الرئيسية / مقالات / ميزان الإعلام و جالية العرب في أنقرة

ميزان الإعلام و جالية العرب في أنقرة

السيمر / فيينا / السبت 19 . 12 . 2020

هاجر التميمي

تمثل وكالات الإعلام مصدرا مهم في المجتمعات المستهدفة، ولقد تبوأت هذه المؤسسات الصدارة في التعامل مع الأحداث وتغطية مجرياتها للجمهور عبر شبكاتها ومراسليها. أما المجتمعات التي تفتقر للأضواء الإعلامية تواجه مشاكل عدة ومنها صعوبة ايصال صوت المغتربين ومواهبهم ونشاطاتهم الثقافية والتي هي بالنتيجة تعكس ثقافة بلدانهم وتراثهم وحضارتهم.
أن الجالية العربية بشكل عامة والعراقية خاصة في تركيا, المدن الكبرى على وجه الخصوص، ومنها أنقرة, تشهد عملية غير متوازنة بالكامل  في بث الأخبار وتغطية الأحداث أو قد تكون معدومة في بعض الأحيان من الأساس، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة و الشباب أصحاب صفحات الفيس بوك.
في حين إن أنقرة  واجهت أسرع أزمة لجوء في السنوات الأخيرة, حتى أصبحت إن تكون أشبه بمجتمع عربي متكامل نظرا الوافدين العرب إليها، حيث بلغ عدد الوافدين زهاء ( 100000الى 120000) جنسية عربية منها   (30000-50000) جنسية عراقية. افتقرت أنقرة و لاجئيها  إلى الوكالات الإعلامية على عكس اسطنبول, في حين إن أنقرة  شهدت الكثير من الإحداث المهمة والنشاطات الأدبية والثقافية المختلفة التي تقام بين الحين والأخر من قبل أدباء ومثقفي الجالية العربية، حيث أنها تظم مجموعة كبيرة من المثقفين العرب بمختلف جنسياتهم وقومياتهم المختلفة. أن ابرز المشاكل التي تعرضت إليها الجنسية العربية هي عدم نقل الحقائق أو المآسي التي تواجههم و إيصال صوتهم وما يعرقل يومياتهم, مما تسبب بشعورهم بالغبن الشديد في هذا المجال, بينما كان ينبغي على بلدانهم الام وممثيلتها الدبلوماسية إن يكون لها الدور الأبرز في تبني مثل هذه النشاطات ورعايتها بما ينسجم وتطلعات الجالية العربية, وهي بالنتيجة أيضا ستعكس بطريقة أو بأخرى صورة لامعة عن حضارة بلدانهم وثقافتهم وتراثهم الأدبي الزاخر بشتى ألوان الثقافة والأدب.  بات من الضروري  إن تتواجد وكالات انبائية وإعلامية تحتضن هذه الأعداد من اللاجئين والمقيمين، والطلاب  ونقل ما يحدث داخل هذه المجتمعات الصغرى لما تعكسه من صور ايجابية, وفتح أبواب المساعدة أمام جميع مثقفي  وصحفيي العراق ونشر نشاطهم، وكذلك اعطاء امل او حافز للذين  تخرجوا  حديثا او المقبلين على التخرج من اقسام الصحافة و الأعلام، فهم اكثر من غيرهم بحاجة الى اعادة تأهيل من جديد وتلبية طموحهم التي افتقروا الها في بلادهم الأصل في ضل الإحداث التي تعرض إليها العراق منذ عام 2003.
الجالية العراقية هنا في أنقرة تمتلك الكثيرمن الكفاءات التي تستطيع تبني هذا المشروع والعمل على إدارته بشكل جيد وإدارة ذات قدرة جيدة, فقط هي تفتقر للدعم الاقتصادي من كلا الحكومتين و من الجهات الإعلامية الخاصة، غير انه الان المشروع بدأ التخطيط له ورسمه من قبل الشباب، لكن بانتظار ان تلتفت لهم الجهات ذات العلاقة لشد أزرهم وتوفير ما يلزم لإتمامه.

اترك تعليقاً