أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الفيديو / استنفار في عشيرة بني كعب بعد استشهاد 5 من أفرادها اثر جريمة بشعة ومروعة في المقدادية بمحافظة ديالى

الفيديو / استنفار في عشيرة بني كعب بعد استشهاد 5 من أفرادها اثر جريمة بشعة ومروعة في المقدادية بمحافظة ديالى

السيمر / فيينا / الاربعاء 28 . 10 . 2020 —- شيع المئات من أهالي قضاء المقدادية، ثاني أكبر مدن محافظة ديالى، جثامين شهداء مجزرة الخيلانية، التي راح ضحيتها خمسة من أفراد قبيلة واحدة، بينهم شيخ القبيلة، على يد تنظيم داعش، وسط حالة من الغضب الشديد، مع المطالبة بإنهاء نزيف الدماء، خاصة مع تكرار المجازر الدامية في المحافظة، خلال الاشهر الماضية.

جثة مفخخة

وتباينت الأنباء بشأن تفاصيل الحادث، لكن الثابت هو أن داعش اختطف شخصا من قبيلة بني كعب الكبيرة في المحافظة، وفخخ جثته، ثم أدى انفجار الجثة إلى مقتل أربعة آخرين من عائلة المختطف، هم الشيخ فضاله الكعبي، واثنان من أبنائه، وابن عم لهم وشخص آخر، وذلك حينما جاءت العائلة لرفعها من مكانها.

ويعتبر الشيخ فضاله الكعبي وقبيلته، معروفون جدا في محافظة ديالى، وقد اشتركوا في مقاتلة تنظيم داعش حينما كان يسيطر على أجزاء منها، ورجح أن تكون العملية انتقاما من قبل التنظيم.

ويقول حيدر عسل الكعبي، أحد اقارب الضحايا، إن “ما حدث في الخيلانية مجزرة بشعة ودامية”، مؤكدا أن “المنطقة التي شهدت الجريمة مرتع لتنظيم داعش وتنشط به خلاياه النائمة، وتقوم بعمليات اجرامية بين فترة واخرى ضد الابرياء”.

وأضاف، أن “علي فضاله الكعبي، وهو شيخ قبيلة بني كعب في ديالى، من الشخصيات العشائرية المعروفة التي كان لها دور فعال في مواجهة القاعدة وداعش، وقدمت اسرته 11 شهيدا قبل نحو عامين، ولها مواقف لا تنسى في دعم القوات الامنية والحشد الشعبي خاصة بعد احداث حزيران 2014”.

خرج ولم يعد

وفي معرض حديثه عن تفاصيل الجريمة وعلم العائلة بها، يروي حيدر عسل الكعبي لـ(بغداد اليوم) أن “الشهيد الكعبي كان يقوم بين فترة واخرى بمتابعة قطعان الماشية التي يملكها وترعى في المناطق الزراعية القريبة من المقدادية”، مبينا أنه “كان يغادر منزله مع 7 او 8 صباحا ويعود مع 11 او 12 ظهرا الى منزله، وهو يسير بين المناطق الزراعية راجلا”، مبينا أنه “في يوم أمس الثلاثاء غادر منزله، ولم يعود حتى 12 ظهرا”.

وتابع، أن “اولاده واحفاده انتابهم القلق ما دفعهم الى البحث عن ابيهم (الشيخ الكعبي) في البساتين والاراضي الزراعية ضمن منطقة الخيلانية”، مبينا ان “البحث استمر ساعتين حتى عثروا على جثته التي تعرضت الى تعذيب شديد قبل استشهاده، وتم بعدها تفخيخ الجثة”، لافتا الى ان “اولاده واحفاده واثناء رفعهم الجثة انفجرت عليهم ليسقط 4 منهم شهداء، ويصاب 4 اخريين في المجزرة المروعة”.

بني كعب يوجهون تحذيرا ودعوة نيابية لـ”خطة محكمة”

ونعى عضو رئاسة مجلس النواب، حسن الكعبي، اليوم الأربعاء، مقتل الشيخ فضاله و5 من بني كعب الذي قتلوا في المقدادية.

وذكر المكتب الإعلامي للنائب الأول لرئيس مجلس النواب في بيان أن “الكعبي نعى استشهاد الشيخ علي فضاله الكعبي شيخ عشائر البو همام بمحافظة ديالى، إثر تفخيخ جثته على أيدي عصابات داعش الإرهابي بحزام ناسف، في حادثة غادرة ومؤلمة في قضاء المقدادية استشهد فيها ولده وأبن عمه واثنين من أحفاده “.

