صناعة القادة – 1

السيمر / فيينا / السبت 14 . 11 . 2020

مؤسساتنا الإسلامية الشيعية بالعراق- بشكل عام وخلال ١٧عاما :
– لم تقدم للعراقيين قائدا من النمط المطابق للمواصفات المثالية التي ظلّت تنادي بها ..
– ولم تربِّ جيلا من المتدينين العقائديين
الشجعان الجاهزين للتضحية والفداء .
▪️ بصورة عامة ، دأبت تلك المؤسسات على إحتضان نمطٍ من المتدينين المهذبين، الذين يتحلّون بمزيّة الطاعة، ينفذون الأوامرَ والمطالب تعبّدا بها ، لا يناقشون ولا يشكّكون .. أرادتهم هادئين مسالمين مطيعين، منظمين في سلوكهم يعكسون صورة مشرقة عنها.
لكنها لم تتهيأ للمفاجآت .. لم يستعدوا للأيام الصعبة. إسكتفوا بهذا النمطِ واستكثروا منه نابذين كثيرا من المؤمنين، من حملة العقول ، ومن المتدينين الرساليين .
▪️ محنة الإرهاب الطائفي ، وسنواتُ إبادة الشيعة على يد القاعدة واخواتها، وإقتراب خطر داعش عبر سوريا، وعشرات النداءات المحذرة .. كلها لم تكف لتحفيز تلك المؤسسات على إحتضان الأمزجة الأخرى من المتديين ، المختلفين عن القالب المفضل عندها .. قالبِ الشباب المسالم المطيع.
▪️ سنواتُ فشل الأحزاب والقيادات السياسية لم تكفِ لتحفيزهم على إنتاج قائد واحد مطابقٍ للمقاييس المثالية التي كانت تنادي بها ..
لم يتبنوا أي شخصية قيادية واعدة ، كي يتعاهدوها بالدعم والصقل والإرشاد .
– عجزوا عن تقديم رجال صالحين ودفعهم للناس قائلين لهم :
(تفضلوا وانتخبوا هؤلاء أو من هم بمستواهم).
كان الخوف من التبعات ، وعدم الثقة بالمجتمع – هي الهواجس المهيمنة على مواقف تلك المؤسسات وقراراتها المصيرية .. وهو ما كان يدفع بعض إداراتها للتحجج بأزمة الرجال !
▪️ بعد ١٧ عاما لم تعطِنا سوى نظريات .
.. ولم يحصل شيعة العراق على نموذج حيٍّ واحدٍ يجسد النظريات تلك..
.. نموذج يجعل الناس يقتنعون أن جوهر المشكلة هو في أزمة الرجال كما كانوا يردد مدراء المؤسسات
.. لا في فساد النظام الذي ساهم بعضهم في تصميمه
.. ولا في الهيمنة الأمريكية على القرار الرسمي العراقي
.. ولا في المحاصصةِ التي اعتُمِدت عند إختيار الرعيل الأول من السياسيين الذين تم الدفع بهم ممثلين عن الشيعة من قبل اللجنة المعروفة في أول انتخابات
.. ولا في قرار تفكيك تلك اللجنة بشكل مفاجئ – مما أضاع فرصة الرقابة على السياسيين وضبط سلوكهم ، وتصحيح الاختيارات ووضع ضابط أخلاقي يؤطر العمل السياسي المدعوم إبتداءا من قبل نفس المؤسسات.
١١ -١١ -٢٠٢٠

المعمار
تحليلات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً