أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالاتي / الحرب الناعمة .. واشعال حرب شيعية شيعية بالعراق والمنطقة !/ 2

الحرب الناعمة .. واشعال حرب شيعية شيعية بالعراق والمنطقة !/ 2

السيمر / فيينا / السبت 26 . 12 . 2020

وداد عبد الزهرة فاخر *

واستطاعت أمريكا وسفارتها في العراق الاستفادة من ظروف خلقتها الأطراف المتحاصصة الحاكمة في العراق ، بالتوافق والتضامن مع بقايا البعث العفلقي من التحضير لما سموه بـ ” ثورة اكتوبر ” ، رغم ان العراقيين وفق التقويم الشرقي لا يستخدمون لفظة اكتوبر لشهر تشرين مثلهم مثل سوريا ولبنان ، لذلك تحور اسم ” ثورتهم الجوكرية” لـ ” ثورة تشرين ” بعد ان تنبهوا لخطأ من خطط لإطلاق هذا الاسم ، التي لاط بها كل من هب ودب ممن هم من داخل العملية السياسية من قوى وأحزاب معروفة التوجه ، وقوى خارجية جمعت النطيحة والمتردية حولها ، والكثير ممن عرفوا بأنهم السبب الرئيسي لفشل الثورات الشعبية الحقيقية ، والذين يطلق عليهم ” حثالة البروليتاريا ” ، الذين عاثوا بمناطق وسط وجنوب العراق فسادا ، وبدعم ظاهر ومكشوف من اطراف ادعت ” الثورية ” ، كبائعة البيبسي ، واللبلبي ، وعربات تنقل صناديق الماء والعصير ، ومختلف الاطعمة والاشربة ، وأموال توزع بدون اي حساب دفعتها جهات سعودية وخليجية تصدرتها ما يطلق عليها اسم ” دولة الإمارات العربية المتحدة ” ، والتي لا تعدو كونها حارات متباعدة نسبيا جمعت على شكل اتحاد أطلق عليه هذا الاسم ..

وكان للبعث ، وقوى طائفية متخفية خلف شخوص وأسماء وتيارات غريبة دورا فاعلا في هذه ” الثورة” الغريبة التي كان من نتاجها تعليق شاب صغير أمام مسكنه ، وعلانية وبطريقة ارهابية تقشعر لها النفوس بحجة اطلاقه النار على ” الثوار” !!!. ناهيكم عما حدث من تخريب وحرق ، وتدمير ، ومنع الطلبة من تلقي العلم ، والموظفين من الدوام ، وانجاز المعاملات الرسمية ، وفق مجاميع ارهابية نسق عملها ونظم من قبل صانعي تلك ” الثورة ” الغريبة من خلف الحدود .

والأغرب من كل ذلك ، وقوف الحكومة موقفا خائفا متفرجا على كل ما يجري ، مصحوبا بثناء غريب من قبل خطيب جمعة كربلاء المناوب ، الذي يتحدث باسم المرجعية ، والذي لم يستنكر بطريقة حازمة ما يجري من تخريب وقتل وتدمير وحرائق تطال المال العام والخاص ، والتحريض على الاقتتال بين أبناء المدن الواحدة ، تمهيدا لإشعال نار حرب اهلية بين أبناء وسط وجنوب العراق ن بل يشير الى ذلك بصورة خجلة ودون التعمق ، وإبداء الحزم المطلوب ..

ورغم أن هناك من عرف ممن يمارس القتل للطرفين الأمن والمتظاهرين، وظهرت دلائل جنائية وأمنية واستخبارية على ذلك ، حتى هروبه من ساحات ما يسمى بالتظاهر الى شمال العراق ، ظل جميع المدفوعين من ” قادة ” التظاهر يطلقون التصريحات والاشاعات لتوجيه التهم نحو القوات الامنية التي اهينت بشكل غريب ولاول مرة بتاريخ العراق وبهذا الشكل المهين، وسجلت لافرادها مختلف الاصابات الخطرة .

ثم جاءت طلقة الرحمة من قبل خطيب كربلاء تطلب من رئيس الحكومة الانسحاب ، بإعلان استقالته بدل إسناده ، وحمايته ، دون إيجاد أي ذرائع للدفاع عنه .

هكذا اخذ المشهد المسرحي بالتصاعد ، بينما هناك من يزيد النار اشتعالا من السفارة بالمنطقة الخضراء ، وقنصليتها بالبصرة ، وواشنطن ، وتركيا واربيل ، مصحوبا بتحريض وتأجيج لاشعال نار الفتنة من فضائيات داخلية ، وخارجية تصدرتها العربية الحدث والحرة وغيرها ..

ومع كل ذلك لم يستطع لا من يتحرك بالداخل ، ولا من يحرض بالخارج ، او يصفق من اليسار واليمين الحزبي العراقي وفق حلف يطلق عليه سياسيا اسم ” حلف الكراهية ” ، ان يشعل جذوة الحرب الاهلية التي تقترب أحيانا من الاشتعال ثم تخبو تدريجيا ..

فقد كان هناك وعي جمعي داخلي عزل كل اولئك الذين اتحدوا داخل ” حلف الكراهية” ، وزاد من غضب الناس ممن اعتزلوا الفتنة ، وخاصة أصحاب الحقوق الحقيقية المطالبين بتوفير عيش كريم لهم من الخريجين والعاطلين لسنوات عن العمل من هذه العزلة التي احس بها ” ثوار ” السفارة ، و ” رجالها ” الملطخي السمعة ، خاصة بتصاعد تصرفات ” حثالة البروليتاريا ” من حاملي قناني المولوتوف من الصبيان الذين لا علاقة لهم لا بالعلم ولا بالثقافة ، ولم يكمل معظمهم حتى مرحلة الدراسة الابتدائية ..

فقد فزع العراقيون من وسط وجنوب العراق لما يرونه من حرق وتخريب وقتل عشوائي ، وسرقات ، وخاوه لاصحاب المحلات بحافظ القاضي والشورجة وفق مقولة ” ادفع او نحرق محلك” وهناك فيديوهات تثبت هذا.

وما زاد الطين بله كما يقال ان العديد من ” فرسان السياسة” الامريكية الجديدة بالعراق ، ركبوا الموجة الخطرة ، ووجهوا اعوانهم ، ومريديهم نحو ساحات التظاهر المزعومة ، وشاركوا بكل ما حصل من خلخلة للامن ، وإسقاط هيبة الدولة ، والتمهيد لما يحصل حاليا في العراق من خراب اقتصادي وسياسي ، وتسلط شخوص لا علاقة لها بادارة او تنظيم الدولة ، واقتصادها ، بالتربع على كرسي السلطة الذي أفرغ من كل محتواه المفترض به ان يكرس من اجل خدمة الشعب …

يتبع …..

 

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج من حملة مكعب الشين الشهير

www.saymar.org

othman_omran44@yahoo.com

24 . 12 . 2020

 

اترك تعليقاً