الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / مؤتمر بغداد لدول الجوار .. قمة عراقية أم تكليف دولي لترتيبات جديدة؟
بغداد ...

مؤتمر بغداد لدول الجوار .. قمة عراقية أم تكليف دولي لترتيبات جديدة؟

السيمر / فيينا / الأربعاء 25 . 08 . 2021 —– ثلاثة عقود اضطربت فيها علاقات العراق الخارجية بعد أزمة الكويت وفرض الحصار، ثم الاحتلال الأمريكي وتحول البلاد إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، هل استيقظ العراق اليوم من أجل استقلالية قراره واستعادة دوره المحوري الرئيسي في المنطقة، أم أن الدعوة التي أطلقها الكاظمي لعقد قمة لدول الجوار ودول العالم، ما هى إلا أحد أوراق السيناريوهات الدولية في المنطقة؟.

يرمم العراق اليوم علاقاته الخارجية، وهو في ذلك يتحرك صوب دول الجوار، كونها صاحبة التأثير الأكبر على الداخل العراقي، حيث ما زالت علاقة العراق بالكويت ملتبسة ولم تناقش بمهنية، فهي مبنية على الفعل ورد الفعل، كنتاج واقع سياسي منذ فترة التسعينات”.

“علاقة العراق بمحيطه الإقليمي تحتاج إلى إعادة صياغة، تبدأ بتصحيح واقع العراق السياسي الداخلي، كي تحصل بعدها الحكومة على دعم الداخل والخارج، والكاظمي يتحرك لجعل المحيط العربي أكثر انسجاما مع نفسه ويمتلك رؤية موحدة”.

التنافس والخلافات بين دول المنطقة تؤثر بالسلب على العراق، كونه أصبح منطقة جذب للدول المتنافسة كميدان لصراعها، وذلك بسبب وضعه الهش، لذا يحاول العراق ترميم علاقات الدول مع بعضها البعض، ويريد القول إنه لا يسمح بالتصارع على أرضه”.

بداية يقول، أمين عام الحزب الطليعي الناصري العراقي، الدكتور عبد الستار الجميلي، اعتقد أن هذه القمة استعراضية وهروب إلى الأمام أكثر من أن تكون واقعية، فالحكومة التي لم تستطع أن تواجه المشكلات الداخلية وتقدم حلولا واقعية وعملية لها، كيف لها أن تساهم في حل المشكلات الإقليمية والدولية.

التعقيدات الداخلية

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، السياسة الخارجية دائما هي انعكاس للسياسة الداخلية، والعراق يعيش وضعا داخليا صعبا، حيث تتراكم المشكلات وتزداد عزلة الكتل في بغداد وأربيل وحكومتها الحالية عن معاناة الشعب العراقي، الذي يئن تحت ضغط الاستبداد والفساد لهذه الكتل، وتبعيتها التي رهنت الإرادة العراقية إقليميا ودوليا.

الأهداف العراقية

وتابع أمين الحزب الطليعي،  وبناء على ما سبق لن تكون لهذه القمة أية مردودات عملية على الأرض، سوى خسارة المزيد من الوقت في العوم خارج مجرى معاناة الشعب العراقي ومشكلاته السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية، وجميع الأطراف التي ربما ستحضر القمة تدرك حقائق الوضع العراقي الصعب والهش والهدف الاستعراضي والإعلامي من القمة، لذلك فإنها لن تأخذها على محمل الجدية والتفاعل والمصداقية في مدخلاتها ومخرجاتها.

واستطرد: كان على الحكومة العراقية أن تواجه مشكلات الشعب العراقي التي وصلت حدود الانفجار المتوقع، بدلا من مداراة الفشل بعمليات إعلامية ، والقفز على الوقائع وبيع الوعود التي لم تر النور منذ تشكيلها وإلى الآن.

وتساءل الجميلي، كيف لمن لم يرتب بيته ويحميه من الرياح واللصوص وعدوان وتموضع واحتلال الأطراف الإقليمية والدولية،أن يرتب ويحمي بيوت الآخرين؟

ترتيبات إقليمية

من جانبه قال المحلل السياسي العراقي، أياد العناز، يسعى العراق لاستعادة تأثيره العربي والإقليمي والدولي، وهذا يتم عبر تشجيع ومساندة من قبل العديد من الدول الأوربية والأقطار العربية، ضمن إطار تحديد المستقبل السياسي لمنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، ويأتي عقد مؤتمر بغداد ليكون بمثابة انطلاقة لدعم الحكومة العراقية، وتحقيق  الموازنات الميدانية في المنطقة، خاصة وأن هناك الكثير من الأزمات والأحداث التي لا زالت قائمة والمتعلقة بطبيعة الحوارات والنقاشات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا وتسارع الأحداث في المشهد الأفغاني.

فرنسا والعراق

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، تسعى فرنسا من وراء هذا المؤتمر إلى أن يكون لديها حضورا واسعا ومؤثرا في المشهد السياسي العراقي، وحدد هذا الدور في جدول زيارة الرئيس الفرنسي التي ستكون إحدى محطاتها مدينة الموصل، التي يعلم الجميع مدى الدمار الشامل الذي حل بها وتحطيم البنية التحتية لمدينة حضارية أعطت الإنسانية الكثير من العلوم والمعرفة والتاريخ المجيد .

طهران والرياض

ونوه المحلل السياسي إلى أن، أحد عناوين المؤتمرهي إعادة تكوين العلاقة مع المحيط الدولي، والانفتاح العربي للنظام الإيراني وعبر الحضور في بغداد وتحقيق اللقاءات مع بعض القادة والحكام الذين سيحضرون المؤتمر، وقد نرى لقاءا سعوديا ايرانيا مباشرا على مستوى القيادات السياسية استكمالا للمشاورات التي تمت في الأشهر الماضية بين الجانبين في بغداد.

وأكد العناز على أن، أهداف المؤتمر سياسية، ولكن المشهد العراقي والواقع الميداني يشير إلى أن الشعب العراقي بحاجة إلى أن تكون الحكومة أكثر اهتماما بالوضع الداخلي، وتحسين الأحوال المعاشية والاقتصادية والصحية والتربوية لأبناء البلاد كما هي حريصة على الحضور العربي والدولي.

وأوضح المحلل السياسي، أن هناك مخاضات كبيرة أمام الحكومة العراقية، بدأت عناوينها بالظهور بالخلافات بين السياسيين العراقيين  الأضداد حول موعد الانتخابات القادمة، والأزمات المجتمعية والأمنية في الميدان العراقي.

أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن قمة دول جوار العراق ستُعقد في 28 أغسطس/آب الجاري، موضحا أن بلاده تلقت أجوبة إيجابية من جميع الدول المدعوة، بما في ذلك روسيا.

وأشار الوزير في مقابلة مع “سبوتنيك”، إلى أن العراق قدم دعوة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بما في ذلك روسيا، التي ستشارك عبر سفيرها.

وحول مسألة مشاركة سوريا في القمة، قال حسين: “مسألة سوريا مسألة خلافية وليست معنا، لدينا علاقات جيدة ونحن لم نقطع أبدا علاقتنا الدبلوماسية مع سوريا وفي الواقع نحن أصحاب الشأن في طرح مسألة سوريا في كل المجالات، سواء على المستويات العربية أو الدولية، وندعو إلى إعادة دور سوريا في هذه المجالات، وبالتالي الأمر لا يتعلق بالموقف العراقي، لكن مسألة عودة سوريا مسألة خلافية إلى حد الآن، وأعتقد أن الإخوة السوريين يتفهمون ذلك”.

المصدر / سبوتنيك

اترك تعليقاً