السيمر / فيينا / الأحد 20 . 03 . 2022 —– ما مدى تأثر المنطقة العربية بالأزمة الأوكرانية و تبعاتها ؟ و كيف نتعلم مما حدث ونتعامل مع معطيات المستقبل ؟ أسئلة تطرح نفسها حاليا خاصة مع ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، فهناك دول عربية ستتأثر بشكل سلبي خاصة الدولة المستوردة للنفط بينما سيكون التأثير ربما إيجابى على الدول المصدرة للنفط فى المنطقة العربية .
درس الحرب الروسية – الأوكرانية
و يرى المحللون أن المنطقة العربية يجب أن تتعلم من درس الحرب الروسية على أوكرانيا، فالقوي فى هذا العالم لا يجرؤ أحد على سرقة عشائه ، و لهذا فإن عودة فكرة الرئيس عبدالفتاح السيسي التى سبق أن طرحها منذ حوالى ستة سنوات بأهمية تكوين جيش عربي موحد أصبحت أمرا ملحا، ومن الصعب حاليا التكهن بالمدى الزمني الذي ستستمر فيه الحرب فى أوكرانيا وهل ستخرج روسيا منتصرة بشكل شامل أم ستكون أوكرانيا فخ نصبه الغرب لبوتين لاستنزافه ، و لكن الأزمة الأوكرانية أثبتت أن ضمان الحماية الأمريكية خطأ كبير، فرئيس أوكرانيا تصور خطأ أن الغرب وواشنطن سيحموه واستمر فى استفزاز روسيا .و لكن أمريكا التى تعيش حالة من الانقسام الحاد و الانكفاء على مشاكلها الداخلية لم تعد راغبة فى الدخول فى صدامات عسكرية بسبب أزمات لا تؤثر بشكل مباشر وقوي على أمنها القومي، وبالتالى فنحن نعيش تدشين مرحلة الأقطاب المتعددة و ستستمر لعبة عض الأصابع بين النسر أو العقاب الأصلع الأمريكي إلى الدب الروسي و التنين الصيني مرحلة ليست بالطويلة قبل أن يمر العالم بمرحلة غروب الشمس الأمريكية و انتهاء عصر القطب الواحد الذي لم يستمر إلا لسنوات لا تتعدى الأربعين عاما، و بدأ عصر جديد.
تأثير الحرب الروسية – الأوكرانية على المنطقة العربية
و المنطقة العربية ستتأثر بالتأكيد بكل تلك التغيرات الدولية، و هناك دول عربية مثل مصر التى تستورد حوالى عشرة ملايين من الأطنان من القمح الروسي و الأوكراني إلا أنها لن تتأثر على المدى القصير نظرا لوجود احتياطي يكفي حتى نهاية العام الحالى من القمح كما أن هناك مساحات أكبر يتم فيها زراعة القمح فى مصر، و كذلك سيتأثر القطاع السياحي حيث سيقل عدد السائحين من روسيا و أوكرانيا ، بجانب ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب و هو ما سيكون له تأثيره ليس فقط على مصر و لكن على دول عربية أخرى ، كل تلك التأثيرات بجانب محاولة مصر مثل العديد من الدول العربية و الأجنبية إعادة رعاياها من أوكرانيا فهناك حوالي 6000 مواطن مصري مقيمين في أوكرانيا منهم 4000 طالب بنسبة 65% من إجمالي الجالية المصرية فى أوكرانيا.و قد وجَّه وزير الخارجية سامح شكري على الفور سفير مصر في كييف باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيلاء المواطن المصري الرعاية التامة، وتقديم كافة أوجه الدعم له بالشكل المُناسب وبصورة عاجلة، في ضوء الوضع المتأزم حاليًا في عموم الأراضي الأوكرانية.كما وجَّه شكري بمواصلة السفارة في كييف لجهودها المستمرة على مدار الساعة في تقديم الدعم اللازم لكافة المواطنين المصريين المُقيمين في أوكرانيا، فضلًا عن مواصلة التنسيق الوثيق مع سفاراتنا في دول الجوار الأوكراني، والتي أثمرت بالفعل عن مرور العديد من المواطنين المصريين للحدود الأوكرانية باتجاه تلك الدول.
ولأن المنطقة العربية ليست كيانا اقتصاديا واحدا، فإن التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا سوف تختلف من دولة إلى أخرى، حسب المعطيات التي أسفرت عنها الحرب على الصعيد العالمي، في المؤشرات الاقتصادية المختلفة.
حجم التجارة بين الدول العربية وروسيا
حسب الأرقام المنشورة، فإن حجم التبادل التجاري للدول العربية مع روسيا في الفترة من 2019 إلى 2021 يراوح بين 18 و21 مليار دولار، ولكن ثمة علاقات أخرى تشمل الاستثمار بين الطرفين. ويُعدّ القمح وحديد التسليح أهم سلعتين تستوردهما الدول العربية من روسيا وأوكرانيا، بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى.
المصدر / بوابة الاهرام