الرئيسية / مقالات / بادية العراق الجنوبية .. لن تكون محطّة للتطبيع !!!

بادية العراق الجنوبية .. لن تكون محطّة للتطبيع !!!

السيمر / فيينا / الاثنين 16 . 11 . 2020 

أياد السماوي

في الوقت الذي ينشغل فيه العراقيون بموضوع رواتب الموظفين ومعهم مجلس النواب العراقي الذي انشغل هو الآخر بقانون القرض ورفض الأكراد له .. كانت هنالك حلقة من حلقات المؤامرة على العراق وشعبه يجري الإعداد لها العمل عليها بين حكومة الكاظمي من جهة وبين المملكة العربية السعودية من جهة أخرى , تحت عنوان استثمار البادية الجنوبية .. مخطط عزل البادية الجنوبية والغربية من العراق وربطها بصفقة القرن , جرى الإعداد والتخطيط  لها بين إدارة الرئيس الأمريكي ترامب والمملكة العربية السعودية وإسرائيل بالتشاور والتنسيق مع أطراف عراقية سنيّة على رأسها رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي , وربط هذا المخطط الجهنمي بالمطالبة بالإقليم السنّي .. وعندما توّلى مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء أصبح هذا المشروع الخطير قيد التنفيذ من خلال بوابة استثمار الصحراء الجنوبية والغربية .. وتصوير هذا المخطط الجهنمي على أنّه بوابة الرخاء الاقتصادي لأبناء محافظات المثنى والنجف وكربلاء والأنبار , أي أنّ شعار ( إزرع صوف يطلع غنم ) سيتحقق لأبناء هذه المحافظات .. مخاطر هذا المخطط الجهنمي لا تتعلّق بموضوع صفقة القرن التي يسير الكاظمي إليها بتخطيط محكم فحسب , بل أنّ مخاطر هذا المخطط تتعدّى الجانب الأمني لتدّق ناقوس الخطر بالخزين الاستراتيجي للمياه الجوفية الصالحة للزراعة والشرب في الصحراء الجنوبية من العراق والتي تقدّر بثلاثة مليارات متر مكعب من هذه المياه ..

ندائنا موّجه إلى كافة أبناء شعبنا العراقي وقواه الوطنية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل ,  وإلى أبناء المحافظات الأربعة المثنى والنجف وكربلاء والأنبار وكل العشائر العربية الأصيلة في هذه المحافظات رفض هذا المخطط الجهنمي الذي تتبنّاه حكومة مصطفى الكاظمي بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية .. وفي الوقت ذاته نتوّجه إلى كافة المؤسسات الدينية وأئمة الجمعة في جميع المحافظات لشرح أبعاد هذا المخطط الجهنمي والتحذير من نتائجه على مستقبل العراق ووحدة أراضيه .. وليعلم الكاظمي وحكومته السائرة نحو التطبيع .. أنّ شعب العراق المسلم لا يمكن أن يكون يوما مع اللاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل , ومحاولات إقناع العراقيين أنّ هذا هو استثمار اقتصادي لهذه الصحارى من أجل تحويلها إلى جنة للفردوس , لن تنطلي على أحد ولن تمرّ تحت أي ظرف وأي سبب , وإن كان لا بدّ من استثمار هذه الصحارى واستغلالها للزراعة والرعي , فهذا الأمر يجب يدرس بشكل كبير مع وزارة الموارد المائية وعلاقة هذا الأمر بالخزين الاستراتيجي للمياه في العراق , كما ويجب أن لا يمرّ من خلال السعودية التي تضخ الأموال لإنشاء الإقليم السنّي والسيطرة على محافظات الغرب العراقي .. عشائر العراق العربية لن تسمح لك يا مصطفى الكاظمي بجعل بادية العراق الجنوبية والغربية محطّة للتطبيع …

في 16 / 11 / 2020     

 

اترك تعليقاً