هواري بومدين كما يراه لخضر بن طوبال

السيمر / فيينا / الأربعاء 29 . 12 . 2021  

معمر حبار* /  الجزائر

أنا الآن في صفحة 263 من قراءتي لكتاب: “LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”[1]. وقرأت لأستاذ جزائري، وهو يعقّب على مذكرات لخضر بن طوب1، وممّا قاله: 

ذكر لخضر بن طوبال اسم هواري بومدين مرّة واحدة فقط في مذكراته، واستنتج منها أنّ بومدين لم يشارك في الثورة؟ !.

نقل الحادثة التي ذكرها لخضر بن طوبال، بشأن رفض هواري بومدين تحويل البيت الذي احتضن مؤتمر الصومام سنة 1956، إلى متحف وطني. وعليه، يتدخلّ القارئ المتتبّع:

أوّلا: فعلا، ذكر لخضر بن طوبال اسم هواري بومدين رحة الله عليه، مرّة واحدة فقط في الكتاب، وبالضّبط في صفحة 148.

لايحقّ أن يسأل صاحب المذكرات لماذا ذكرت فلانا عدّة مرّات؟ ولماذا ذكرت فلانا مرّة واحدة؟.

رجع القارئ المتتبّع لفهرس الأعلام يتصفّحه عبر صفحات 289-396، فوجد أنّ لخضر بن طوبال ذكر 242 شخصية مرّة واحدة فقط.

كان لخضر بن طوبال في منطقة جغرافية صغيرة من الشرق الجزائري، وكان هواري بومدين في الغرب الجزائري، والجزائر قارّة من حيث المساحة.

يقرّ لخضر بن طوبال أنّه لم يعرف قادته العسكريين إلاّ بعد مدّة، ولم يعرف أسماءهم الحقيقية إلاّ بعد استشهادهم، رحمة الله ورضوان الله عليهم.  

في نفس الكتاب، يقرّ لخضر بن طوبال أنّه لم يعرف عبان رمضان رحمة الله عليه حين التقى به لأوّل مرّة سنة 1955. وعاتبه قائلا: أين كنتم منذ تفجير الثورة؟ وحين ذكر اسمه قال عنه: “المسمى عبان”، “un certain Abane Ramdane“ ونقل عن الشهيد زيغود يوسف رحمة الله، قوله: لاأعرف عبان.[2]

ثانيا:  فيما يخصّ رفض هواري بومدين تحويل البيت الذي احتضن مؤتمر الصومام، حين كان رئيسا للجزائر، يجيب القارئ المتتبّع:

كان هواري بومدين من الرافضين لمؤتمر الصومام[3]، ونتائجه، ولاتفاقية إيفيان. وعادي جدّا أن يرفض تحويل البيت إلى متحف وطني. 

رفض هواري بومدين لمؤتمر الصومام، نابع من كون المؤتمر ضمّ أطرافا لم تشارك في تفجير الثورة الجزائرية عشية اندلاعها يوم 1 نوفمبر 1954، واعتبر ذلك من الخيانة[4].

ظلّ بومدين وفيا لمبادئه المتمثّلة في رفضه لمؤتمر الصومام، ولذلك رفض -في تقديري- تحويل البيت الذي احتض مؤتمر الصومام إلى متحف وطني.

من حقّ المتتبّع أن ينتقد هواري بومدين في هذه النقطة بالذات، ويعاتبه: لماذا لم توافق على أن يتحوّل البيت الذي ضمّ مؤتمر الصومام إلى متحف وطني، ولو كنت معارضا للأطراف التي شهدت المؤتمر، ولنتائجه التي لم تقرّها، وحاربتها فيما بعد؟

ذكر لخضر بن طوبال الحادثة دون تعليق، ودون أن يبدى رفضا أو قبولا، وترك    الاستتاج للقارىء.

رحم الله لخضر بن طوبال، وهواري بومدين، وعبان رمضان، وقادة الثورة الجزائرية، وجنود الثورة الجزائرية، وأسيادنا الشهداء.