وأضاف البيان، أن “الكعبي وصف رحيل الشيخ فضاله بالخسارة الكبيرة لاسيما ان الشيخ الكعبي من الشيوخ الكبار، الذي قارع الإرهاب وكان خير عون للقوات الأمنية طيلة السنوات السابقة، مطالبا “الجهات والقيادات الأمنية العليا للإسراع بإجراء تحقيق بالحادثة الغادرة والبحث عن القتلة لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل”.

ودعا الكعبي حسب البيان إلى “وجوب وضع خطة مُحكمة لتأمين المناطق المستهدفة من قبل الإرهاب، والبدء بتنفيذ حملات نوعية حازمة لملاحقة بقايا داعش الذي بات يصول ويجول دونما رادع قوي، في عدد من مناطق البلاد بينها قضاء المقدادية”.

بدورها حمّلت عشيرة بني كعب في ديالى القوات الأمنية والحكومة المحلية في المحافظة مسؤولية مقتل الشيخ علي فضالة وابنه وثلاثة من احفاده في شهربان بقضاء المقدادية بعد تفخيخ جثته لتنفجر عليهم، فيما استنفرت ابناء قبيلتها للتصدي لهذه الجريمة في حال عدم تدخل الحكومة.

وظهر ذوو المقتول وأبناء عمومته في مقطع فيديو يحملون فيه قيادة عمليات ديالى والقوات الأمنية المسؤولية، موضحين أنه لم يصل إليهم أحد، وكأنما المحافظة قد سقطت، حسب تعبيرهم.

وناشد ذووه مجلس الوزراء والنواب للتدخل بصورة مباشرة في هذه “المجزرة”، مؤكدين أن دماءهم ليست رخيصة حتى تراق بهذه الصورة، مطالبين الحكومة بفسح المجال لعشيرة بني كعب للدفاع عن أنفسهم واخذ حقهم في حال لم تتحرك الحكومة.

دعوة لحسم ملف “الفراغات الأمنية”

ويشير النائب مضر الكروي، الى ان “مجزرة الخيلانية هي ثاني مجزرة في ديالى خلال أسبوع، بعد مجزرة حلوان بين خانقين وجلولاء”، لافتا الى ان “ضحايا المجزرتين بلغ 15 شهيدا وجريحا، وهو امر بالغ الخطورة يستدعي موقف حاسم وعاجل من قبل القيادات الامنية وان يكون للكاظمي موقف معلن من ناحية القدوم الى بعقوبة وعقد اجتماع امني طارئ لتعزيز امن ديالى التي تمثل بوابة امن بغداد”.

تحذير من “مجازر جديدة”

واضاف الكروي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن “ديالى لا تتحمل تداعيات مجازر وحشية دامية يذهب ضحيتها أبرياء”، مؤكدا على “ضرورة حسم ملف الفراغات بين المناطق والسعي لإعادة الاسر النازحة من اجل ان لا تتحول مناطقها الى اوكار ونقاط انطلاق لجماعات الشر”.

بدوره، يقول رئيس مجلس قضاء المقدادية السابق، عدنان التميمي، أن “الخيلانية من القرى التي تقع في موقع جغرافي قريب جدا من مركز قضاء المقدادية، وقد حذرنا مرارا وتكرارا ودعونا الى ضرورة اعادة تقييم ملفها الأمني، لان نشاط داعش بدء يتحرك، وسجلت العديد من الاعتداءات في الاشهر الماضية”.

واضاف التميمي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن “مجزرة الخيلانية تدلل بان اي فراغ امني مرشح الى ان يكون مجزرة جديدة في ديالى”، لافتا الى “ضرورة حسم المناطق المهجورة لتفادي سقوط المزيد من الضحايا”.

وفاد مصدر أمني مطلع، بان لجنة تحقيق عليا باشرت من يوم أمس لكشف تفاصيل مجزرة الخيلانية، مشيرا الى صدور اوامر عليا للإسراع بالتحقيق وتقديم نتائج اولية خلال 24 ساعة عن أبرز ما تم التوصل اليه في التحقيقات الميدانية.

اترك تعليقاً