السيمر / فيينا / الاحد 21 . 08 . 2022
سليم الحسني
ضربك البؤس ضربته القاسية، فانقلبت بغداد من عاصمة دولة الى شيء غير مفهوم. خراف وقصابون وباعة متجولون في مقر السلطة التشريعية. أرصفة الأسواق الشعبية انتقلت الى البرلمان. هل تعرف معنى هذا؟ هذا يعني أن الدولة اُصيبت بالجذام.
لم يقتحم التيار الصدري قصرك الحكومي، أتدري لماذا؟ إنها إشارة صريحة بأنك موظف عنده، وقد أرادوا أن يعلنوا للجميع هذه الحقيقة رسمياً. فالوضع العراقي صار تصادماً مكشوفاً. وبحسابات الساحة العراقية فان التيار أحسن الإعلان وأجاده بأنك موظفه في القصر الحكومي. فهو بذلك يختصر المسافات ويقطع الظنون بتحدي خصومه قائلاً: هذا رئيس الوزراء لا يجرؤ على فعل شيء. بتغريدة نطرحه أرضاً، وبتغريدة نعيده الى كرسيه.
لقد جنيتَ على نفسك. مزقت ثيابك بيديك، فصرت مكشوفاً بلا ستر.
لا تدري كم يبلغ حزني عليك. هو ثقيل مثل الجبال حين أراك ضائعاً في كرسيك. هو خفيف مثل الضباب حين انظر الى دمعة طفل جائع.
انت لا تعرف ماذا صنعت، ولا أظنك ستعرف ذات يوم. لقد صرتَ سرداً بائساً في صفحة التاريخ، بعد أن كانت أمامك فرصة الحصول على ثناء التاريخ وتقديره.
كان فريقك الذي اخترته بنفسك، بوابتك نحو الانتكاسة. صيّروك مفتاحاً لخزائنهم، جعلوك بصمة إبهام على أوراقهم. وكنتَ ترى وتغمض عينيك، وكنتَ تسمع وتسدّ أذنيك، حتى وصل حال الدولة الى ما تحت الخراب.
ستدافع عن نفسك بأرقام وانجازات مسطّرة في دواوين الدولة. هذا أمر بسيط يفعله كل حاكم منذ عصور موغلة في القدم وحتى الآن. لكن السجل الحقيقي للانجاز يكون على وجوه الناس وتقييمهم.
هل لديكم فرصة وأنت بهذا الوضع الحرج؟
جوابي: لا تضيع الفرصة على رجل مسؤول إذا امتلك إرادة الفعل الشجاع والرأي السديد.
٢١ آب ٢٠٢٢
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات