السيمر / فيينا / السبت 05 . 11 . 2022 —— رد الشعب الايراني امس الجمعة، وبشكل عملي وحازم لا لبس فيه، على تهديدات الرئيس الامريكي جو بايدن، وعلى الجهات التي تقف وراء اعمال الشغب التي تشهدها ايران، عبر خروج نحو 10 ملايين مواطن ايراني في 900 مدينة في مختلف انحاء ايران، في مسيرات استثنائية غير مسبوقة، في ذكرى اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي.
اعترف الرئيس الامريكي جو بايدن، وامام العالم اجمع، ان امريكا هي التي تقف وراء اعمال الشغب التي تشهدها ايران، الامر الذي أثبت للمرة الالف، مدى صوابية مقولة “امريكا الشيطان الاكبر”، التي اطلقها الامام الخميني (رض)، قبل اكثر من اربعة عقود، وهي المقولة التي يرددها الشعب الايراني في كل مناسباته الوطنية، فها هو الرئيس الامريكي جو بايدن، يقول علنا و في تجمع انتخابي: “لا تقلقوا، سنحرر إيران”!!.
اللافت انه وقبل ان ترد ايران على كلام بايدن، الذي فضح تورط ادارته في اعمال الشغب في ايران، حاولت هذه الادارة التنصل من كلام رئيسها، حيث قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الاميركي جون كيربي ان قول بايدن بان اميركا ستحرر ايران ” كان تعبيرا عن تضامنه مع المحتجين في إيران ولا يشير الى نهج جديد.. وان الولايات المتحدة ليس لديها مؤشرات على أن النظام الإيراني على وشك التغيير”!.
اما الرد الايراني على هلوسة بايدن فجاء بعد ساعات على لسان الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، في الخطاب الذي القاه امام المشاركين في مسيرة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار في طهران، حيث قال:” قبل عدة ساعات علمت أن الرئيس الاميركي القى خطابا زعم فيه أنه يريد تحرير ايران، الا اني اقول له يا سيادة الرئيس ان ايران تحررت قبل 43 عاما وقررت أن لا تصبح أسيرة لديك، وانها لن تصبح البقرة الحلوب لك أبدا”.
عبارة “التحرير” في القاموس الامريكي، معروفة للقاصي والداني، بفضل الكوارث، التي نزلت بشعوب العالم وفي مقدمتها شعوب افغانستان والصومال والعراق وليبيا وسوريا واليمن و..، بسبب تطبيقات “التحرير الامريكي”، وبسبب “ابطال هذا التحرير”، المتمثلين بالجيش الامريكي والعصابات التكفيرية وعلى راسها عصابة “داعش“.
لقد فات الرئيس الامريكي، ان ايران التي يريد “تحريرها” على الطريقة الافغانية والعراقية والسورية و..، هي التي افشلت مخططات بلاده للهيمنة على هذه البلدان، وتقسيمها ونهب ثرواتها وتشتيت شعوبها، ونشر الخراب والدمار فيها، عبر مد يد المساعدة لها للحفاظ على سيادتها وجغرافيتها ووحدة اراضيها.
يبدو ان ثقة بايدن بالمجاميع المدفوعة الاجر، وبعض المغرر بهم في ايران، كبيرة، لاعادة سيناريو”التحرير” الدموي فيها، بعد ان فقد ثقته بقوته العسكرية وبحظره لمواجهة ايران واخضاعها، متناسيا ان الشعب الايراني، هو جار لبلدين ارادت امريكا “تحرير” شعبيهما على طريقتها الخاصة، هما افغانستان والعراق، وان الشعب الايراني على دراية كاملة بالويلات التي نزلت بهما، لذلك هم ادرى من الجميع بخبث وخداع ونفاق واجرام وارهاب امريكا، وما خروج الملايين من الايرانيين يوم امس الجمعة الى الشوارع في اكثر من 900 مدينة، للتنديد بـ”الشيطان الاكبر”، الا دليلا على وعي وذكاء وحكمة وفطنة هذا الشعب.
رغم ان “اسقاط الجمهورية الاسلامية في ايران” هو “حلم” لم يراود فقط رؤساء امريكا السابقين، ككارتر وريغان وبوش الاب وبوش الابن وكلنتون وترامب واليوم بايدن، فحسب ، بل جندوا كل امكانيات امريكا وعملائها في المنطقة من اجل تحقيقه، الا ان ما يميز بايدن عن سابقيه هو انه يكشف بسبب خرفه، ما يدور في الغرف المظلمة لاجهزة مخابراته، ولكن ما يتقاسمه بايدن مع سابقيه، هو انه سيأخذ حلم “اسقاط الجمهورية الاسلامية في ايران”، معه، كما فعل سابقوه، لدى خروجهم من البيت البيض، ليُقبر معه فيما بعد.
المصدر / العالم