السيمر / فيينا / الجمعة 02 . 09 . 2022
سليم الحسني
على نهج الحسين عليه السلام تكون الرؤية واضحة، وعليك الاختيار. الحق من هنا، ومن هناك الباطل.
حين تسلك طريق الحسين، لا تحتاج الى إعلان. لستَ بحاجة الى لافتات وشعارات. سيراك الجميع حين تقطع خطوتك الأولى على دربه، وسيتبعك أنصار الحسين. أما ترى السائرين على طريق كربلاء يقطعون المسافات في ظلمة الليل فلا يتيهون؟ إنما يسقط في التيه من يريد الحسين بضاعة.
طوال الوقت يقرأ التاريخ علينا تجاربه، يحدّثنا عن أشخاص نسجوا رايات بخيوط مسروقة، خطّوا عليها اسم الحسين بطلاء مغشوش. كتبوا أوراقهم بحبر مسموم. وراحوا يصرخون بين الزوّار هذا طريق الحسين. تبعهم البعض فضاعوا في الصحراء.
يقرأ علينا التاريخ حكايات أشخاص، نطقوا الحق بأعمالهم، وهتفوا لدرب الحسين بقلوبهم، ومضوا نحو كربلاء صامتين يقطعون أطول المسافات، فطويت لهم الأرض وبلغوا قبة الحسين في ساعة.
يرى الصادقون درب الحسين مضيئاً. أنوار تشع بلا أعمدة ولا مصابيح. نور ينبعث من التراب. أقمار تنير الخطوات. نسمة رقيقة بأطيب عطر تلامس وجوههم، فيزدادون قوة يواصلون الطريق. هكذا يقول التاريخ.
ويقول أيضاً: يتبع المُبطلون علامات عالية. تجذبهم الشعارات الضخمة. تسحرهم الكلمات الملونة. فتراهم يتدافعون منطلقين بعيون تحدّق في الأضواء والحروف لكنهم لا يصلون. لقد أغمضوا القلب فتاهوا.
حين تتّبع غيرك ليدلك على درب الحسين، فاعلمْ أنك لن تصل ابداً. لا يحتاج الطريق الى كربلاء دليلاً.
إذا طال بك المسير، فتيقن أنت ضائع في الصحراء. وتأكد أن الأصوات الضاجّة من حولك هي صراخ التائهين.
واضح درب الحسين. شمس ساطعة، ونسائم خير ورحمة. ثورة متأججة وهدف شاخص. لا يخطئ السائر الى الحسين هدفه. لا تخطئ الرمية مقصدها.
أنت إنْ أغمضتَ عينيك ونبض قلبك بحب الحسين صدقاً، تطوف بعد لحظات بضريحه الطاهر.
هل أخطأت اختيارك؟
عدْ الى الحسين صادقاً، فنجاتك فيه.
١ أيلول ٢٠٢٢