الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / من ينال الزعامة ؟.. صراع “سني-سني” شديد للغاية.. “شتائم واتهامات متبادلة بين تحالفي الحلبوسي والخنجر

من ينال الزعامة ؟.. صراع “سني-سني” شديد للغاية.. “شتائم واتهامات متبادلة بين تحالفي الحلبوسي والخنجر

السيمر / فيينا / الأثنين 16 . 08 . 2021  —— لا احد ينكر وجود خلافات سياسية بين المكونات السياسية في البلاد، ولكن الخلاف “السني- السني” بين تحالف عزم بقيادة خميس الخنجر وتحالف تقدم بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لنيل الزعامة السنية قبيل الدخول بالانتخابات، اكثرها حدة من بين تلك الخلافات واكثرها صداماً خصوصاً وانها مليئة بالشتائم والاتهامات بالخيانة والعمالة والسرقة والارهاب.

الصراع المحتدم بين القيادات السنية بلغ أشده، وتحديداً بين الحلبوسي والخنجر، لتصل إلى تبادل الاتهامات، حين يقول أحدهما للآخر إنه “عميل، ويقود مؤامرات رخيصة”، كما جاء في رسالة بعثها الحلبوسي إلى الخنجر، وسُربت إلى وسائل الإعلام بتاريخ 24/7/2021.
وقال الحلبوسي في رسالته التي بعثها للخنجر “لن  نسمح لك بالتنازل عن الاراضي”، فحاولت مراراً وتكراراً أن أغلَّبَ المصلحة الوطنية وقضية أهلنا السنة، عن الخلافات و صغائر الامور التي لا تجدي نفعا”، مبيناً “حاولت أن أصدقك أكثر من مرة، وأغظ النظر عن نباح كلابك ومغامراتك بأهلنا، عسى ولعل أن ينصلح حالك”.
وتابع “قررت و لست مترددا بأن أتصدى لك ولمؤامراتك الرخيصة، ولن أسمح لك ببيع مواقف لأعداء الوطن والدين، وتأكد بأنك لو ملكت مال قارون ستبقى تابعاً ذليلاً صغيراً، وسأعيدك باذن الله إلى حجمك الذي تستحقه يا (بوي)، وهو أفضل وصف الذي وصفك به البشير”.
وبعد يوم واحد من تسريب هذه الرسالة، هاجمت قناة الفلوجة التابعة للخنجر، رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، مبينة أن الحلبوسي يتعرض لهيجان العصبي والطبيب نصحه بالهدوء.
وبينت قناة الفلوجة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “تلكرام” إنه “بحسب مصادر فأن طبيب الحلبوسي الخاص نصحه بالهدوء خوفا على سلامته بسبب حالة الهيجان العصبي التي تعرض لها يوم أمس بعد دخول وجهاء جرف الصخر إلى مدينتهم”.
وفي الـ25 من تموز الماضي، رأى المتحدث باسم تحالف عزم محمد نوري العبد ربه، ان “الصراع الحالي في المكون السني يدور حول رئاسة مجلس النوب، مؤكدا ان المكون لا يمتلك اي زعيم”.
وقال العبدربه في حديث لـ”العهد”، ان “غالبية الكتل الشيعية تريد دعم الخط السني الأول، ولا توجد أي شخصية سنية تستطيع تحدي الجانب الشيعي”، مشيرا الى ان “الخبرة تلعب دورا كبيرا في العملية السياسية الحالية، وان الخط السني الاول لم يتخذ اي قرارات سريعة او جريئة”.
ويشير رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، الى ان الساحة السنية فقدت “الطباخين” والشباب خبرتهم قليلة.
وبتاريخ الـ6 من ايار الماضي ذكر المشهداني في حديث لـ”العهد”، أن “المكون السني يحتاج إلى كتلة شبابية تتمتع بالطاقة والطموح ومجموعة منظرين”، مضيفاً ان “رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لن يستطيع التفرد بالساحة السنية”.
وتابع “اننا لم نستطع تشكيل كتلة تضم الجميع منذ عام 2003 والى يومنا هذا”.
في المقابل، اكد عضو تحالف تقدم عمار العزاوي، خلال تصريح لـ”العهد”، بتاريخ (20/4/2013) أن “قيادات الجيل الاول للمكون السني لم تقدم سوى الشعارات، لافتاً الى أن اهالي المناطق السنية ملوا من هذه الشعارات التي سمعوها طوال السنين الماضية”.
