أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تصويب العلاقة بين المرجعية والأمة .. الدائرة الضيقة للقرار / ج3

تصويب العلاقة بين المرجعية والأمة .. الدائرة الضيقة للقرار / ج3

السيمر / فيينا / الأحد 28 . 11 . 2021 

بلغت العزلة ذروتها خلال أحداث تشرين 2019 وما نجم عنها، حتى تبنت أغلب النخب والحركات الشيعية موقفا معيناً وواضحاً ضد ذلك الحراك، بينما وقفت المؤسسات والمنابر المرتبطة بالمرجعية مؤيدةً للحراك بشكل كامل دون أن تشعر بالحرج من الربط بين موقفها هذا وموقف جهات خارجية دعمت نفس الحراك – لكن لاغراض خبيثة معادية للشيعة ومصالحهم.
– وإستمرت العزلة في التفاقم مع غياب للمواقف شبه تام إزاء أغلب الأحداث التي لحقت تشرين.
– بدورها فإن بقية الزعامات العلمية إضطُرّت إلى الصمت – إحتراما للعرف السائد – وعاشت نفس الحيرة التي عاشتها النخب الإسلامية.
 تواصل “نخبة المؤسسة المرجعية” إفتراضها أن الأمة – بنخبها – ملزمةٌ بقبول كل ما يصدر عنها والتسليم له والطاعة.
– والحال أن الزمان قد تغير عما كان عليه قبل قرنٍ.
إن إتساع الثقافات العالمية وتطور الفكر الإسلامي والإستفادة من النتاج الفكري العالمي ، قد أنتج نخبا إسلامية تعتز بعقولها ، وهي قادرة على تقديم عطاء فكري ومعرفي يستحق الإهتمام، وأداء دور فاعل في خدمة الدين إلى جانب المؤسسة الدينية.
– لكن “نخبة المؤسسة” لا زالت مصرةً على عزلهم مكتفية بعيّنةٍ قليلة ممن تطمئن إلى ولاءهم المطلق.
– وهي تعتقد أن من حقها الإحتفاظ لنفسها بالدوافع والغايات ، واتخاذها القرارات الكبرى نيابة عن الجميع.
– لقد حصل تضخّم لعنوان المرجعية العليا وجرى تحميلها دوراً يفوق طاقتها ومسؤوليتها، وإقحِمت في شؤون خارجة عن إختصاصها.
– وقد ساهمت مواقف مميزةٌ لمرجعية السيد السيستاني في تألق عنوانه ليصبح رمزا شبه أوحدٍ وطغى بذلك على العناوين الأخرى- خصوصاً الفقهاء غير المتصدين.
– ولعب الإعلام دورا في تضخيم ذلك العنوان وإبرازه ..
.. وكذا فعلت الشخصيات السياسية التي أرادت غطاءا شرعياً تؤطر به حركتها وجهة جامعة ترغم بقية الفرقاء الشيعة على التوحد .. لكن الأحزاب من خلال أداءها البائس في إدارة الدولة، وتشويه سمعتها على أيدي المنحرفين من أعضاءها، قد منحت المرجعية ذريعةً لإغلاق الباب بوجهها، تاركةً الإعلام ينهش لحم عناوين شيعية كانت بالأمس محل إفتخارٍ، مركزا على الإسلامية منها لغايات معلومة.
– بدورها فإن القوى الدولية بدت مرتاحة للتعامل مع طرف واحد يمثل السلطة الدينية مهيمناً على سواه.
– فضلاً عن سعيها لإبراز دور الزعامة النجفية السلمي، كي يسود تأثيرها على المجتمعات الشيعية بالعراق والمنطقة، مما يضعف دور المرجعية المقاومة في إيران.

٢٨-١١ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

اترك تعليقاً