السيمر / فيينا / السبت 08 . 10 . 2022
الأداء المميز لبعض النواب “المستقلين” في كشف ملفات الفساد الكبرى وسرقات هذه الحكومة البائسة ينبغي أن يسبب حرجاً للاحزاب الإسلامية العريقة ويحفّزها على تحسين أداء نوابها. وهو يثير تساؤلاتٍ مشروعةً لدى جمهورها :
– كيف نجح نواب منفردون في كشف هذه الملفات وفضحها بجرأة دون خوف من تنكيل الفاسدين الكبار؟
.. بينما نواب الأحزاب أضعف أداءً – رغم القوة التي تمتلكها كياناتهم واذرعها الممتدة في مؤسسات الدولة ؟
— التقصير واضح أيها الأخوة، وهو للأسف يعزز تهمة التواطؤ التي تُرمَى بها الأحزاب الإسلامية ، وأن تهاونها في فضح ملفات الفساد الكبيرة هو نتيجة تبادل المنفعة والتغطية المتناوبة.
— وهذه المسألة يجب الإلتفاتُ إليها ومعالجتها – إن لم يكن لأجل الشعب وخشيةً من الله – فمن أجل سمعة كياناتهم ، والتي تم ترميمها بصعوبة بعد الهجمات الإعلامية الشرسة التي شُنت عليها (والتي لم تأتِ من فراغٍ مطلق – وإن إحتوت على كمّ كبير من الإفتراء والدسّ).
— هذا الترميم لسمعةِ الكيانات الإسلامية ربما يمثل الفائدة الوحيدة التي حصلت من تشرين وانتقال الإسلاميين الى دكة المعارضة، وهو ما خفّف حدّة الهجمات التسقيطية ضدهم – بل نقلهم من وضع الدفاع الى الهجوم بفضل الأداء الفاشل للحكومة التشرينية.
— كما قدم لهم فرصة ذهبية لمراجعة الذات، وإجراء قدرٍ من التصحيح ..
.. ولا زال أمامهم درب طويل من الإصلاح والمراجعة ينبغي إجتيازه بجدٍّ وإخلاص، للتكفير عن سلسلة طويلة من الآثام والأخطاء.
— عليهم في المرحلة المقبلة الإلتفات لخطورة خذلان جمهورهم مجددا ، وإلا سيتراجع عن دعمه لهم وسيندم على منحهم الفرصة الأخيرة.
٣ -١٠ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي