الرئيسية / للسيمر كلمة / أنت الذي قتلتني على بوابة الخضراء

أنت الذي قتلتني على بوابة الخضراء

السيمر / فيينا / الأحد 07 . 11 . 2021  

سليم الحسني

لم يكن مطلبي خارج المألوف. وقفتُ أعزل لم أحمل سوى إرادة الإصلاح الحقيقي وصوت الحق. كان مطلبي واضحاً بكشف التزوير وإستعادة أصواتنا المسروقة. لم أطلبْ منكم حقوقي التي ضاعت، ولا الخدمات الناقصة، ولا لقمة عيشٍ لعائلتي. لم أطلب منك سوى صوتي الذي وضعته في صندوق الانتخابات، وهل هناك غير الصوت نملكه؟
كنتُ أعزل مسالماً حين خرجتُ في تظاهرات الرفض للتزوير. وكنتُ قبل ذلك مسلحاً حين خرجتُ للجهاد ضد إرهاب داعش. وفي الحالتين كان صدري هدفاً للرصاص.. أيعقل ذلك؟
أنا ابن الإصلاح الصادق الذي وقف على الشارع يهتف برفض التزوير. أنا صرخة الشعب المسروق بأبسط حقوقه. طلبي الوحيد أعيدوا حساب الأوراق بأيديكم، فهذه الماكنات مسمومة بلمسات الإمارات، ملوثة بأصابع المأجورين.
أعلم أني مستهدف ودمي مطلوب، لأني ابن الحشد. لأني الأعزل حين أعود من جبهات القتال. لأني الماضي على درب الحسين. لأني القابض بقلبي على ولاية أهل البيت. لأني الرافض لقوات الاحتلال ولعدوان آل سعود.
جاءتني الرصاصة من قريب، رأيتُ القناص بوضوح. أعرفه بملامحه وبانتمائه وببزته العسكرية المسروقة. أعرفُ مَنْ يكون، ولمن يتبع، وأعرفُ أكثر من ذلك من خطط ووجّه وأمر.
رأيتُ عين القناص، كانت عين ضبع بدوي غدّار.
رأيتُ اصبعه مرتجفاً. أصبع مأجور مثل أصابع القائمين على الصناديق.
ورأيتُ الرصاصة الغادرة، لم تكن مما أعرفه في ساحات القتال. كان عليها وشم بني سعود، تنبعثُ منها رائحة كأنها بخور نتن.
أنت يا قاتلي مكشوف الوجه والهيئة، حتى وإن حجبتَ وجهك بألف وشاح. أنت مفضوح من نظراتك وكلماتك وحركات بدنك. أنت الفتنة التي اشتراها بن سلمان وبن زايد، فصرتَ أجيرهم، وخنجرهم المسموم في ظهر الشيعة.
أتظنني أحقد عليك؟
أنت واهم أيها السلعة المبتذلة. أنا أشفق عليك. أرحمُ ضعفك وضياعك، ولو كنتُ حياً لوقفتُ أدافع عنك، وأدعو لك بالهداية والرشاد.
سامحك الله يا صانع الفتنة.

٦ تشرين الثاني ٢٠٢١

اترك تعليقاً