السيمر / فيينا / الأثنين 14 . 11 . 2022
* رواء الجصاني
صدر عن مركز الجواهري الثقافي، قبل ايام، ووزع في بغداد وبــراغ، كراس/ كتيب اوجز، ووثق خلاصات عن الاستذكار الوطني والثقاقي للسنوية الخامسة والعشرين لرحيل الجواهري الخالد، التي صادفت بتاريخ 2022.7.27 .. ومن جملة ما احتواه الكراس وقفاتٌ عند ابرز الفعاليات والكتابات، والاصدارات، وغيرها. وجاء في المقدمة:
“… إذا ما كانت ملحمة – اسطورة كلكامش، السومرية الغارقة في العراقة، وحتى اربعة – خمسة الاف عام، قد تحدثت عن الخلود والموت، ذلكم هو الجواهري يجسد الامر حداثياً، وواقعياً، فراح يَخلـدُ، بعد إن رحلَ، عبر فضاءات الفكر والشعر والابداع.. أما هو الذي صدحَ – ويصدحُ شعره – كل يوم في قلوب وأذهان المتنورين، العارفين دروبهم ومسالك حياتهم ؟!”… ” الم تبرح الاطاريح الاكاديمية، فضلا عن الدراسات والكتابات، والفعاليــات الثقافية والفكرية تترى للغـور في عوالم شاعر الامتين، ومنجزه الثري؟!. اما الظلاميون، ومن يحابيهم، فلا عتاب عليهم، ولا شكوى منهم، فلهم كل الحق في ما يفعلون، فالضدان لا يجتمعان: تنويـر ومواقف شاعر خالد، ودواكـن الافكار والمفاهيم”..
ثم تلا المقدمة نداء مركز الجواهري بالمناسبة تحت عنوان”استذكـار الجواهري، تبــاهٍ بالشعر والوطن والتنوير” لتتبعه خلاصات عن حياة ومواقف الشاعر الخالد طوال “ثمانية عقود من الشعروالفكـــر والصحافة والسياسة” وبعدها توثيق كتبه د. عدنان الاعسم عن “بعض فعاليات الاستذكار الوطني، والثقافي، لسنوية رحيل الجواهــري الخامسة والعشرين” شملت محطات موجزة ومنها برامج تلفزيونية وندوات وكتابات واستذكارات ومقالات لمثقفين واعلاميين من عارفي تمّيز ارث وتراث الجواهري، وطنيا وفكرا وشعرا..
** طابع تذكاري ومهرجان واحتفالية وندوات وكتابات
ومن الفعاليات الابرز التي حفل بها الاستذكار مهرجان نظمه في مقره: الاتحاد العام للكتاب والادباء بتاريخ 2022.7.26 ومن بين فقراته تحايا ومداخلات ومعرض للصور، وآخر للكتب وندوة بالمناسبة. اعقبته في اليوم التالي 2022.7.27 فعالية وزارة الثقافة على مسرح الرشيد ببغداد شهدت توزيع طبعة جديدة من مؤلف الجواهري، المهم، الموسوم بـ ” ذكرياتي” ذي الجزأين، الصادر في دمشق عامي 1989 و 1990 ومداخلات وفيلم قصير، وفعاليات اخرى، علما بانه سبق للوزارة ان نشرت العام الماضي طبعة جديدة، وكاملة من ديوانه بستة اجزاء… الى جانب استذكارية “بيت المدى” بتاريخ 2022.7.28 وكذلك ندوة المقهى الثقافي في لندن كما شمل التوثيق الاشارة الى اصدار مؤسسة البريد العراقية طابع تذكاري حمل صورة الجواهري، وتأرخة لمناسبة السنوية الخامسة والعشرين لرحيله..
