السيمر / الثلاثاء 16 . 02 . 2021
أياد السماوي
لا شّك انّ اللقاء الذي أجرته قناة العربية المملوكة للسعودية مع أبنة الطاغية رغد صدّام حسين , هو رسالة خطيرة تهدّد النظام السياسي الفاسد والقبيح في العراق , بالرغم من تفاهة حديث أبنة الطاغية ومحاولتها تلميع صورة عهد أبيها المغمّسة بدماء ملايين الأبرياء من أبناء الشعب العراقي وشعوب المنطقة .. الدليل على خطورة هذه الرسالة هو ردّة فعل أقطاب النظام السياسي القائم الذين شعروا بخطورة هذا الظهور الإعلامي لأبنة الطاغية في هذا الوقت تحديدا , وكذلك مخاوف ضحايا نظام القتل والقهر والتعذيب والسجون والحروب والكيمياوي والمقابر الجماعية .. وربّ سائل يسأل ما قيمة أن تقول أبنة الطاغية أنّ أبي لم يكن يحب الدماء , فهل هنالك شخص في العراق يشّك بدموية وسادية نظام صدّام وحزبه وعشق هذا النظام للدماء والقتل ؟ والجواب هو نعم , هنالك الملايين من العراقيين الذين ولدوا بعد سنة 1995 لا يعرفون شيئا عن صدّام وأبنائه ولا عن علي كيمياوي وبرزان وسبعاوي وباقي زمرة القتلة والمجرمين .. المولودون بعد هذا التاريخ لم يعيشوا حقبة نظام صدّام المظلمة وفتحوا أعينهم على فساد وجرائم أقطاب النظام القائم .. فحديث أبنة الطاغية خطير جدا على عقول هؤلاء الشباب الذين يعيشون تداعيات المرحلة الحالية من فقر وجوع وبطالة وتفش للجهل وانتشار للجريمة المنظمة وانحطاط للأخلاق العامة وفقدان فرصة العيش الكريم بعيدا عن سطوة وتهديد عصابات القتل والسلاح المنفلت ..
من هذا نستنتج أنّ اللقاء الذي أجرته قناة العربية مع أبنة الطاغية في هذا الوقت تحديدا وفي ظل هذا الظرف الاقتصادي والانفلات الأمني الذي يمرّ به البلد , موّجه بشكل مباشر لهذه الشريحة من الشباب التي تواجه الضياع في زمن حكم المافيات السياسية الفاسدة التي أخلفت نظام صدّام المجرم , وإن كان هنالك ثمة تعاطف مع حديث أبنة الطاغية فهو بسبب سوء إدارة من أخلف حكم أبيها المجرم .. ففي حقبة البعث المظلمة كان الشخص الوحيد الذي يتجاوز على القانون ويسحقه تحت أقدامه متى شاء , هو الطاغية المجرم ولا أحد غيره يستطيع تجاوز القانون .. أما في ظل النظام الحالي , فإن جميع زعماء المافيات السياسية يسحقون يوميا على الدستور والقانون تحت أقدامهم ولا أحد يستطيع إيقافهم وردعهم .. فكنّا بطاغية واحد فأصبحنا الآن بعشرين طاغية وكلّ منهم يرى نفسه فوق الدستور والقانون .. وها أنا أقولها لزعماء مافيات النظام الحاكم .. والله وبالله وتالله , لو سمحتم لأبنة الطاغية خوض انتخاباتكم المضحكة , لانتخبها ملايين الشيعة قبل السنّة , ليس حبا بأبنة الطاغية وأبيها المقبور , بل نكاية بكم وبعصاباتكم التي أذلت وسرقت هذا الشعب ومسخت كل قيمه الجميلة .. فالأكثر والاشدّ ألما ووقعا على نفوسنا ومشاعرنا ليس حديث ابنة الطاغية , بل هو حقارة ودناءة وانحطاط أخلاق وكذب القائمين على إدارة البلد وسفالتهم .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..
في 16 / 02 / 2021