السيمر / فيينا / الجمعة 26 . 12 . 2020
احمد الحسني
في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، وتصدح فيها تراتيل الشهادة وعبق الدماء، أحتضنتك غرفات الطهر، لتسمعك تراتيل الرسالة، وأسرار العوالم في أربعة عشر قمرا سجدا لله، تنهل منها أيات الرحمن، فتسمو حيث ماخط اليك، فوضعتك بين مجسات العائلة، ترقب فيك كل خطوة، لتصقل ضمير فيك أشبه بضمير الانبياء .
فما بين تلك المجسات، وتلك الأيادي التي تغذيك كل قيم السماء، أمتد فيك الضمير الطاهر الى حيث الطفوف، سعيا منك لتسمع ذبيحها تلبية لندائه عبر قرون .
نعم ياسيدي، أجزم أنك ولادة تمتد الى تلك الظهيرة التأريخية، وأنعكاس من خيوط شموس الغاضريات، فطبعت في ذاكراتك حلم يراودك وأمل كنت عشقته منذ الولادة، أذ ولد كما ولدت انت سيدي، ذلك هو سفر الخالدين حيث الخلود، وتلك هي تراتيل الأبرا، ومعكما أيضا ولد التأريخ، تأريخ خط بالمجد والعنفوان، تأريخ أراده الطواغيت حكرا لهم ولأمتداداتهم، فغدوت تمزق نبوءة الشياطين، فعالمك سيدي لا ينضج مع كل أفاك أثيم، بل ينضج حيث الأسفار الطاهرة، الى عالم ملكوتي وكربلائي طاهر، كأنت سيدي.
مع بداية الأسفار حيث وطأت قدميك أثرها، فأيقظت فيك حلما طاهرا أخر، كنت فيه أنت على ضفاف العلقمي، حيث أسبغت فيه وضوء الشهادة، وتيممت من تراب بدره الراقد فوق ثراه طهرا، وجوازا تمر به فيغبطك الفائزون، ألا أنك سيدي هممت وفوجئت، وكم تنهدت وأجهشت، فهالك منظر عظيم، أقشعرت له سماوات الله وخلقه، ذلك هو منظر راية عظيمة وثقيلة، كانت قد مزقتها رماح الأعداء، ومزقت جسد صاحبها وراعيها، فسقى التاريخ الظامئ دماء زاكية، رقدت حيث رقد، فلايحملها الى من أيقن سفر الخلود، فأيقظك ذلك الحلم، لتعود الى عالم هو أحوج اليك ولدمائك، بعد أن زكت نفسك وطهرت، فأضحيت زكي النفس فيها.
وما أن أشتد عضديك سيدي، بعد أن أرتوت جوارحك معين طاهر، تتمعن حركة السنن، فتذوقت رحيقها المختوم بإخلاص السيرة والنية، قد سبكت فيك أباء ممزوج بصلابة، وممزوجين بثبات ويقين، يؤهلك كي تصنع حياة، فمع يقينك بدات توالي خطواتك، تسير وتتأمل ذلك الحلم، فحرك ندائك كل سكون، قد صعقته كلماتك، لتدب في وطن الإمامة نبض حياة كانت على وشك موت سريري، فتلك الصعقة سيدي كانت هي الولادة والشهادة، قد دونتها على جدار التأريخ، وسفر من أسفار الخالدين.
فأمام حياضك وطن أسمعته كلماتك صدا كربلائيا يولد كل حين، فبوركت تلك الولادة، وبورك ذلك الحلم الطاهر، وبوركت تلك الشهادة التي ولدت فيها من جديد كشمس من كربلاء، وبورك وطن الأنبياء والإمامة ، ولمثلها فليعمل العاملون .