الرئيسية / مقالات / نهاية مرحلة ترامب ومنظمة مجاهدي خلق

نهاية مرحلة ترامب ومنظمة مجاهدي خلق

السيمر / فيينا / السبت 16 . 01 . 2021 

أحمد جعفر الساعدي

 

تمر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تقودها مريم رجوي، بمرحلة صعبة للغاية في مرحلة ما تُوصف ما بعد الترامبية والبولتونية (ترامب وبولتون)، ومن جهة يواصل فيروس كورونا حصد أرواح أعضاء المنظمة واحداً تلو الآخر، ومن جهة أخرى لم تتحقق أحلام مريم رجوي وبولتون وكذلك رئيسهم ترامب بالاحتفال في ميدان آزادي (ساحة الحرية) وسط العاصمة طهران برحيل النظام الإيراني.

كما تتسع دائرة الرفض والامتعاض داخل صفوف مجاهدي خلق وقيادتها تجاه مريم رجوي والفريق الذي يؤيدها، وقد حصلت في الفترة الأخيرة إنشقاقات داخل ألبانيا اعترفت مجاهدي خلق بها وبحصولها، على الرغم من الاختلاف في الأسباب والأهداف.

كما أن قيادة مجاهدي خلق تدرك أن ألبانيا ليس العراق الذي عاشت في لفترة طويلة في حضن نظام صدام حسين المقبور، كما تدرك أنها لم تعد تسيطر على أعضائها الذين يعيشون في ألبانيا الذي يتمتع بحرية وحياة، وهذا ما يشكل عقبة أمام مريم رجوي والمقربين منها في كيفية السيطرة على أعضاء المنظمة الذين يتطلعون للحرية والخروج من هذا النفق المظلم الذي استمر أكثر من أربعين عاماً.

لذلك فإن التناقضات التي لم تحل والموت الصامت قد وضع طوقاً على رقبة تنظيم مريم رجوي وتكتمل المرحلة الأخيرة من انهيار التنظيم برحيل دونالد ترامب وهزيمته.

وتدرك مريم رجوي أن سياسة الخداع والأكاذيب وغسيل الأدمغة التي مارسها زوجها المغيب مسعود رجوي ومن بعده هي، لم تعد تجد نفعاً في إقناع أعضاء المنظمة.

لقد صورت رجوي كذباً ومضللاً موضوع الإطاحة بالنظام الإيراني بعد وصوله ترامب للسلطة في أذهان أعضاء منظمة مجاهدي خلق من أجل الإبقاء عليهم في قبضتها، ووعد الناس أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، يجب أن يستثمروا مائة بالمائة طاقاتهم لذلك ويستعدوا، وهكذا مضى رجوي ثماني عشرة ساعة في اليوم في إجبار الناس على اغتنام الفرصة لعدم التفكير في مستقبلهم ومشاكلهم التي يعانون منها.

وفي نهاية المطاف لم يتغير شيئاً، وكان تحليل وتطلع مريم رجوي وغيرها من القادة الأمريكيين مجرد أوهام وأحلام وسراب، وبالتالي تواجه قيادة هذه المنظمة الإيرانية مشكلة في إقناع أعضائها الذين تسيطر عليهم في معسكر أشرف 3 في ألبانيا عن المرحلة المقبلة بعد سقوط ترامب.

في الماضي أي في عهد صدام حسين ودعمه لمسعود رجوي كان يمكن السيطرة على الأعضاء، لكن الآن أصبح من المستحيل على رجوي في قلب أوروبا أن يلعب دور الماضي في العراق وأن يكون قادرًا على خداع أعضاء المنظمة كما فعل في السنوات الماضية.

 

*كاتب متخصص في الشؤون الإيرانية 

اترك تعليقاً