السيمر / فيينا / السبت 05 . 12 . 2020
أياد السماوي
في الخامس من تموز عام 2019 كتبت مقالا تحت عنوان ( تحالف البناء تنقصه الكثير من الأخلاق السياسية ).. في هذا المقال دافعت عن كلمة الحق التي يجب أن تقال بغض النظر عن الموقف الشخصي من هذا الطرف أو تلك القضية .. وقلت بالحرف الواحد في هذا المقال ( إن تنّكر تحالف البناء لتعهداته التي تعهدّ بها للسيد خميس الخنجر قد أثبت أنّه تحالف تنقصه الكثير من الأخلاق السياسية , خصوصا بعد أن تأكدّ لي زيارة السيد خميس الخنجر للقادة الثلاثة الكبار في تحالف البناء في بيوتهم قبل الإعلان عن ولادة تحالف البناء .. وعلى العكس من ذلك فقد أثبت السيد الخنجر أنّه أكثر شرفا في السياسة من أغلب قادة البناء ) .. اليوم وصلني مقالا تحت عنوان ( من هو الحكيم خميس الخنجر .. ؟؟؟؟ ) لكاتبه علي الموسوي من هولندا .. وقبل الرّد على ما جاء في مقال السيد علي الموسوي , أودّ أن أوضح حقيقة للقارئ الكريم وللرأي العام العراقي , إنّ كلمة الحق ليست سهلة وليس بإمكان أي شخص أن ينطق بها في هذا الزمن الأغبر الذي سطا فيه أشباه الرجال من المنحطين والفاسدين واللصوص على مقدّرات هذا البلد والتّحكم بمصير هذا الشعب المغلوب على أمره .. وأعلم مسبقا أنّ أبواق هؤلاء الفاسدين واللصوص سيشّنون هجوما لا أخلاقيا على مقالي هذا , وينعتوني بأقذع التوصيفات والنعوت .. ولهؤلاء جميعا أقول .. أن من يركب موج المنايا لا يخاف موجها المتلاطم ..
لا يعنيني من قريب أو بعيد إن كان خميس الخنجر راعيا للغنم أو سمسارا للصفقات المشبوهة بتجارة السكائر لدى المقبور عدي أيام الحصار الجائر على الشعب العراقي كما يقول كاتب المقال , أو إنّ خميس الخنجر قد استولى على أموال عدي وبات من أصحاب رؤوس الأموال .. بل أنّ الذي يعنيني ويعني الرأي العام العراقي هو ما أورده الكاتب من اتهامات خطيرة تتعلّق بدور للخنجر في تأليب دول الخليج على العراق من خلال استغلال حنقهم على العملية السياسية وما يحملونه من نفس طائفي اتجاه الشعب العراقي , وما أبداه من استعداد منقطع النظير للتآمر على العراق .. من يقرأ مقال الموسوي سيتوّصل إلى نتيجة مفادها أن خميس الخنجر وأمواله وخيانته لبلده , هي السبب وراء هذا البلاء الذي حلّ بالعراق والشعب العراقي , كما يقول صاحب المقال .. وينهي الكاتب مقاله من ضرورة التوّقف عند خطورة الدور المشبوه الموكل للخنجر انطلاقا من سعيه لتأسيس إمارة مالية يجتمع فيها شذاذ الآفاق من البعثيين والطائفيين و المأزومين والعملاء , و موصيا بعدم التراجع عن تنفيذ مذكرة إلقاء القبض عليه والقصاص منه ..
وللموسوي أقول .. كنت سأنحني احتراما وتقديرا لك , لو أنّك قد هاجمت وبنفس النفس الذي هاجمت فيه الخنجر .. من أرسى للعراق قواعد هذا النظام السياسي الفاسد ؟ ومن كتب للعراقيين هذا الدستور المسخ الذي كرّس نظام المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية البغيضة ؟ ومن زرع الفاسدين واللصوص في مؤسسات الدولة ووزاراتها وحكوماتها المحلية ؟ ومن سرق مال عام الشعب العراقي ولا زال يسرق ؟ ومن أضاع فرصة البناء والازدهار والتقدّم ؟ ومن شرّع القوانين الفاسدة التي سمحت للفاسدين وسرّاق المال العام من الإفلات من العقاب ؟ ومن جعل وزارات الدولة عبارة عن دكاكين للأحزاب الفاسدة المنحرفة ؟ ومن أنشأ المليشيات المسلّحة الخارجة عن القانون ؟ ومن يقتل العراقيين بدم بارد ويخطفهم ؟ ومن جاء بالعملاء والخونة على رأس أعلى هرم في مناصب الدولة العليا ؟ ومن فتح أبواب مؤسسات البلد المالية لحيتان الفساد والسمسارة ؟ ومن حرق مؤسسات الدولة في محافظات الوسط والجنوب ؟ ومن ومن ومن .. هل فعل السيد الخنجر هذه الجرائم بحق العراق والشعب العراقي ؟؟؟؟ .. شرف الكلمة أن تقول للفاسد أنت فاسد وللمجرم أنت مجرم .. وهذه مهمة لا يقوى عليها إلا من حمل نعشه على رأسه .. ومن لا يقدر على قول كلمة حق في حضرة سلطان جائر فليصمت ..
في 05 / 12 / 2020