الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الصدر والمرجعية – وحل الحشد

الصدر والمرجعية – وحل الحشد

السيمر / فيينا / الأثنين 04 . 10 . 2021   

الحشد مؤسسة امنية مشرعة بقانون من مجلس النواب – وهي مؤسسة منضبطة ومهمة وتدفع شهداء كل يوم لحفظ امن البلد واستقراره.
 السيد مقتدى الصدر – ومن خلال اصراره على حل الحشد وتضمين هذا المطلب في الشعار الانتخابي لكتلته السياسية – يبدو وكأنه يترجم المطالب السعودية والامريكية بأمانة تامة !
 يعتقد كثير من المحللين أن موقفه المعادي للحشد هو ثمن رضا الأمريكان والجوار السني لتحقيق حلمه برئاسة الوزراء ، وطموحاته بأن يبقى الوحيد الذي يمتلك تشكيلات عسكرية يتفوق بها على الدولة وتمكنه من فرض ارادته وقتما يشاء .
 الملاحظ أن الزعامات المهمة بالنجف الاشرف لم تبذل جهدا لضبط إندفاعات السيد الصدر – باعتباره أحد ابناءها – بل واصلت مجاملته.
– كما لم تحرك ساكنا تجاه استفزازات الياسري والزيدي
– مما جعلها تبدو للبعض غير شاعرة بخطورة تلك التحركات التي تستهدف استفزاز الحشد في ظرف لا يتحمل أي تصرفات غير مسؤولة.

 الى الآن تبدو زعامات النجف الاشرف غامضة في موقفها تجاه الحشد . وهو ما يجعلها تبتعد مسافةً عن قواعدها الجماهيرية التي تصرّ على حفظ الحشد قويا ، كي يبقى صمام الامان الوحيد في مواجهة إرهاب الداخل ، وردع المحيط الطائفي الحاقد.

 في هذا المفترق الدقيق نتتظر من كبار فقهاء النجف الأشرف وفضلاءها أن يبذلوا جهودا مضاعفة لإنضاج موقفٍ واضحٍ ومنصفٍ تجاهَ الحشدِ ، تتبناه النجف الأشرف وتنحاز فيه الى أولويات الشعب والوطن – بعيداً عن حسابات النفوذ التي تحكم بعض أصحاب القرار .

 كما أن من الضروري إنهاء مجاملتها للسيد الصدر ، بعد ان إتضحت أحلامه بالسلطة.
ينبغي الجلوس معه للتباحث والخروج بموقف موحدٍ ومسؤول يعيد للنجفِ ألَقَها ويحمي قدسيتها ، ويبعد عنها الحرج الكبير الذي تعيشه بسبب ما يصدر عن أطراف محسوبةٍ عليها – ليس في موضوعة الحشد وحدها – بل في قضايا أخرى أثارت جدلاً واسعاً
.. كالموقف من الديانة الابراهيمية التي يبشر بها البابا ، ومن خطوات التطبيع ، ومشاركة علماء بارزين في مؤتمر رعته منظمة تكفيرية بالسعودية ، ومن دعاوى الدولة المدنية …

٣ -١٠ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

اترك تعليقاً