الناعمة” لهدم العناصر التي تقوم عليها تلك الشخصية، وكان امضى سلاح استخدمته امريكا في عملية الهدم هو “معول” الجوكرية.
الجوكرية، هم رأس الحربة في الهجوم الذي تشنه امريكا على الشخصية العراقية، والجوكرية لم يخرجوا من العدم، بل هم مجموعات تم تصنيعها في الدورات التي اقامتها السفارة الامريكية لـ”تعزيز دور منظمات المجتمع المدني”!! في العراق والتي خرج من رحمها ما بات يعرف بـ”الناشطين والناشطات”، وكذلك مجموعات “المثليين والشواذ” والمنحرفين اخلاقيا، بالاضافة الى عناصر “داعشية” تم حلق لحاياها وضمهم الى “الناشطين”، وتم دعم كل هذا الخليط بعصابات من الاشقياء والمجرمين واصحاب السوابق من لقطاء البعث، واتباع الجماعات المنحرفة التي ليس لا تشكل خطرا على المخطط الامريكي فحسب بل تعمل على ضوء هذا المخطط من صرخية ويمانية ومولوية.
هذا القطيع من الشواذ والمنحرفين ظهر في المشهد العراقي وبشكل صارخ خلال التظاهرات المطلبية للشعب العراقي، من خلال ممارسات غريبة وبعيدة كل البعد عن الشخصية العراقية، حيث استهدف هذا القطيع وبشكل متعمد اهم ركائز الشخصية العراقية، كالشعائر الحسينية والمرجعيات الدينية والحشد الشعبي والعلاقة الاخوية التي تربط العراقيين بالايرانيين، والقيم المجتمعية الاصيلة.
جوكرية “منظمات المجتمع المدني”!! تولت مسؤولية استهداف هذه العناصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والشعارات التي رفعت في التظاهرات، بينما تولت جوكرية البعث والدواعش التعامل مع هذه العناصر باستخدام القوة حيث قاموا باحراق اضرحة الشخصيات العراقية، والقنصليات الايرانية، وذبحوا ابطال الحشد الشعبي على الطريقة الداعشية، وسحلوا ومثلوا بكل من يعارضهم وعلقوهم على اعمدة الكهرباء.
الشيء الخطير الذي لم يقف امامه الكثيرون، هو استهداف القيم المجتمعية العراقية، والذي يعتبر من اهم عناصر المخطط الامريكي في استهداف الشخصية العراقية، حيث طفت وبشكل لافت ظاهرة “المثليين والشاذين” والمنحرفين اخلاقيا، على سطح المشهد العراقي وبشكل مقزز، حيث لم تعد هذه المجاميع من الشواذ تتستر على ممارساتها وافعالها، بل باتت تتباهى وتخرج في تظاهرات وتجمعات وتحمل شعارات تندد بكل القيم المجتمعية العراقية الاصيلة.
امريكا كانت تعتقد انها عممت نموذجها الشاذ على قطاعات واسعة من الشباب العراقي، وهو نموذج سيكون خاليا من اي روح للمقاومة، لذلك حددت يوم اربعين الحسين (ع) لتوجه ضربتها القاضية للشخصية العراقية، فجمعت كل ذلك القطيع من الجوكرية البعثية والداعشية و”النشطاء والناشطات” و المثليين والمنحرفين والصرخيين ومن على شاكلتهم، لتنفيذ مخططها لهدم “الشخصية العراقية” وفي اهم مراكز تبلور تلك الشخصية وهي كربلاء، الا انها فشلت هذه المرة ايضا، عندما اثبتت الشخصية العراقية انها اكبر من كل مخططات امريكا ومن عصاباتها الجوكرية التي فضحتها الافلام والصور التي باتت تتوالى على مواقع التواصل الاجتماعي فاذا هي ليست سوى مجاميع من “المثليين” والمنحرفين والاشقياء.. ويمكرون ويمكر الله والله وخير الماكرين.
المصدر / العالم