السيمر / فيينا / الثلاثاء 04 . 01 . 2022
سليم الحسني
كان السيد حسن نصر الله في كل كلمة من خطابه عن الشهيدين (سليماني والمهندس) يصعد مرتبة أعلى في الصراحة والشجاعة. لقد أمسك بالكلام فصيّره محكمة حق، وجلس رجال السياسة في العراق في زاوية الإدانة تنطق عيونهم بالخضوع لأمريكا والخوف منها.
في خطابه وجدنا أنفسنا مجبرين على المقارنة بينه وبين الآخرين.. بين عمامته وعمائم الآخرين.
تحدّث السيد ببيانه المشهود، بيان القائد ولسان البطل ونبرة المقاتل الحرّ الغيور على عقيدته، الحريص على مسؤوليته، الثابت على خطه.
كان خطابه محاكمة للضمائر. فتمايز على كلماته الخائف من الشجاع.. التابع لأمريكا من الرافض لسياستها وطغيانها.
كان خطابه إدانة موثّقة بالحقيقة على سوء حكومتنا، على ضعف سياسيينا، على الصمت الخائف عند قيادتنا.
جعلنا نشعر بالخجل مما نحن فيه. نعيش الحرج مع أنفسنا لأننا نعرف ذلك وندركه في أعماقنا، لكننا لا نملك جرأة الكلام والنقد والتصريح.
كنتَ يا سيد المقاومة كما عرفناك، تضع الحق أمامك فتخرج الكلمات حادة الحروف، واضحة المعاني. وتمسك الإرادة بيدك فتُعطي الفكرة الصريحة عارية كما هي لا حرز عليها ولا غلاف.
جعلتّنا يا سيد الشجعان نشعل من الحسرات ناراً تذيب القلوب، على هذا العراق الذي كان مصنع القادة السياسيين والدينين، فإذا به يتحول الى أرض جرداء قاحلة، يسكتُ فيه مَنْ تحتاج الأمة الى كلمته.
لم يكن هذا واقعنا. لم يكن رجال العراق هكذا. لم تكن النجف الأشرف كهذه التي تراها يا سيد، وانت ابنها وحامل رايتها ونتاج تشيعها الأصيل. لم يكن الحال بائساً مُحبِطاً كالذي تراه ونراه، لكن غيمة مرت على سمائه، كانت ملوثة بوباء الشيطان، فأصابت مواقع القيادة بعجز في اللسان والضمير.
لدينا رجاء منك يا حامل الراية العالية، أن تعلّم قادتنا درس الإرادة.
٣ كانون الثاني ٢٠٢٢