الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / كورونا: منظمة الصحة العالمية تحذر من أن الأشهر القليلة المقبلة “ستكون صعبة للغاية”

كورونا: منظمة الصحة العالمية تحذر من أن الأشهر القليلة المقبلة “ستكون صعبة للغاية”

السيمر / فيينا / الاثنين 26 . 10 . 2020 —بحسب منظمة الصحة العالمية، تشهد العديد من البلدان زيادة هائلة في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، وهو ما يؤدي إلى وصول المستشفيات ووحدات العناية المركزة إلى قدرتها الاستيعابية القصوى للمرضى، وربما ما يفوق طاقتها.

وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: “نحن في منعطف حرج في جائحة كـوفيد-19، لاسيّما في نصف الكرة الأرضية الشمالي. وستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة للغاية، وبعض البلدان تسير على طريق خطير”، مشيرا إلى أننا لا نزال في شهر تشرين الأول/أكتوبر، وبدأنا نشهد الزيادات: “كما قلت في شباط/فبراير، وأكرر كلامي: هذه ليست مناورة (مع الفيروس)”.

دعوة لاتخاذ 5 إجراءات أساسية
وحثت منظمة الصحة العالمية قادة دول العالم على اتخاذ خمسة إجراءات فورية لمنع حدوث مزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها والوقاية من انهيار الخدمات الصحية الأساسية وإغلاق المدارس مرة أخرى:

أولا، ينبغي تقييم الوضع الحالي لتفشي كوفيد-19 في البلد بناء على أحدث البيانات الموجودة في متناول اليد. وإجراء تحليلات صادقة والتفكير بالجيد والسيء والقبيح.
ثانيا، بالنسبة للبلدان التي ترتفع فيها معدلات حالات كوفيد-19، ومعدلات الاستشفاء بوحدات العناية المركزة، يجب إجراء التعديلات اللازمة وتصحيح المسار في أسرع وقت ممكن.
ثالثا، الصدق والوضوح مع الجمهور بشأن حالة جائحة كوفيد-19 في البلد أمر مهم، وتوضيح ما هو مطلوب من كل مواطن لتجاوز هذه الجائحة معا.
رابعا، يجب وضع أنظمة تسهل على المواطنين الامتثال للتدابير التي يُنصح بها. إذا طُلب من الأشخاص العزل أو الحجر الصحي، أو اضطرت شركات للإغلاق مؤقتا، يجب على الحكومات بذل كل ما في وسعها لمساعدة الأفراد والعائلات والشركات.
خامسا، تحتاج الحكومات إلى تنفيذ الخطوات الأساسية للتحدث إلى المصابين بالفيروس والمخالطين لهم وإعطائهم تعليمات محددة حول ما ينبغي فعله بعد ذلك.
وأضاف د. تيدروس يقول: “ستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة بالنسبة للكثير من الأشخاص. توجد قصص مذهلة عن الأمل والصمود لدى الأفراد والشركات التي تستجيب بشكل خلاق لتفشي كوفيد-19 ونحن بحاجة إلى مشاركتها على نطاق واسع”.

نقص كبير في الأكسجين

وتطرق مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى أهمية الأكسجين في إنقاذ مرضى كوفيد-19. وقال: “الكثير من الدول ببساطة ليس لديها ما يكفي من الأكسجين لمساعدة المرضى الذين يواجهون صعوبة في التنفس”، موضحا أن مفتاح الجبهة الموحدة ضد الفيروس هو تقاسم الموارد بشكل منصف.

وتشير التقديرات إلى أن بعضا من الدول الأكثر فقرا لديها فقط ما بين 5%-20% من الأكسجين الذي تحتاجه لرعاية المرضى، وخلال الجائحة، نما الطلب على الأكسجين بشكل كبير.

وفي حزيران/يونيو الماضي، كانت هناك أكثر من 140 ألف حالة جديدة بكوفيد-19 يوميا، وقُدّرت الحاجة العالمية للأكسجين بحوالي 88 ألف أسطوانة كبيرة كل يوم في جميع أنحاء العالم. ولكن مع ارتفاع الحالات اليومية في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 400 ألف، زادت الحاجة إلى الأكسجين إلى 1.2 مليون أسطوانة يوميا، فقط في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وهو ارتفاع بمقدار 13 مرة.

جهود للتصدي لنقص الأكسجين
وقال د. تيدروس: “في بداية الجائحة، كان نهج منظمة الصحة العالمية هو زيادة مستوى الأكسجين في أكثر الدول ضعفا من خلال شراء وتوزيع مكثفات الأكسجين. وقد أدى ذلك إلى وصول أكثر من 30 ألفا من المكثفات و40 ألف جهاز قياس التأكسج النبضي وأجهزة مراقبة المرضى إلى 121 دولة”.

وتشير منظمة الصحة إلى العمل مع الشركاء لتسخير الطاقة الشمسية لتشغيل مكثفات الأكسجين في الأماكن النائية حيث إمدادات الكهرباء غير موثوق بها، ولتقليل التكاليف.

وقال د. تيدروس: “ينقذ الأكسجين حياة مرضى كوفيد-19، لكنه سينقذ أيضا نحو 800 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب الالتهاب الرئوي”.

رضيع عمره 13 يوما يتلقى تطعيم ضد شلل الأطفال في إحدى البلدات بباكستان.

اليوم العالمي لشلل الأطفال

في 24 تشرين الأول/أكتوبر، يحتفل الشركاء المعنيون باليوم العالمي لشلل الأطفال، وينظمون فعاليات لرفع مستوى الوعي حول الحاجة للقضاء على شلل الأطفال.

وفي الصيف، حققت أفريقيا نجاحا تاريخيا في تخليص القارّة من فيروس شلل الأطفال البرّي، بفضل مئات الآلاف من العاملين الصحيين الذين وصلوا إلى ملايين الأطفال بلقاحات آمنة وفعّالة في جميع أنحاء القارّة.

وقال د. تيدروس: “احتفل العالم بواحد من أعظم إنجازات الصحة العامّة على الإطلاق. ولكن ثمّة مخاطر في عودته بعد تعليق التطعيم ضد شلل الأطفال والتحصين الروتيني بسبب جائحة كوفيد-19“، ودعا الحكومات للقيام بحملات اللحاق بالركب لشمول جميع الأطفال، وحتى يُسجّل شلل الأطفال بأنه جزء من الماضي إلى جانب الجدري.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “تم القضاء على الجدري خلال الحرب الباردة. عندها كانت الصحة في ذلك الوقت – ويجب أن تكون الآن – دائما فوق السياسة“.

الامم المتحدة / الاشعارات المستعجلة 

اترك تعليقاً