السيمر / فيينا / الثلاثاء 12 . 01 . 2021
عباس راضي العزاوي
احد الفلاسفة الفرنسيين كان يقول لايجب علينا قراءة النصوص الادبية والفلسفية بغير لغتها الاصلية واعتبر ان الترجمة خيانة للنص فروح النص لايمكن ان تصل الينا دائما,لهذا نجد ان اغلب الكتب المترجمة الى العربية فيها روح البداوة وهذا يعني ان “خشم” المترجم قد دُس فيها بخبث وفضول مقرف وكأنه يمارس سلطته على عقولنا في نقل المعلومة لا لشي الا اتقانه لغة الكاتب.
هذا التعامل الفج مع نتاج فكري قيّم يعود لمفكرين وعلماء يفترض في نقله الامانة والدقة فكيف الحال اذا نقل هذا البدوي المتعجرف؟ اخبار ومعلومات ما من شأنها أن تظهر حقيقة أهله وتاريخهم الدموي.
العراق كان يدفع ملايين الدولارات وكوبونات النفط لشراء اقلام عربية واجنبيه كي يصنعوا من حروبنا انتصارات جليلة ويضفون هالة من القداسة على المذابح المروعة التي كانت تحدث على الحدود للجنود العراقيين والايرانيين وبالنتيجة كانت خسائر مادية وبشرية فادحة واعتراف لاحق من اكبر حمار قاد المعركة بانه كان مدفوع ضد دول الجوار ولامقدسة ولابطيخ.
اتضح سابقا والان ايضا ان اغلب الاحداث التي يروجها الاعلام مجرد اكاذيب محضة ولاعلاقة لها بالواقع, الا فيما يخص الاسماء والاماكن التي حدثت فيها ولاننا شعب كسول لايقرأ ولايتابع ولايبحث فهو يتمسك بما يسمع ويردد فيما بعد امام الاخرين,ليقول الناس انه رجل فاهم ومطلع.
الامر المحير ان من يجد الحقيقة او يكتشفها فيما بعد لايتجرأ على قولها لانه يخاف الشتائم من مجموعة القرود الذين تربوا على اساس هذه الاكاذيب ومنهم من بنى اسم وصرح اعلامي بتلك الادعاءات ومتابعين بالملايين لايمكنه التخلي عنهم حتى لو احترق البلد بمن فيه, فمصلحته تقتضي السير قدما.
اذن ماتعرض له شبابنا الخامل وانسياقهم الزومبي تجاه مايردده بعض المشاهير المأجورين والقنوات هو اعتمادهم الكامل على هذه القنوات والاسماء, كمصدر ثابت ووحيد للتحليلات والاخبار.
وبالتالي يتحول الشاب الى مدمن اخبار فلان وتحليلات علان الخبير” الاستراتيجي” ولايكلف نفسه بالبحث والتقصي من اجل الحقيقه او حتى احتراما لعقله واحيانا كثيرة يخيفه سماع اي رأي مخالف او حقيقة تحطم قصور اوهامه التي ينام فيها سعيدا ومستعد ان يموت في سبيلها.