** بيت الجواهري: متحف ومركز ثقافي
اما مسك الختام لتلكم الفعاليات الاستذكارية الوطنية والثقافية فكان قيام رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بافتتاح “بيت الجواهري” رسميا، بتاريخ 2022.8.13 والذي انجزت “امانة بغداد” بفترة قياسية اكماله وتأهيله، بمشاركة الامانة العامة لمجلس الوزراء، وممثليها، لينطلق نواة مركزٍ ثقافي ومتحف يضم مقتنيات عديدة للجواهري الخالد، واصداراته، واكثر من مئـة صورة، وصورة له، يعود تاريخ بعضها لنحو مئة عام، وجمعا عديدا من الكتب، واطروحات الدكتوراه، ورسائل الماجستير، وغيرها عن شاعر الامتين.. وقد تعزز ذلك المنجز بقيام الامانة – امانة العاصمة – باطلاق اسم “الجواهري” على الشارع الرئيس الذي يوصل الى بيته – متحفه، القائم في منطقة القادسية، ببغداد..
** رسائل شكر لشخصيات رسمية، وثقافية
هذا وقد ضم الكراس ايضا متابعة لرسالة مشتركة الى دولة رئيس الوزراء العراقي، الاستاذ مصطفى الكاظمي، اعرب فيها كل من د. كفاح الجواهري، ممثلا عن عائلة الشاعر الخالد، ورواء الجصاني، رئيس مركز الجواهري للثقافة والتوثيق، عن بالغ التقدير لمبادرته المتميزة باعتبار الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل شاعر العراق والعرب الأكبر إلى الخلود مناسبة وطنية لاستذكاره.. كما تم توجيه رسائل شكر وتقدير مشابهة اخرى لمعالي وزير الثقافة، حسن ناظم، ولمعالي امين بغداد عمار موسى كاظم، وكذلك للذوات الافاضل، مع حفظ الالقاب والمكانات: المهندسة المعمارية شذى العامري، ومستشار رئيس الحكومة، صباح عبد اللطيف مشتت، ومديرعام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، عارف الساعدي، وعلي الفواز، رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب، وعمر السراي، امين عام الاتحاد، والمدير العام لشركة البريد، ادريس خالد عبد الرحمن ورئيس شبكة الاعلام العراقية، نبيل جاسم، ونائبه صادق الصحن، ونوفل ابو رغيف، الوكيل الاقدم لوزير الثقافة، ومحمد الربيعي مدير عام العلاقات في امانة بغداد، ومعاونه، عبد المنعم العيساوي، وممثل مركز الجواهري في بغداد، ظافر الجناحي..
** مشاركات وكتابات مميزة
ومن مواضيع الكراس / الكتيب الذي نعرض له، توثيق لمشاركات مهمة: قصائد ومقالات ومداخلات، وغيرها، وخاصة في فعاليات اتحاد الادباء والكتاب واحتفائية وزارة الثقافة واستذكارية “بيت المدى” و ندوة المقهى الثقافي في لندن.. ونشر العديد من الصحف ومواقع الاعلام العراقية والعربية، مقالات وبحوثا وكتابات تناولت شؤونا ومحطات عن الشاعر العظيم، عبرت جميعها عن التقدير والاعتزاز بقصيده، وعطائه والوطني، والعربي والانساني الرحيب.. ومن بين من تم التوثيق لمشاركاتهم ، الافاضل المكرمون، مع حفظ الالقاب والمهام والمواقع، الدكاترة والاساتذة والذوات:
غادة السمان، بشرى العامري، نادية هناوي، حازم التميمي، حسام السراي، حسين القاصد، حميد الخاقاني، سعيد عدنـان، ستار شبيب، رفعت عبد الرزاق، رواء الجصاني، زهير الجزائري، ضياء نافع، عدنان الاعسم، عبد الحسين شعبان، عبد الحميد برتو، عقيل مهدي، علي حداد، على حسن الفواز، علي حسين، عمر السراي، عادل العرداوي، غزاي درع الطائي، كفاح الجواهري، مالك المطلبي، مأمون الخالدي، محمد حسين الياسين، مضاد الاسدي، معن غالب سياح، مهدي النهيري، نوفل ابو رغيف، هزبر محمود.. ووسام العبيدي ..