واضاف، أن “هناك قوى سياسية سنية جديدة ظهرت للساحة وعملت على خدمة جماهيرها وهي تريد ان تقدم المزيد خلال الفترة المقبلة”.
ويقول القيادي في حزب وطن يزن الجبوري ان “المعارك السياسية في الوسط السني في الانتخابات المقبلة ستصل الى طحن العظام”.
وذكر الجبوري في حديثه لـ”العهد”، بتاريخ (29/4/2012) ان “رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لم تكن لديه مشكلة مع صقور صلاح الدين، بل لديه مشكلة مع مثنى السامرائي ولا يريد له التضخم”، مشيراً الى أن “الانتخابات النيابية المقبلة ستكون صعبة وستفرز منها قوى جديدة”.
من جانبه، أكد السياسي المستقل ابراهيم الدليمي، ان “السبب الحقيقي وراء الخلاف داخل المكون السني هو موضوع الزعامة”، مبينا ان “البعض من القيادات متمسك بالزعامة ويخوض فيه هذا الموضوع بأساليب غير مشروعة”.
وقال الدليمي في حديث لـ”العهد”، بتاريخ (12/8/2012) إن “الانبار وباعتراف كل السياسيين وفي كل المحافظات منبع القرار السني”.
ويرى محللون سياسيون، أن خلاف قادة ساسة سنة العراق، انعكاس لعمق الخلاف القطري- التركي مع السعودي- الإماراتي، عن طريق أدواتهم الموجودة في العراق، وما حدث مؤخراً، خير دليل على انعكاس عمق الخلاف الدولي داخل البلاد.
ويبين القيادي في تحالف تقدم احمد المساري بتاريخ (1/3/2012) في حديث لـ”العهد”، أن “التدخلات الخارجية أضرت بالمكون السني”، مشيراً الى أن “بقاء القوى السياسية المرتبطة بالخارج على الساحة سيفشل العملية السياسية”.
واشار الى أن “الاطراف الخارجية لا تعمل لمصلحة العراق بل تعمل بالأولوية لمصلحة بلادها واي خلاف فيما بينها سينعكس مباشرة على الساحة العراقية”، مبيناً أن “ضرر التدخلات الخارجية لايزال قائماً في العراق”.
يأتي هذا، فيما اكد القيادي في تحالف عزم سليم الجبوري، امس الاحد، خلال حديث لـ”العهد”، أن “الخلافات والانقسامات انطلقت مبكرا في الوسط السياسي السني وان الخلاف في منهجية عزم وتقدم ادى الى انشطار القوى السنية”، مشيراً الى أن “الحلبوسي لا يستطيع سحب البساط من القيادات السنية المخضرمة”.
واضاف أن “فصل محمد الكربولي من عزم لم يتم وسيكون هناك اجتماعا بهذا الصدد”، لافتا الى ان “نصيحتي للكربولي بعدم الازدواجية السياسية والالتزام بميثاق عزم”.
وتابع “هناك ضغوطات كبيرة على الناخبين ومحاولة ارهابهم لتغيير خياراتهم السياسية”، “مبينا ان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بنى علاقات مع تيار اسلامي في الانبار يعرف بـ(فريق الاحسان)”.
هذا وهدد القيادي في حزب تقدم النائب زياد طارق الجنابي، بنشر ملفات فساد خطيرة تخص إحدى الشخصيات السنية،  يُعتَقَد أنه يشير إلى رئيس البرلمان السابق والقيادي في تحالف عزم سليم الجبوري.
وقال الجنابي في مقابلة تلفزيونية تابعها موقع “العهد”، بتاريخ (24/6/2021) إن “30 مليون دولار دفعت في العاصمة الأردنية عمّان من اجل الحصول على منصب رئيس البرلمان العراقي”.
وأضاف أن “لديه ملفات لو تم تقديمها للقضاء لحكم على هذه الشخصية  (4 مرات مؤبد)”، مبيناً أن “إحدى هذه الملفات تثبت تآمر هذه الشخصية على العراق مع الجهات الخارجية”.
ومع انطلاق الحملات الدعاية للمرشحين، وبطريقة مختلفة غير مألوفة على العراقيين، نرى التنافس الانتخابي السني يشتعل بين تحالفي عزم برئاسة خميس الخنجر وتقدم برئاسة محمد الحلبوسي من خلال توزيعهم “لفات فلافل مع طماطم وباذنجان على المواطنين كدعاية انتخابية”.
وقدم حزب تقدم برئاسة الحلبوسي، الفلافل على المواطنين، فيما وزع تحالف عزم برئاسة الخنجر الباذنجان كدعايات انتخابية.

المصدر / العهد نيوز

اترك تعليقاً