السيمر / فيينا / الخميس 26 . 11 . 2020
.. التظاهرات وحرق عادل عبد المهدي كانت خطوة متعددة الأبعاد :
▪️ في بعدها الأول كانت تستهدف حكم الشيعة في العراق والحدّ من هيمنتهم على إداره الدوله عبر إضعاف الأحزاب الشيعيه الإسلامية منها بشكل خاص- وتأثيرها على صنع القرار العراقي ، في مرحلة كانت الأطراف الخارجية (وبعض الأطراف الداخلية) في أمسّ الحاجة لإجراء تعديلاتٍ سريعة على التموضع العراقي بين المحورين المتصارعين بشدة :
– المحور المتغطرس – الأمريكي الصهيوني وأذنابه الخليجيين وبقية العربان
– والمحور المجاهر برفضه للظلم والغطرسة، والذي كان يترجم رفضه بمواقف عملية. تترأسه إيران ويمتد إلى لبنان وسوريا واليمن وفلسطين ..
.. بيد أن ساحته الرئيسية كانت العراق
– بثقله البشري
– وموقعه في النبوءات الدينية المتعلقة بعودة المسيح وظهور الامام المهدي- حيث تجتمع عقائد المسيحيين واليهود والمسلمين على فكرة الصراع الملحمي القادم لا محالة بين قوى الظلام والنور .. وحيث تدور رحى أحداث تلك للنبوءات في العراق وحوله.
– وموقعه الجغرافي الواصل بين اطراف المحور المقاوم
– وموارده الطبيعية المهمة
– وثقله المرجعي المتزعم لشيعة العالم.
حيث عنى ذلك للأمريكان وحلفاءهم وجود الضد النوعي للتوجه الثوري ، ما جعلهم متحمسين لفكرة بروز مكانة المرجعية العراقية ذات الطابع السلمي – على حساب المرجعيات الشيعية الأخرى المتقاطعة مع سياساتهم.
➖ كل هذا اعطى للعراق موقعاً إستثنائياً في السياسة الخارجية لامريكا بالذات ، حيث يحكمها المتطرفون الانجيليون والمتصهينون ، والمؤمنون حد الهوس بنبوءات كتبهم المقدسة وأساطيرها ، متأثرين بهرطقة كهنتهم، تقودهم جمعياتهم الدينية القوية والمحاطة بالسرية.
➖ هم جعلوا تلك النبوءات عصبا أساسيا في سياستهم الخارجيه المتعلقة بالشرق الاوسط – والتي تتشابك أعقد خيوطها في العراق.
▪️السنوات التي تلت سقوط نظام البعث أثبتت أن شيعة الحكم في العراق سيبقون حجر عثرة بوجه المخططات الأمريكية – رغم صبغة الفساد الغالبة عليهم ، وفشلهم في إدارة البلاد ، وعجزهم أمام قوة الإرهاب السني والتآمر الكردي ، وبرغم تشرذمهم ، ومحاولات التركيع التي مورست عليهم ، وإنهزامهم معنويا أمام الحرب الإعلامية القاسية التي شُنت عليهم.
.. مع ذلك كانت الضرورة القصوى تقتضي التخلص منهم.
____ تتمة الحديث في الحلقة التاسعة
المعمار
تحليلات في الشأن العراقي- الشيعي
٢٥ -١١ -٢٠٢٠