السيمر / فيينا / الجمعة 04 . 12 . 2020 —- أعلن المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، عون ذياب، الجمعة، تأمين الأحتياجات المائية للأراضي الزراعية، بعد موجة الأمطار الإخيرة التي شهدتها البلاد.
وقال ذياب للتلفزيون الرسمي إن “الخزين المائي من الأمطار متاح هذا العام، وان الأمطار التي سقطت كان لها تاثيراً إيجابياً على تأمين الاحتياجات المائية للأراضي الزراعية”.
واضاف أن “الأمطار تسببت في إنعاش مياه الأهوار في المنطقة الجنوبية”، موضحا ان “الأهوار تعرضت الى صيف قاس أدى الى تبخر نسبة عالية من مياه الأهوار، لكنها عادت لتنتعش من جديد جراء سقوط الأمطار، وهذا يتوافق مع متطلبات انضمامها وادراجها على لائحة التراث العالمي”.
وشهدت البلاد موجة أمطار كبيرة نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، تسببت بغرق اغلب المحافظات العراقية ، وارتافع مناسيب المياه في نهري دجلة بالفرات، فضلا عن ارتفاع مناسيب المياه في بحر النجف.
الامطار تأت بالاستثمار !
وحذرت محافظة صلاح الدين، في ايام سابقة من فشل خطة الزراعة “الديمية” بسب نقص الامطار ومحدوديتها في عموم مناطق المحافظة.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في المحافظة كريم كردي الدليمي، إن “صلاح الدين لم تشهد موجات امطار ملموسة مقارنة بالمحافظات الاخرى”، مبيناً أن “تساقط الامطار اقتصر بكميات محدودة في مناطق شمالي المحافظة”.
وأكد كردي أن “500 الف دونم من الخطة الديمية في المحافظة مهددة بالفشل بسبب تأخر سقوط الامطار وانعدام حصادها”، لافتاً إلى أن “اصحاب الزراعة الديمية يترقبون حصاد امطار وفيرة لنجاح الخطة الزراعية لمحاصيل القمح والشعير.”
وبين الدليمي أن “الزراعة الديمية مشمولة بالخطة الزراعية لوزارة الزراعة ضمن الجانب التسويقي فقط وغير مشمولة بالأسمدة والمبيدات والتجهيزات الاخرى المقررة ضمن الخطة الشتوية للأراضي التي تروى سيحاً من الانهر والجداول”.
والزراعة الديمية هي إحدى أنواع الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي، حيث يتم الاعتماد عليها في سقي المزروعات عندما يكون معدل الهطولات المطرية أعلى من 500 ملم في السنة
يذكر أن عدة محافظات شهدت مطلع الاسبوع الحالي تساقطاً غزيراً للأمطار وموجات للسيول المتدفقة من حدود بعض دول الجوار، عزز بعضها الايرادات المائية والقسم الاخر هُدر لعدم وجود مشاريع ومصادر لخزن المياه في البلاد منذ اكثر من 20 عاماً.
مواسم سابقة
وأسهم الهطول المبكر للامطار وبكميات جيدة هذا في الاشهر الاخيرة من العام الماضي وصولا الى بداية الشهر الثاني من 2020 في انعاش الزراعة الديمية التي تعتمد بشكل أساسي على مياه الامطار، وشجع الفلاحين خاصة بمحافظة ديالى على زراعة مساحات واسعة من محصولي الحنطة والشعير.
وتشكل الزراعة الديمية مصدرا مهما لآلاف المزارعين في ديالي، لعقود طويلة باعتبارها أقدم نظام سقي لا يحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة.
وهي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي، لسقي المزروعات، بعكس الزراعة المروية التي تعتمد على المياه الجوفية، أو مياه الأنهار والمسطحات المائية في سقاية المزروعات، حيث يتم الاعتماد على مياه الأمطار في سقي المزروعات عندما يكون معدل هطول الأمطار أعلى من 500 ملم في السنة.
وقد أثر شح الأمطار خلال السنوات الماضية، على حجم المساحات المزروعة ، لكن الآمال انتعشت خلال عام 2019 عندما هطلت أمطار غزيرة شجعت المزارعين على بذر مساحات جيدة عادت عليهم بانتاج وفير.
وفي هذا السياق، قال حقي الجبوري، رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ديالى إن” الزراعة الديمية في ديالي تمثل مصدر دخل مهم لآلاف المزارعين في خمس بلدات كبيرة، حيث يغطي انتاجها الحاجة المحلية في مواسم الامطار الجيدة”. وأضاف ” مرت الزراعة الديمية لسنوات قريبة بانتكاسة كبيرة وتسببت في خسائر مادية جسيمة للمزارعين بسبب شح الأمطار لكن الموسم الماضي أعاد الآمال من جديد نتيجة ارتفاع غير مسبوق في معدلات الأمطار دفع المزارعين خلال الموسم الحالي إلى مضاعفة الزراعة الديمية بنسبة تصل إلى 50 بالمائة” مبينا أن اجمالي الأراضي المزروعة بلغت أكثر من 100 الف دونم (الدونم 2500 م2).
وأشار الجبوري إلى أن تقلبات المناخ خاصة في السنوات الأخيرة أثرت كثيرا على مفهوم وأسلوب الزراعة الديمية ودفعت الكثيرين إلى تركه أو تغير أسلوب السقي واعتماد بدائل أخرى.