واذ شمل التوثيق اعلاه ، ما تيسر الى الان، ثمة سعي لأستكماله، وتوسيعه بحيث يشمل ابرز القصائد والبحوث والمداخلات، والكتابات، والافلام التوثيقية، اومواجيز عنها في الاقل، الى جانب تواريخ وامكنة المنابر التي شهدتها، وكذلك وسائل الاعلام التي نشرتها، وسواء كان ذلك في بغداد او خارج البلاد العراقية..
** تحايا وبعض وفاء
لقد ضمت صفحات الكراس / الكتيب ذي الصلة مادة كتبها د. كفاح محمد مهدي الجواهري، باسم عائلة الشاعر الخالد تحت عنوان “تحايا وبعض وفـاء” .. تلتها مادة ارشيفية عن” بيت الجواهري”الاول والاخير في العراق” ثم توثيق عن احدى وعشرين اطروحة دكتوراه، وثلاث عشرة رسالة ماجستير عن الشاعر العظيم اعدها للنشر ظافــر الجناحـي. وبعدها استعراض سلوان الناشئ لمادة عن الذكرى العشرين لانطلاق مركز الجواهري للثقافة والتوثيق، التي صادفت بتاريخ 2022.4.17 .. كما ثمة في الكراس / الكتيّب صفحات ضمت صورا لعدد من الفعاليات التي اشرنا لها، ولجمع من لافاضل المشاركين ..
** موقفان لسفارتي العراق في بـراغ وباريس
حملت خاتمة المطبوع التي كتبها سامر علي احمد “ شكرا موصولا بالمحبة والتقدير لما سعت – وحاولت ان تسعى اليه – سفارتا العراق الموقرتان في براغ وباريـس، في المشاركة بفعاليات الاحتفاء الوطني، والثقافي بمناسبة الذكرى 25 لرحيل الجواهري الخالد”..واضافت “واذ حالت ظروف فنية وغيرها دون احراز المنشود، فلعل العوض في قادمات الايام، ما دام حسن النوايا قائم، والقناعة بما يمثله الاستذكار، ويعنيه، سائد وراسخ”..
** صمت مريب لنقابة الصحفيين ..
ومما جاء في خاتمة الكراس / المطبوع ايضا توثيق حول “تميّـز” موقف قيادة نقابة الصحفيين العراقيين في المشاركة بالاحتفاءات الوطنية والثقافية الواسعة التي كرست لاستذكار الجواهري، خاصة وانه اول نقيب لصحفيي العراق، وابرز مؤسسيها عام 1959.. وقد تمثل ذلك “التميّـز” في صمت مريب ” ولا حتى ببيان قصير لدفع البلاء والقضاء، برغم اتصالات ومراسلات مباشرة مع النقيب السيد مؤيد اللامي، وامين عام النقابة السيد حسن العبودي. وما زلنا – مع كل المستغربين والمتابعين- نبحث عما يكمن وراء ذلك “التمّيز” وعسانا نجده عند المعنيين انفسهم، بعيدا عن “التكهنات” و”الاشاعات” !!.
**عتاب “ساخن” على سفارتنا لدى القاهرة..
اخيرا ضمت خاتمة الخاتمة وقفة عتاب ساخنة جاء نصها كالتالي: ” لقد استبشرنا خيرا في اول رد فعل ايجابي من سفارة العراق لدى مصر، بشأن تنظيم فعالية استذكارية للجواهري الخالد، في القاهرة، حيث مقر جامعة الدول العربية، وحيث سفارتنا هناك معنية بتمثيل العراق فيها.. قلنا استبشرنا خيرا، وتمت اتصالات ومراسلات مع السفارة الموقرة عبر السيد مستشارها الثقافي الذي اكد تكليفه بمهام متابعة الشؤون ذات الصلة.. ولكن يبدو ان “استبشارنا” لم يكن في محله، اذ اختفت “الشاشة” فلا سلام ولا كلام، ولا جواب ولا سؤال، وتلك مواقف لانرى انها تنم عن الدبلوماسية المتوخاة، ولا نقول اكثر.. ودفع الله ما كان أعظم”..