السيمر / فيينا / الثلاثاء 28 . 12 . 2021
سليم الحسني
تقول قيادات الإطار التنسيقي، إنها تلتزم بقرار المحكمة الاتحادية من أجل المصلحة العامة رغم عدم قناعتها بصحته.
بهذا الكلام تكون هذه القيادات قد وضعت أساساً خاطئاً جديداً في مسار العملية السياسية المعوّج من أصله، وهو مشروعية التزوير.
إن هؤلاء القادة يتعاملون مع حق الناخب العراقي على أنه عديم القيمة، بحيث يتصرفون به حسب رؤيتهم للمصلحة السياسية، بينما الواجب عليهم أن يكونوا الأمناء على هذا الحق، لا يفرّطون به بهذه السهولة. فالناخب ليس أجيراً يؤدي واجبه بورقة الاقتراع، إنما هو حقه الخالص الذي يريد استحصاله عملاً وموقفاً وخدمات يوفّرها له الذين صوّت لهم.
إن قادة الإطار يضعون أنفسهم أمام سؤال كبير:
ـ إذا كانت الانتخابات مزوّرة، فكيف تخونون الأمانة بالدخول في برلمان مزوّر؟
الكلام هنا لا يتعلق بالموقف من قرار المحكمة الاتحادية واحترامكم له التزاماً بالدستور كما تزعمون. إنما يدور الكلام حول مشاركتكم في مؤامرة انتخابية صُممت ونفذّت على أيدي الامريكان والامارات وممثلية الأمم المتحدة وحكومة الكاظمي. أليس هذا كلامكم؟ فما الذي يجعلكم تشتركون في برلمان صُمم بمخطط تآمري؟
ألا يعني دخولكم في هذا البرلمان أنكم تسيرون مع المخطط التخريبي الذي أرادته أمريكا وإسرائيل؟
إن الإدانة لكم تصبح أشد من خصومكم السياسيين، فأنتم تعرفون أنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية خليجية، ومع ذلك توافقون على الدخول في أجوائها والسير فيها، أي أنكم صرتم عامل إنجاح لها عن سابق معرفة وعلم.
من حقنا أن نقول لقادة الإطار التنسيقي:
إن من يقبل بالتزوير ونتائجه، ويشارك في برلمان مصطنع، يجب عليه أن يصمت عن الاعتراض ويبتعد عن كلام القيم والمبادئ وشعارات المصلحة العامة وغير ذلك.
ليس مسموحاً لكم الشكوى بعد الآن.
ليس مسموحاً لكم التذمر والاتهام بعد اليوم.
أنتم العامل الداعم للتزوير ومصادرة حقوق الذين وثقوا بكم. اقنعوا بضعفكم وكفاكم تصريحات.
أخشى أن يأتي عليكم يوم (تحترمون) فيه قرار حلّ الحشد الشعبي.
بصراحة لا أستبعد ذلك.
٢٨ كانون الأول ٢٠٢١