السيمر / فيينا / الأربعاء 15 . 12 . 2021 —— تشكل أزمة الخبز عاملاً أساسياً في التظاهرات التي تخرج في مناطق ريف دير الزور التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، ويعتبر سكان المنطقة أن الأزمة مفتعلة من قبل «سلطة الأمر الواقع» من دون أسباب واضحة، وما تسوّقه هذه السلطات من مبرّرات عن نقص الطحين وقلة مصادره غير صحيحة إذا ما تمّت مقارنة الحال مع مناطق أخرى تخضع أيضاً لسيطرة «قسد»، فبرغم وجود مشكلات في كمية الخبز ونوعه في مناطق متعدّدة، إلا أنها ليست كمناطق شرق الفرات
خفّضت «الإدارة الذاتية» حصة الطحين المخصّصة لمناطق شرق الفرات بنسبة 30 في المئة، بحسب بيان أصدره أصحاب الأفران شرق الفرات، أعلنوا من خلاله تعليق عملهم حتى تحقيق مطالبهم التي من ضمنها مطالبة «قسد» بدعمهم بالخميرة والأكياس، وتحسين نوعية المازوت المقدّمة لهم أسوة بـ«بقية الإقليم»، في إشارة منهم للمناطق التي تسيطر عليها «قسد»، فيما يتهم السكان المحليون قادة «قوات سورية الديمقراطية» المحليين بالوقوف وراء أزمة الخبز بسرقة الطحين وخفض الكميات المباعة للأفران عمداً.
التلويح بعصا «داعش»
إعادة توطين العوائل المرتبطة بتنظيم «داعش» في مناطق شرق الفرات بنقلها من مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي، مع إطلاق عناصر التنظيم من معتقلات «قسد»، تعد من الخطوات التي يمكن أن تؤدي لإعادة إنتاج التنظيم، وهذا ما يخدم فكرة تروّج لها «قسد» عبر تصريحات مسؤوليها ووسائل الإعلام التابعة لها بزعم أن خطر التنظيم لم ينته على رغم خسارته لكل المساحات الجغرافية التي يسيطر عليها، وتقول مصادر أهلية إن التظاهرات الأخيرة كانت سبباً رئيساً في قيام «قسد» بكتابة شعارات التنظيم على جدران وأبواب المحال التجارية في قرية العزبة، لتؤكد عودة «داعش» إلى المنطقة.
وتعد حجة نشاط «داعش» عبر الخلايا التابعة له واحدة من مبررات استمرار التضييق الأمني على السكان واعتقال من يعارض «قسد»، بتهم الولاء أو موالاة «داعش»، وهذا ما يجعل السكان المحليين في حال ارتياب دائم من أي تحرك لـ«قسد» والقوات الأميركية، كما أن السكان يتخوّفون أيضاً من أن تعمد «قسد» لإعادة إنتاج «داعش»، بالتالي ظهور التنظيم بشكل فعلي، لكونه سينفذ عمليات انتقام وتصفية بحق كل من عمل بصورة عسكرية أو مدنية مع «قسد» وإدارتها الذاتية. وفي كل الأحوال، تُعتبر «قسد»، ومن خلفها القوات الأميركية، المستفيد الأكبر والوحيد من عودة التنظيم، إذ ستشكل عودة «داعش» تهديداً مباشراً للسكان الرافضين لسياسات «قسد» في مناطق شرق الفرات من دير الزور، بكون التنظيم الذي يعلن بين الحين والآخر تبنيه عمليات تصفية لشخصيات يتهمها بالعمالة لـ«قسد»، وبذلك ستكون الأخيرة مرتاحة لوجود تهديد إضافي للسكان قد يشغلهم عن الثورة ضدها.