السيمر / فيينا / الأحد 28 . 11 . 2021
▪️ ينبغي تشخيص الحقيقة التالية :
إن للمؤسسة الدينية أولوياتها الخاصة والنابعة من تشخيصها لتكليفها الشرعي.
١- فهي مهتمة أساسا بحفظ وجودها كمركز ديني عريق، تتمثل وظائفه ب : (نشر العلوم الإسلامية وحفظ تراث أهل البيت) و (تعليم الناس أحكام الشريعة كي يميزوا الحلال والحرام) ، و (ملئ الفراغ في موقع الزعامة الروحية بعد غيبة الإمام الثاني عشر).
٢- وظيفتها الأولى : (حفظ الدين). وهي تتحقق بحفظ (الحوزة) نفسها وإدامة حركتها العلمية وتهيئة مستلزمات بقاءها.
٣- المجتمع ، والوطن ، وشؤونه السياسية – تمثل أهميةً ثانويةً في سلم أولوياتها.
– فهي وإن قدمت للشعب دوراً إرشادياً بتعليمه أحكام الدين، والمعونات الإنسانية للضعفاء كي يستعينوا بها على معاشهم، لكنها لا ترى ذلك الدور وظيفتها الأساسية.
٤ – فهي (زعيمةٌ روحيةٌ) للأمة، وليست (قيادةً ميدانية) لها.
▪️ هذا الواقع يغفل عن فهمه كثيرون ، لذا تراهم يلحّون عليها للتدخل في قضايا المجتمع وشؤونه متصوّرين أن ذلك من واجباتها تجاههم، بينما لا تراها هي كذلك ..
.. وهم يعجزون عن فهم دوافع الزعامة في تقديم بعض الخيارات على غيرها.
.. خصوصا عند حصول التزاحم بين مصلحة الدين ومصلحة الأمة
.. فتضطر هي إلى تقديم (مصلحة الدين) وفق رؤيتها وأسلوبها في التشخيص.
▪️برزت هذه الظاهرة بشكل حاد في عصرنا ، حين إمتلكت الزعامة المرجعية صلاحيات واسعة للحركة واتخاذ القرارات ، وخضعت لأرادتها كيانات ودول … في فرصة تأريخية لا سابقة لها.
– هذه الانعطافة الكبيرة أنتجت مواقف كثيرة وأثارت جدلاً بطبيعة الحال.
– وهو أمر يستلزم إعادةَ نظرٍ في صياغة العلاقة بين الزعامة الدينية والأمة، وتطويراً لآلية صنع قرارات الزعامة الروحية.
.. ليس واقعياً أن تُتَّخذَ قراراتٌ كبرى تتعلق بها أرواح ومصائر ، وفقَ رؤيةِ أفرادٍ قلائل.
– نقدم هنا مقترحاتٍ أوليةً، تخضع للنقاش بين أصحاب الشأن :
١) إنفتاح الزعامة العليا على بقية العلماء المعاصرين لها لتكوين رؤية شاملة واسعة الطيف تصدر عنها مواقف تشاورية تراعي جميع الإعتبارات.
٢) الإنصات لآراء النخب الوطنية والفكرية في القضايا العامة، والتشاور معها ، وإشراكها في صنع القرارات المصيرية التي لها إنعكاسات أكيدة على مستوى الأمة والبلاد.
٣) إعادة النظر في سلّم الأولويات، ورفع الأمة ومصالحها وشؤونها المعاشية والسياسية إلى مرتبة أعلى.
٢٨ -١٠ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي