الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / غياب سوريا عن القمة العربية، الأسوأ في التاريخ العربي الحديث

غياب سوريا عن القمة العربية، الأسوأ في التاريخ العربي الحديث

السيمر / فيينا / الثلاثاء 01 . 11 . 2022 —— انطلقت اعمال القمة العربية في الجزائر، بعد تأجيلها لثلاث مرات بشعار واسع وعريض، “لم الشمل العربي ومواجهة التحديات الأمنية والغذائية الراهنة”، الا ان هذه القمة تأتي كما سابقاتها، في ظل تشرذم وحروب وازمات اقتصادية تشهدها المنطقة العربية بالإضافة الى القاسم المشترك مع ما سبقها من قمم، هو غياب سوريا عنها.

غياب سوريا عن القمة العربية، يظهر بحسب الخبراء السياسيين السوريين عدم التوافق العربي العربي، حيث اكد أسامة دنورة الخبير الاستراتيجي ان ” شعار “قمة لم الشمل” لم يتحقق بصورته المأمولة من الشعب العربي الذي ينتظر تحقيق الحد الادنى من التضامن العربي في ظل ظروف هي الأسوأ في التاريخ العربي الحديث”.

وتابع دنورة، ” غياب دولة محورية عربياً كسورية عن اعمال القمة لا يمكن النظر اليه الا على انه غياب للتضامن العربي الفعلي واستمرار الحاجة الماسة لتنقية الاجواء العربية، وهو ما يعني ايضاً أن اي توافق يمكن ان تحققه القمة سيكون أقرب الى توافق لغوي على صياغة المقررات بطريقة ترضي جميع الاطراف اكثر من ان يكون تفاهماً سياسياً فعلياً او استعادة للحد الادنى من لتضامن العربي، وهذا بدوره يعني عملياً ان الشروخ والندوب التي احدثتها حقبة الربيع الدموي العربي لم تجد طريقها للشفاء.”

وأضاف دنورة ” يبدو الامر واضحاً في اي من مفاصل العمل العربي المشترك والقضايا العربية المصيرية، وعلى سبيل المثال ان يطرح شعار مفاده ان القمة هي “قمة فلسطين” في ظل غياب دولة المواجهة العربية الوحيدة عن اعمال القمة، فهذا يعني أن قضية فلسطين مغيبة فعلياً عن المعالجة العميقة، وان ما سيصدر بخصوصها لن يجد الحامل السياسي والجيوبوليتيكي المناسب، وسيشهد بالتالي نفس مصير البيانات والاعلانات السابقة التي لم تتجاوز التصريحات.”

وأوضح دنورة الخبير الاستراتيجي ان ” تغييب سورية يعني تهرباً بصورة غير مباشرة من المناقشة الفعلية والإجرائية لبعض من أخطر الملفات المطروحة على الساحة العربية، فكل من ملفات الاحتلال التركي والامريكي لأجزاء من سورية والعراق، وملف مكافحة الارهاب، فضلاً عن ملف التصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الاراضي السورية، واستمرار العدو في احتلال الجولان، وملف اللاجئين، يكون قد تم تجاهلها جميعها و”إراحة الرأس الرسمي العربي” (الذي يحب ان يبقى خفيفاً) من ثقلها” .

ورأى حسام طالب الباحث السياسي انه ” لا يمكن أن يتحقق عنوان القمة العربية بالجزائر ” لم الشمل ” بغياب سورية عن القمة لأن سورية مفتاح لم الشمل والعودة بالجامعة إلى دورها، لكن للأسف حتى الآن لازالت بعض الدول تلعب دور المعرقل في تحقيق تفاهم عربي وتسعى لإفشال قمة الجزائر التي لها عنوانان ” لم الشمل ” وقمة ” فلسطين ” واعتبر طالب ان “غياب سورية يعني غياب فلسطين ببعدها المقاوم والنضالي في وجه الاحتلال، فكل محاولات بعض الأنظمة العربية تطبيع العلاقات مع الكيان ودمجه بالمنطقة فشلت ولم يقم الكيان بحفظ ماء وجه هذه الأنظمة ووقف اعتداءاته على الفلسطينيين لذلك تسعى هذه الأنظمة العربية لإفشال قمة فلسطين والاستمرار بعدم مشاركة سورية التي هي رأس حربة في مواجهة العدو “. وأضاف حسام طالب الباحث السياسي ان ” مشاركة سورية يعني إدانة العدوان عليها سواءً الاحتلال والإرهاب والقصف الإسرائيلي وفي هذه الحالة ستدين بعض الأنظمة نفسها لأنها شريكة بالعدوان على سورية وفلسطين”.

يشار إلى أن قمة الجامعة العربية 31 تنعقد في الجزائر تحت عنوان “لم الشمل”، وكانت سوريا أعلنت عن رغبتها في عدم طرح مسألة إعادتها لمقعدها في الجامعة العربية خلال قمة الجزائر المرتقبة. وأكد وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لنظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، خلال اتصال هاتفي في أيلول الفائت، عدم رغبة بلاده في طرح موضوع استئناف عضوية دمشق في الجامعة العربية، خلال القمة العربية.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً